تقدم في ختام اليوم الأول من المحادثات الروسية الأوكرانية بإسطنبول

تقدم في ختام اليوم الأول من المحادثات الروسية الأوكرانية بإسطنبول: كييف اقترحت تبني وضع الحياد مقابل ضمانات أمنية

29 مارس 2022
ستستمرّ المحادثات اليوم وغداً (أردا كوشوكايا/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت السفارة الأوكرانية في تركيا، اليوم الثلاثاء، انتهاء الاجتماع بين المفاوضين الأوكرانيين والروس في إسطنبول، والذي استمرّ حوالي أربع ساعات، مع فترات راحة من حين لآخر.

وعلمت "الأناضول" من مصادر دبلوماسية أنّ المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني ستستمرّ اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء.

وعُقدت المحادثات في قصر دولمه بهتشة بمدينة إسطنبول، بعد أكثر من شهر على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال المفاوض الأوكراني، وفق "رويترز"، إنّ كييف اقترحت تبني وضع الحياد مقابل ضمانات أمنية في المحادثات، مما يعني أنها لن تنضم إلى تحالفات عسكرية أو تستضيف قواعد عسكرية.

وأشار للصحافيين في إسطنبول، إلى أنّ المقترحات ستشمل أيضاً فترة مشاورات مدتها 15 عاماً بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.

وقال إنّ "أوكرانيا اقترحت نظاماً جديداً بشأن الضمانات الأمنية خلال المحادثات اليوم"، مضيفاً أنّ "إسرائيل وبولندا وكندا وتركيا يمكن أن تكون من ضامني الأمن لأوكرانيا في ظل النظام الجديد".

وشدد على أنّه "يجب أولاً تنظيم استفتاء في أوكرانيا حول شروط الاتفاق مع روسيا"، موضحاً أنّ "كل هذا قد تم طرحه على الجانب الروسي ونحن ننتظر إجابته الرسمية".

بدورها، نقلت وكالة "الأناضول" عن مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك قوله إنّ نتائج اجتماع إسطنبول اليوم كافية لعقد اجتماع على مستوى القادة.

وكان بودولياك، قال وقت المحادثات، إن مناقشة الضمانات الأمنية، وترتيب وقف لإطلاق النار، يجريان، وذلك لحل المشاكل الإنسانية. وأضاف عبر التلفزيون الأوكراني: "تجري الآن مشاورات مكثفة حول بعض القضايا المهمة، أهمها اتفاق على ضمانات دولية لأمن أوكرانيا، لأننا بهذا الاتفاق سنتمكن من إنهاء الحرب كما تحتاج أوكرانيا". وأردف: "القضية الثانية هي وقف إطلاق النار لحل كل المشكلات الإنسانية المتفاقمة".

وأوضح أنّ مشكلة أخرى تتمثل في "تصعيد الحرب" التي تتضمن ما قال إنه "انتهاك لقواعد الحرب"، من دون أن يعطي تفاصيل.

من جهته وصف المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي، المحادثات مع الجانب الأوكراني في إسطنبول بأنها "كانت بناءة".

وقال، في تصريحات للصحافيين وفق ما نقلته "رويترز": "سنبحث المقترحات الأوكرانية ونقدم تقريراً عنها للرئيس فلاديمير بوتين".

وأكد المفاوض الروسي أنّ "اجتماع بوتين وزيلينسكي ممكن فقط إذا تم ختم اتفاق من قبل وزارتي الخارجية الروسية والأوكرانية".

وفي الأثناء نقلت "رويترز" عن وزارة الدفاع الروسية، قولها إنّه "بهدف خلق ظروف للحوار سنوقف النشاط العسكري حول كييف وتشرنيهيف".

وذكر التلفزيون الأوكراني في وقت سابق أنّ المحادثات بدأت، من دون أن يتصافح أعضاء الوفدين.

وقال مراسل أوكراني: "كان هناك ترحيب بارد ولم تكن هناك مصافحة"، من دون أن يوضح ما إذا كان قد شهد اجتماع الوفود أو أنّ المسؤولين أبلغوه بذلك.

والأحد، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على استضافة إسطنبول الاجتماع المقبل لمفاوضات الوفدين الروسي والأوكراني.

وأكد أردوغان للوفدين الروسي والأوكراني قبل المحادثات، أنّ إحراز تقدم في الاجتماع بإسطنبول، اليوم الثلاثاء، سيمهد الطريق لعقد اجتماع بين زعيمي البلدين.

وفي خطاب أمام المفاوضين في إسطنبول بثه التلفزيون، قال أردوغان إنّ الوقت قد حان لإجراء محادثات تسفر عن نتائج ملموسة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، قائلاً إنّ "وقف هذه المأساة" في يد الجانبين.

وأعرب أردوغان عن إيمانه بعدم خسارة أي طرف في معادلة السلام العادل للأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكداً أنّ إطالة أمد الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير/ شباط الماضي، "ليست في صالح أحد". وأضاف أنّ تركيا التي كانت شاهدة على العديد من المآسي في منطقتها، تسعى لعدم تكرار تلك المآسي شمال البحر الأسود.

وأردف قائلاً: "تعاملنا بإنصاف في كافة المنابر الدولية مع الطرفين (الروسي والأوكراني) عبر ضمان حقوقهما ومراعاة حساسياتهما".

وسبق أن جرت جولة مفوضات بين روسيا وأوكرانيا حضورياً، في 10 مارس/آذار في أنطاليا بتركيا، على مستوى وزيرَي خارجية البلدين بدعوة من أنقرة، لكنّها لم تفضِ إلى نتائج ملموسة.

وعقد الجانبان سابقاً كذلك جولات تفاوض عدة، بدأت في بيلاروسيا، ثمّ استمرّت عن بعد عبر خاصية الفيديو.

وبعد إعلان بوتين، في 24 فبراير/شباط الماضي، عن بدء ما سمّاها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا بهدف ما قال إنه "تحييد السلاح والقضاء على النازية"، قدمت روسيا مجموعة من المطالب لوقف أعمال القتال، بما فيها اعتراف كييف بالسيادة الروسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، واستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد.