تصفيات قادة المقاومة لا تكسرها

تصفيات قادة المقاومة لا تكسرها

24 اغسطس 2014
الاحتلال يسعى لخلق صورة انتصار لدى جمهوره (أشرف عمارة/الأناضول/Getty)
+ الخط -
لا شك أن اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية يترك أثراً في صفوف المقاومين والتنظيمات الإسلامية على وجه الخصوص، غير أنّ هذا الأثر لا يعني أن يشلّ حركتهم أو يمنع استمرار عملياتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتاريخ الثورة الفلسطينية مليء بهذه الشواهد، إذ اغتالت إسرائيل في السنوات الماضية عدداً من قادة المقاومة السياسيين والعسكريين، غير أنها لم تتمكن من القضاء على العمل المقاوم.

لم ينهِ اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ أحمد ياسين عام 2004 الحركة التي كان يتزعمها، وقبلها لم ينه اغتيال فتحي الشقاقي عام 1995 حركة "الجهاد" التي أسسها. كما نجحت إسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة، في اغتيال ثلاثة من كبار قادة "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس)،هم محمد أبو شمالة، رائد العطار، ومحمد برهوم، وهي أكبر ضربة تلقتها الحركة الإسلامية منذ اغتيال إسرائيل قائدها السابق في القطاع أحمد الجعبري في 2012.

ويرى القيادي في "حماس" مشير المصري، أن "اغتيال قادة القسام ومن قبلهم قادة المقاومة لا يضعف المقاومة ولا الشعب الفلسطيني". وأكد المصري في حديث لـ" العربي الجديد"، أن المقاومة الفلسطينية لديها من القدرات ما يجعلها تبدد جميع تأثيرات استهداف قادتها، موضحاً أن "قادة المقاومة بشر يعيشون بين أهلهم، لذلك ليس مستحيلاً أن تصل إليهم أيدي الاحتلال وعملائه".

من جهته، يقول الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، الدكتور حاتم أبو زايدة، لـ"العربي الجديد"، إن اغتيال قادة "القسام" في رفح سيترك تأثيراً نفسياً ومعنوياً، ولكن هذا التأثير لن يكون كبيراً، مشيراً إلى أن المرونة العالية التي تمتاز بها الحركة قادرة على ملء الفراغ القيادي بما يتناسب مع متطلبات المرحلة.
ويلفت إلى أن أهداف إسرائيل من اغتيال القادة الثلاثة، تتمثل بإحداث ضغط سياسي على مجربات مفاوضات وقف إطلاق النار، تدفع بالمقاومة الفلسطينية إلى القبول بما كانت ترفضه، من أجل الحفاظ على أرواح قيادييها.

وتابع أبو زايدة، أن الاحتلال يسعى كذلك إلى خلق صورة انتصار لدى جمهوره، بعدما فشل على مدار أيام العدوان في تحقيق أي هدف، كوقف إطلاق الصواريخ أو التقليل منها، فضلاً عن ضرب معنويات المقاومين عن طريق النيل من قادتهم وإحداث بعض الخلل المرحلي في خطط المقاومة الداخلية.

ويعتقد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الضغط الاستخباري الشديد الذي يمارس على القطاع غزّة من قبل أجهزة الاحتلال الأمنية، وبمشاركة بعض أجهزة الاستخبارات العربية، سّهل اغتيال قادة "القسام".

بدوره، يرى مدير "مركز أبحاث المستقبل"، إبراهيم المدهون، أن استهداف قادة المقاومة لا يخلّف إلا فقداناً نفسياً لدى الجماهير والجنود، مبيناً أن الاحتلال وعملاءه استغلوا ساعات التهدئة خلال العدوان الحالي للبحث عن أهداف للمقاومة. وقال المدهون لـ"العربي الجديد"، إنه "على مدار الثورة الفلسطينية، قتلت إسرائيل عشرات القادة، كسعد صايل، وكمال عدوان، وأبو جهاد، ولكن الثورة بقيت مشتعلة وتطورات أساليبها، وكذلك في الانتفاضة الأولى اغتال الاحتلال عماد عقل ويحيى عياش، ولكن كتائب القسام تميزت بعدهما بالعمليات الاستشهادية التي أصابت الاحتلال في مقتل".

ويضيف المدهون، أن اغتيال قادة المقاومة "يعطي دفعة معنوية لدى المقاتلين والصفوف الداخلية لمواصلة عمليات الإعداد والمواجهة، لإيمانهم بأن مشروع التحرير طويل، ورحيل القادة دليل على سلامة الطريق". ويشدد على أن البنية الداخلية للمقاومة القائمة على توزيع المهام، والتي لا تعتمد على الأفراد، تساهم في تعبئة أي فراغ قيادي، من دون أي تأثير على العمليات العسكرية.