تعزيز القوات الإسرائيلية على حدود سيناء: التوقيت والرسالة

تعزيز القوات الإسرائيلية على حدود سيناء: التوقيت والرسالة

31 يوليو 2021
جندي مصري في برج مراقبة على الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة (فرانس برس)
+ الخط -

رصد شهود عيان ومصادر قبلية مصرية في الآونة الأخيرة، تعزيز انتشار قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة ومناطق شمال سيناء ووسطها، من خلال نشر كتائب مدرعات، وطيران استطلاع وطيران حربي على مدار الساعة، بالإضافة إلى تعزيز نقاط المراقبة عبر مدّها بالمزيد من الأجهزة الحديثة، التي من شأنها رصد المنطقة الحدودية كيلومترات عدة داخل الأراضي المصرية. وهذا ما ظهر جلياً في قدرة جيش الاحتلال على كشف عشرات عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود من سيناء للأراضي المحتلة منذ بداية العام الحالي، على الرغم من قدرة المهربين على تجاوز نقاط المراقبة المصرية. ووُجّهت الاتهامات لعناصر من الجيش المصري بالتواطؤ مع المهربين، بمقابل مادي أو بالاعتماد على طبيعة العلاقة التي باتت تربط الجيش باتحاد قبائل سيناء، الذي يسانده في الحرب ضد تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش".

وُجّهت الاتهامات لعناصر من الجيش المصري بالتواطؤ مع المهربين

وفي تفاصيل الوضع الميداني، أفادت مصادر قبلية من سكان المنطقة الحدودية لـ"العربي الجديد"، بأن هناك نشاطاً عسكرياً ملحوظاً للقوات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي بين سيناء والأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال عدة وسائل، أهمها نشر قوات عسكرية خاصة، تتم مشاهدتها على الحدود بشكل دائم، بالإضافة إلى تركيب أجهزة مراقبة حديثة، ومناطيد مراقبة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة استشعار. هذا الأمر انعكس إيجابياً عبر الإضرار بعمليات تهريب المخدرات والمهاجرين من سيناء للأراضي المحتلة، فمنذ بداية العام تم إحباط عشرات محاولات التهريب، وجرت مصادرة المخدرات والأدوات المستخدمة، وقتل بعض المهربين، علماً أنه في السنوات الماضية كانت النسب أقل، بالإضافة إلى أن هناك مخاوف من نشر كتائب المدرعات على الحدود، التي من شأنها التعامل مع كافة أشكال التهريب والإضرار بالحدود. وبات بإمكان جيش الاحتلال رصد كل تحركات المهربين أو المسلحين بعمق عدة كيلومترات داخل الحدود المصرية، وهذا ما أدى إلى استهداف عدد منهم بواسطة طائرات بلا طيار، وكذلك استهداف مواد كانت معدة للتهريب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت، مطلع الشهر الحالي، أن جيش الاحتلال سينشر قريباً كتائب نسائية كاملة من قواته على حدود مصر، في تجربة هي الأولى من نوعها. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه سيتم نشر كتائب نسائية مع دبابات على الحدود الجنوبية مع مصر كجزء من برنامج تجريبي مستمر، لتقييم جدوى وجود أطقم مدرعات نسائية، موضحةً أن أطقم الدبابات النسائية تستكمل حالياً تدريبها في قاعدة "شيزافون" في صحراء النقب والتي تضم مدرسة سلاح المدرعات العسكري. وبعد جهوزية الكتيبة النسائية سيتم إرسالها إلى كتيبة "كاراكال" المختلطة، الواقعة في الجزء الشمالي من حدود فلسطين المحتلة مع مصر، فيما ستشغل الكتيبة دبابات "ميركافا 4" مجهزة بأحدث القدرات والأنظمة التكنولوجية التي يقدمها جيش الاحتلال.

كذلك نشر موقع "مفزاك درومي" المقرب من جيش الاحتلال، قبل أيام، مشاهد ليلية قال إنها لقوات خاصة متخصصة في القيادة على الطرق الوعرة في ظروف صعبة، ينفذ أفرادها في هذه الأيام أنشطة عملياتية في المنطقة الحدودية مع مصر. ونشر أول من أمس، الخميس، خبر مفاده أنه "كجزء من مناورة الطيران في المنطقة الجنوبية، تم اليوم نقل قوات خاصة وآليات عسكرية إلى نيتسانا، وسيستمر تعزيز القوات بهدف إحباط عمليات التهريب عند الحدود المصرية".

ستنتشر كتيبة إسرائيلية معززة بقوة عسكرية كبيرة على الحدود

وسبق أن كشفت "العربي الجديد"، في إبريل/ نيسان الماضي، عن تصاعد عمليات تهريب المخدرات، مع نمو عمليات التهريب من مناطق وسط سيناء، التابعة لمحافظة شمال سيناء، باتجاه مناطق الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال مجموعات بدوية تعمل على تهريب المخدرات والأموال والمتسللين الراغبين في العمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحول هذه التطورات، يكشف باحث في سيناء لـ"العربي الجديد"، أن الانتشار الإسرائيلي على حدود سيناء، بشكل جديد ومعزز بقوة عسكرية كبيرة وقدرات تكنولوجية أعلى، يضع علامات استفهام كبيرة، في ظل انتشار الجيش المصري على الجهة المقابلة من الحدود. ويعتبر أنه إذا كان هذا الاستنفار العسكري مرده السعي لوقف عمليات تهريب المخدرات، ففي ذلك إشارة إلى ضعف أداء الجيش المصري في ملاحقة المهربين، لأن بياناته تخلو من الحديث عن الإمساك بالمهربين من سيناء للأراضي المحتلة، في ظل التقارير المتكررة حول تواطؤ موظفين مع المهربين من خلال السماح بتمرير المخدرات عبر الحدود. ويرى أن وجود تنظيم "داعش" أثار اهتمام القيادة الأمنية الإسرائيلية، وسط مخاوف من إمكانية توجه التنظيم لتنفيذ هجمات ضد قوات جيش الاحتلال، في حال سمحت له الظروف السياسية الإقليمية بذلك.

المساهمون