أصدر محتجون تونسيون بياناً، اليوم الأحد، على أثر نجاح وقفتهم الاحتجاجية، أمس السبت، تحت شعارات تضمنت "لا خوف بعد اليوم" و"يسقط الانقلاب"، مؤكدين إصرارهم على مناهضة الانقلاب عبر جميع الوسائل السلمية وتمسكهم بالدستور والشرعية ومكاسب الديمقراطية.
وأكد بيان "تونسيون ضد الانقلاب" أن رسالة المحتجين تأتي في إطار "التنديد بالانقلاب على الدستور وتعليق أعمال البرلمان، وكذلك بتجميع رئيس الجمهورية قيس سعيّد كل السلطات بين يديه، بما أنجر عنه من انتهاكات مست الحريات العامة والفردية".
وتابع البيان أن ذلك تسببت عنه أيضا "إشاعة مناخ من الترهيب طاول المنظمات الوطنية ونخب المجتمع الحية من رجال أعمال وقضاة ومحامين وصحافيين"، كما استنكر ما وصفه "باستخفاف رئيس الجمهورية بمصالح البلاد العليا وإصراره على رفض الحوار سبيلا إلى الخروج من الأزمة التي تعيشها وتؤذن بخطر الانهيار الاقتصادي".
وأكد المشاركون في الوقفة، بحسب البيان نفسه، أن تحرك المواطنين "خير دليل على إصرار التونسيات والتونسيين على التمسك بحقهم في التعبير الحر والتجمع والتظاهر طبقا لما ضمنه دستور 2014"، مؤكدين أن "هذه الحقوق ليست منة من أحد"، بحسب تعبيرهم.
وشكر المشاركون "كل من حضر رغم حملات التشكيك والهرسلة والتنمر"، مستنكرين تعمد أنصار الانقلاب تنظيم وقفة موازية بنفس المكان والتوقيت، في اعتداء صارخ على حرية التعبير والتظاهر السلمي رغم سبق تنظيم وإعلان أنصار الشرعية والدستور لوقفتهم"، بحسب توصيفهم.
كما دعا البيان "إلى مزيد من تكثيف الجهود والتنسيق بين جميع الفاعلين المعارضين للانقلاب من أجل حماية الشرعية والدفاع عن الدستور"، بحسب تعبيرهم.
وعلق المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "البيان يكشف شعورا لدى المحتجين بنجاح وقفة الأمس، وشحنة من المعنويات المكتسبة تكشف عن تبلور وتنظيم وتنسيق أكبر، وعن وقفات وتظاهرات قادمة يتوقع أن تكون بأعداد أكبر وبحشد أوسع".
وأوضح المؤدب أن البيان نفسه يُفهم من عنوانه أن "حاجز الخوف انكسر وهالة 25 يوليو وقدسيتها سقطت أمس بخروج ذلك العدد من المحتجين".
وتابع بأن عبارة "لا خوف بعد اليوم... التي رفعت أيضاً إبان ثورة 2011، قد تعيدنا للحديث عن منظومة كانت تخيف التونسيين ونظام يحكم بآلات صلبة وبأجهزة الدولة لفرض سلطاته.. وربما أراد أصحاب البيان تشبيه نظام سعيّد عن قصد بنظام بن علي الذي كان ماسكا بكل السلطات عبر نظام رئاسوي شمولي".
وتابع المؤدب "تضمن رداً على من سخروا واستهزؤوا منهم من أنصار سعيّد، الذين اعتبروا أن نزولهم للشارع وتظاهرهم حجة ضد من يعتبرون أن تونس تعيش انقلابا وتضييقا على الحريات".