أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري، في حديث لموقع "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين، ازدياد الجرائم القومية الإرهابية من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، محذّراً من أن ذلك يعزز المقاومة ويؤدي إلى عمليات فلسطينية ضد أهداف إسرائيلية.
ووصف هغاري عنف المستوطنين بأنه "إرهاب قومي"، وأن "هذا يدفع المجتمع الفلسطيني المدني الذي لا علاقة له بالإرهاب إلى القيام بأعمال إرهابية"، على حد تعبيره.
وأضاف أن الحد من العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية "تتطلب معالجة هذه الظاهرة"، قاصداً اعتداءات المستوطنين الإرهابية المتواصلة على الفلسطينيين، من قبيل اعتدائهم على أهالي قرية برقة، وسط الضفة الغربية المحتلة، يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى استشهاد الشاب قصي جمال معطان (19 عاماً)، متأثراً بإصابة حرجة برصاص مستوطنين أثناء تصديه لهجومهم على القرية.
وقال هغاري، معقباً على تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، بأنه يجب منح وسام للمستوطن الذي أطلق النار على الشاب الفلسطيني : "أنا لا أمنح وساماً. هناك تحقيق في الشرطة. الحدث وقع على مسافة 250 متراً من القرية الفلسطينية، وعلى بعد نحو كيلو متر من البؤرة الاستيطانية. كيف وصلوا (المستوطنين) إلى هناك، ولماذا حدث هذا في ذلك المكان، هذا سيوضحه التحقيق. من الجيد أن يستوضحوا الوقائع ويعلنوها للجمهور".
وتأتي أقوال هغاري، بعد أن نشرت "يديعوت أحرونوت" أمس، تحذير رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) رونين بار، لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأن " الإرهاب اليهودي يغذي الإرهاب الفلسطيني"، على حد وصفه.
وأوضح بار لنتنياهو أن الإرهاب اليهودي "سيقود إلى عمليات انتقامية تسفك دم اليهود، مثلما حدث بعد قتل عائلة دوابشة في قرية دوما"، في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية عام 2015، عندما أحرقهم المستوطنون وهم نيام في منزلهم، ما أدى إلى استشهاد الأب سعد، والأم ريهام، والرضيع علي، فيما أصيب الطفل أحمد بحروق بالغة.
وانتقد عدد من أعضاء الكنيست من اليمين أقوال بار، من بينهم عضو الكنيست طالي غوتليب (الليكود)، والتي اعتبرت أن أفكار اليسار باتت تسيطر على قيادة "الشاباك" وقيادة جيش الاحتلال.
واعتبرت عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ (القوة اليهودية) أن "هناك الكثير من الأمور الإشكالية في سلوكهم (الجيش والشاباك)، لا سيما في طريقة تعاملهم مع سكان الضفة الغربية (من المستوطنين)".
ورداً على ذلك، قال وزير الأمن يوآف غالانت إنه "يدين بشدة تصريحات أعضاء الكنيست التي تهين رئيس الشاباك، ويقترح عليهم التراجع عنها والاعتذار عن كلماتهم".
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، أشارت تقديرات جهات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن جيش الاحتلال فقد السيطرة على إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، واعتداءاتهم على منازل الفلسطينيين، ومركباتهم وممتلكاتهم في عدة مناطق.
ونقل موقع "والاه" في حينه، عن مسؤول أمني إسرائيلي لم يسمّه، قوله "إننا نقترب من اللحظة التي سيخرج فيها نطاق الجريمة القومية (إرهاب المستوطنين) عن السيطرة".
ويحدث كلّ ذلك، برعاية رسمية من حكومة الاحتلال، بوقوف وزراء أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، الوزير في وزارة الأمن والمسؤول عن الاستيطان، بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب المستوطنين.