جيش الاحتلال يزعم حدوث "أخطاء" أدت لاستهداف عمال الإغاثة في غزة

جيش الاحتلال يزعم حدوث "أخطاء" أدت إلى استهداف عمال الإغاثة في غزة ويقيل ضابطين

05 ابريل 2024
الغارة الإسرائيلية تمت بإطلاق ثلاثة صواريخ على القافلة (ياسر قديح/العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في حادثة مأساوية، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن غارة جوية استهدفت بالخطأ مركبات منظمة المطبخ العالمي في غزة، مما أسفر عن مقتل عمال إغاثة وكشفت التحقيقات عن أخطاء في الهوية والقرارات، مع إقالة قائدين وتوبيخ ضباط.
- المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أعربوا عن قلقهم، وطالبت منظمة المطبخ العالمي بتحقيق مستقل، مشيرة إلى أن الضربات قد تكون متعمدة ومؤكدة على الحاجة للمساءلة والشفافية.
- استجابة للضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل عن إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك إعادة فتح معبر بيت حانون وزيادة المساعدات الإنسانية، مع توسيع دخول المساعدات من الأردن، في خطوة تعكس تغييراً في السياسة تجاه غزة.

زعم الجيش أنّ قائداً افترض وجود مسلحين من حماس في مركبات المنظمة

ستتم إقالة قائد كتيبة الدعم الناري ورئيس أركان الكتيبة

أقرّ جيش الاحتلال بأنه كان بالإمكان منع وقوع الحادث

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنّ التحقيق في مقتل عمال الإغاثة في غزة، ليل الاثنين الثلاثاء، بغارة جوية إسرائيلية، خلص إلى حدوث خطأ في تحديد الهوية، و"أخطاء" في اتخاذ القرار، معلناً أن الهجوم يخالف الإجراءات القياسية للعمليات، ولفت إلى أن قائداً افترض خطأ أنّ مسلحين من حركة حماس كانوا في مركبات منظمة المطبخ العالمي المركزي التي استهدفتها الغارة.

وأكد التحقيق أنّ "الغارات على المركبات الثلاث تم تنفيذها في انتهاك خطير للأوامر ولإجراءات العمليات القياسية للجيش الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنه سيتم توبيخ ضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية، كما ستتم إقالة قائد كتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ورئيس أركان الكتيبة برتبة كولونيل. وأضاف الجيش: "سنتعلم الدروس من الواقعة ونأخذها في الاعتبار في العمليات الجارية"، متحدثاً عن أن استنتاجات التحقيق تشير إلى أنه كان بالإمكان منع وقوع الحادث، متابعاً: "نقر بحصول سلسلة أخطاء فادحة في قصف العاملين الإنسانيين في غزة".

وليل الاثنين الثلاثاء، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة تابعة لمنظمة المطبخ العالمي المركزي في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط سبعة شهداء، وفق المنظمة.

وأكدت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ مقراً في واشنطن في بيان، "مقتل سبعة عناصر من فريقنا بضربة نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة"، موضحة أن القتلى "من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة"، وأحدهم "يحمل الجنسيات الأميركية والكندية والفلسطينية".

وطالبت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أمس الخميس، بفتح تحقيق مستقل بمقتل موظفيها. وأفادت المنظمة، في بيان، بأنها طلبت من أستراليا وكندا وأميركا وبولندا وبريطانيا الانضمام إليها للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل من طرف ثالث في الهجوم، والتأكد مما إذا كانت الضربات قد نفذت بشكل متعمد.

وفيما تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي البحث عن ذرائع تبرّر من خلالها استهداف موظفي الإغاثة السبعة، بالادعاء أنه كان "غير مقصود" و"عن طريق الخطأ"، إلا أنه يُستشفّ من معلومات أوردتها صحيفة هآرتس أن الجريمة حصلت مع سبق الإصرار والترصد، وتمت بإطلاق ثلاثة صواريخ على القافلة، حتى عندما حاول بعض أفرادها إنقاذ زملائهم، وهو ما عبّر عنه أيضاً مؤسس المنظمة خوسيه أندريس بالقول إن الاستهداف كان "ممنهجاً".

ودفعت الضغوطات المتزايدة على الاحتلال الإسرائيلي بعد الغارة إلى موافقته على إعادة فتح معبر بيت حانون (إيرز)، المؤدي إلى شمالي قطاع غزة، والاستخدام المؤقت لميناء أسدود لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، اليوم الجمعة. وأشار البيان إلى أن الحكومة وافقت أيضاً على توسيع دخول المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.

وجاء القرار الإسرائيلي بعد مكالمة هاتفية سادها التوتر بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حذر فيها بايدن من تغيير حاد في سياسة بلاده تجاه الحرب في غزة. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن بايدن "أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل"، بشأن وضع حد لأعمال القتل هذه ولتدهور الوضع الإنساني في غزة.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون