تفاصيل إحباط مخطط اغتيال روسي لقائد المخابرات العسكرية الأوكرانية

27 مايو 2024
قائد المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف كييف 19 إبريل 2023 (فيتالي نوساتش/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الرابع من مايو، خطط عميل روسي لاغتيال قائد المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، في كييف باستخدام طائرات مسيرة، دون علم بودانوف بوجود العميل الذي كان يراقب موكبه.
- جهاز الأمن الأوكراني (SBU) كشف وأحبط خطة الاغتيال، معتقلاً أفراد الخلية التي تضمنت عقيدين أوكرانيين وعميلًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وضبط متفجرات وطائرات مسيرة.
- التحقيقات كشفت عن مراقبة الخلية لتحركات الرئيس الأوكراني زيلينسكي أيضًا، مما يشير إلى خطط روسية لاغتياله، وتعكس تحول استراتيجية الأمن الفيدرالي الروسي نحو التخريب والاغتيالات تحت إشراف سيرغي كوروليف.

في الرابع من مايو/أيار الجاري، كان موكب قائد المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف يتقدم في شوارع كييف ككل يوم، لم يكن بودانوف يعلم أن ثمة عميلاً روسياً في أحد أقبية المدينة الذي حوله إلى مركز تحكم بالطائرات المسيّرة ضمن مخطط اغتيال روسي، بحسب ما نقلت صحيفة ذا تايمز اللندنية عن عضو كبير في جهاز أمن الدولة الأوكراني (SBU) اليوم الاثنين.

وبحسب الصحيفة، فإن العميل كان ترصّد مرور بودانوف، الذي أشرف على الضربات التي استهدفت كبار القادة الروس والدعاة والمتعاونين داخل روسيا وفي الأراضي الأوكرانية المحتلة، وجرت عملية المراقبة عبر طائرة مسيّرة، وكانت أوامره "عندما ترى قافلة فيها سيارة تويوتا لاند كروزر سوداء وحافلة صغيرة سوداء تصل، أبلغ عن إحداثياتها". حيث كانت الخطة تقضي باغتياله في هجوم منسّق بالصواريخ والطائرات المسيّرة، على أن يقوم العميل بتصوير عملية الاغتيال ومراقبة المكان عبر طائرة مسيّرة لاستهداف أي ناجين ومن قد يأتون لتقديم المساعدة.

لم يكن العملاء الروس المكلفين بتنفيذ مخطط الاغتيال عالمين أنهم مكشوفون وأنهم كانوا تحت المراقبة من قبل جهاز الأمن الأوكراني، كما نقلت صحيفة التايمز اللندنية عن عضو كبير في جهاز أمن الدولة الأوكراني (SBU) اليوم الاثنين. خلية الاغتيال كانت تضم عقيدين أوكرانيين مكلفين بحماية كبار المسؤولين الأوكرانيين بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ورجل ثالث قالت الصحيفة إنه يعمل لصالح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) وهو الذي كان يتحكم بالطائرة المسيّرة، وتمكنت خلية الاغتيال من إدخال قذائف صاروخية ولغماً مضاداً للأفراد من طراز MON-90 وطائرات مسيّرة متفجرة إلى كييف استعداداً لمحاولة الاغتيال.

تقول الصحيفة إن المشتبه به الأول هو العقيد أندريه هوك، وهو متهم بالعمل لصالح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي منذ عام 2014، وقام بتجنيد الرجل الثاني، العقيد أولكسندر ديركاش، ونقل أوامر جهاز الأمن الفيدرالي إلى المجموعة. وعبر اعتراض الاتصالات بين أعضاء الخلية من قبل جهاز أمن الدولة باستخدام تكنولوجيا المراقبة القوية، اكتُشف مخطط الاغتيال واعتُقل أفراد الخلية بشكل متزامن من قبل الأمن الأوكراني، لضمان عدم إبلاغ بعضهم بعضاً قبل الاعتقال، وقال مسؤول في مكافحة التجسس إنهم عثروا في سيارة أحد المتهمين على متفجرات ومكونات الطائرات المسيّرة مخبأة داخل إطارات احتياطية وكومة من الخشب، بالإضافة إلى مخبأ فيه هاتف سري.

خطف زيلينسكي

أعضاء الخلية اعترفوا أيضاً بأنهم كانوا يراقبون تحركات زيلينسكي والطرق التي يسلكها موكبه، ما يظهر أن مخططاً روسياً أعُدّ أيضاً لاغتياله بنفس الطريقة التي كانت معدة لاغتيال بودانوف، بل إن أحد المشتبهين قدم للمحققين معلومات جديدة حول محاولة روسية سابقة لخطف زيلينسكي في بداية الحرب، وقال بحسب "ذا تايمز": "في فبراير 2022، كُلِّف العميل رقم واحد بمهمة تحديد ضباط حماية الدولة الآخرين الموالين لروسيا وقتل الموالين لأوكرانيا من أجل احتجاز الرئيس رهينةً.. كان عليهم إجبار زيلينسكي على الإدلاء ببيان بالفيديو يستسلم فيه ويقول إنه لا يوجد سبب للقتال – وإلا فسوف يُقتل".

وفي مقطع فيديو لاستجوابات أحد العقيدين الموقوفين نشره جهاز الأمن الأوكراني، قال العقيد إنه كان يتلقى 3000 دولار شهرياً من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بالإضافة إلى 1000 دولار إضافية للقيام برحلات لتنفيذ أوامرهم، وزعم أن معظم المبالغ دُفعت له ولعائلته أثناء زياراتهم إلى أوروبا.

ويكشف مخطط اغتيال بودانوف اختراقاً كبيراً لمستويات أمنية عليا في أوكرانيا وصلت إلى الحماية الخاصة بالرئيس، كما تُظهر تحولاً عدوانياً في دور وكالة الأمن الفيدرالي الروسية في الحرب ضد أوكرانيا وحلفائها، من جمع المعلومات الاستخبارية إلى التخريب والاغتيالات، وهو الدور الذي كانت تهيمن عليه ذات يوم وكالة المخابرات العسكرية الروسية.

وينشط جهاز الأمن الفيدرالي في أوروبا ضد الإمدادات الغربية لأوكرانيا، وقالت رئيسة وكالة المخابرات البريطانية آن كيست بتلر، الأسبوع الماضي، إنها "تشعر بقلق متزايد" بشأن الروابط بين أجهزة المخابرات الروسية ومجرمي الإنترنت الذين يستهدفون الخدمات الرئيسية في المملكة المتحدة.

وتقول "ذا تايمز" إن مهندس الاستراتيجية العدوانية الجديدة لجهاز الأمن الفيدرالي هو نائب مدير الوكالة سيرغي كوروليف، وهو الشخص المفضل لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويُقال إن لديه علاقات عميقة مع المافيا الروسية، وقدم فرع المخابرات العسكرية الأوكرانية ملفاً عن كوروليف للصحيفة ورد فيه أنه "ذئب بوتين" وهو مكلف بجمع معلومات عن أعضاء الحكومة الروسية وإزالة المنافسين المحتملين الذين يريد الرئيس الروسي عزلهم بالوسائل القانونية، وهو بحسب الملف شخصية غامضة ولد في قرغيزستان ويُعتقد أنه يبلغ نحو 60 عاماً.

وقال جهاز الأمن الأوكراني إن مخطط الاغتيال جرت الموافقة عليه وتنسيقه شخصياً من قبل مدير جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف، وقال ضابط في مكافحة التجسس: "لقد انتقلوا من محاولة تجنيد عملاء استخبارات إلى الإعداد لهجمات إرهابية وأعمال تخريب واغتيالات، في محاولة لإنشاء حركة مقاومة مؤيدة لروسيا"، مشيراً إلى أن جهاز الأمن الأوكراني قام بالكشف عن نحو 2500 عميل روسي في أوكرانيا، مضيفاً: "أجهزة الاستخبارات الروسية قوية للغاية، لكن جهاز الأمن الأوكراني يتفوق عليها حتى الآن".