تقرير عراقي مرتقب لحسم الجدل حول ملف إخراج القوات الأجنبية

تقرير عراقي مرتقب لحسم الجدل حول ملف إخراج القوات الأجنبية

07 مارس 2021
تشكيل لجنة ستتولى مهمة وضع تقرير نهائي لجدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق (الأناضول)
+ الخط -

كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كاطع الركابي، اليوم الأحد، عن تشكيل لجنة وصفها برفيعة المستوى ستتولى مهمة وضع تقرير نهائي لقضية وضع جدولة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، على ضوء القرار الذي أصدره البرلمان مطلع العام الماضي.

وبين الركابي أن اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، وعضوية كل من مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ومدير مكتب رئيس الوزراء، ورئيس أركان الجيش، ونائب القائد العام للقوات المشتركة، مضيفا في إيجاز صحافي نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، مساء الأحد، أن "هذه اللجنة كلفت بتقييم الموقف، وتقديم تقرير نهائي يحتوي جدولة زمنية لإخراج القوات الأجنبية من كل مناطق العراق". 

ولفت إلى أن "هذه اللجنة ستقيّم إمكانيات القوات العراقية من حيث القدرة على ضبط الأمن والسيطرة على المناطق الحدودية، ومنع الهجمات الإرهابية، إضافة إلى تقييم الجهد الاستخباري للقوات العراقية، ومدى فاعليته في كشف العمليات الإرهابية بدون الاستعانة بأي قوة أجنبية". 

وأضاف المصدر ذاته أن اللجنة ستعمل على وضع تقرير نهائي لجدولة انسحاب القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، من البلاد، تنفيذا لقرار مجلس النواب الصادر في يناير/كانون الثاني العام الماضي، القاضي بإخراج جميع القوات الاجنبية الموجودة على الأراضي العراقية. 

ولم تعلق الحكومة العراقية أو أي من المسؤولين العسكريين على تصريحات النائب العراقي.

يذكر أن البرلمان العراقي كان قد أصدر مطلع عام 2020 قرارا يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي. 

وحول اللجنة المعلن عنها، تواصل "العربي الجديد" مع رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد رضا، الذي أكد أن قوات التحالف بدأت فعلا بوضع جدولة لانسحاب قواتها من العراق، مضيفا أن لجنة الامن والدفاع تريد من التحالف الدولي في النهاية احترام قرار البرلمان القاضي بإخراجهم.

وتابع "خلال فترة جدولة الانسحاب التي قد تكون سنة أو أقل أو أكثر، يجب أن يعاد بناء القوة الجوية وطيران الجيش، لأن العراق بحاجة ماسة لهما، ونحن في الوقت نفسه نرفض استهداف أي بعثة دبلوماسية في العراق، وعمليات الاستهداف للبعثات من قبل بعض الفصائل تمثل خرقا للقانون الدولي وسيادة العراق"، مشددا على ضرورة وقفها.

وجاءت مطالبة برلمانيين عراقيين ضمن كتل تتبنى نهجا مؤيدا للسياسيات الإيرانية بالمنطقة، وأبرزها تحالفا "الفتح" و"دولة القانون"، بزعامة هادي العامري ونوري المالكي، في ما يتعلق بوضع جدول زمني لوجود قوات التحالف، متزامنة مع الاتصال الهاتفي للرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

 وعبر روحاني خلال الاتصال عن عدم رغبة إيران باستمرار التدخل الأجنبي في العراق، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية، التي قالت إن الرئيس الإيراني أكد خلال الاتصال مع الكاظمي أن التدخلات الأجنبية تضر بالعراق والمنطقة. 

واعتبر روحاني أن وجود القوات الأميركية في دول المنطقة، بما فيها العراق، يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، متهما الأميركيين بلعب دور تخريبي دائم.  وأشار إلى أن "الإسراع في تنفيذ قرار البرلمان العراقي بشأن خروج القوات الأميركية من هذا البلد من شأنه أن يساعد في إرساء السلام والاستقرار في العراق والمنطقة"، موضحا أن وحدة العراق وسلامته واستقراره أمور تحظى بالاهتمام الجاد والأولوية من قبل إيران.  

وأصدرت جماعات عراقية مُسلّحة حليفة لإيران، ليل الخميس ـ الجمعة الماضي، بياناً، توعدت فيه بما سمته صفحة جديدة من التصعيد ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق والمتعاونين معها، مهدّدة بشنّ هجمات واسعة تستهدف المعسكرات والأرتال الأميركية في البلاد.