تركيا والسعودية تدعوان لحل الصراعات في السودان واليمن بالحوار

تركيا والسعودية تدعوان لحل الصراعات في السودان واليمن وأوكرانيا بالحوار

19 يوليو 2023
أردوغان التقى ولي العهد السعودي في مدينة جدة الاثنين(Getty)
+ الخط -

دعت تركيا والسعودية، اليوم الأربعاء، إلى حل سياسي للصراع الدائر في السودان واليمن، وتغليب الحوار والدبلوماسية في أوكرانيا، فيما أدانتا الإساءة للقرآن الكريم والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن البلدين عقب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة جدة الاثنين، في إطار جولة خليجية شملت أيضاً قطر والإمارات.

وبحسب البيان، "أكد الجانبان أهمية التزام طرفي الصراع في السودان وقف إطلاق النار الدائم والبناء على إعلان جدة (التزام حماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 مايو/ أيار 2023، بالإضافة إلى المبادرات الإقليمية الأخرى".

وحث الجانبان، وفق البيان، طرفي الصراع على التزام الحوار السياسي من أجل الوصول إلى حل مستدام للصراع، واتخاذ إجراءات ضرورية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.

وأكدا أن حل الأزمة يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية سودانية داخلية فعلية تحترم سيادة ووحدة البلاد، وتحافظ على مؤسسات الدولة.

وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية الداعمة للاستجابة الإنسانية بالسودان، وأهمية تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني، بحسب البيان.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

ومع دخول المعارك شهرها الرابع، تخطت حصيلة اشتباكات السودان 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.

الأزمة اليمنية

وفي الشأن اليمني، أكدت أنقرة والرياض أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

وأشاد الجانب التركي، وفق البيان، بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق اليمن كافة.

وأكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وثمّنا الجهود الأممية في تعزيز التزام الهدنة.

وأكدا أيضاً أهمية "انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام".

ومنذ نحو 9 سنوات يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وتتكثف منذ أشهر مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.

الاعتداءات الإسرائيلية

وفي الشأن الفلسطيني، أعربت تركيا والسعودية، عن إدانتهما "للاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد الجانبان ضرورة تكثيف الجهود الساعية للوصول إلى سلام شامل وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، استناداً إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وجددت أنقرة والرياض إدانتهما للإساءات المتعمدة للقرآن الكريم، مؤكدتين ضرورة "منع الإساءة لكافة الأديان والمقدسات".

وأكد البيان المشترك أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء، ومنع الإساءة لكل الأديان والمقدسات.

إيران ومصر

وفي السياق، رحب الجانب التركي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معرباً عن أمله بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأكد الجانبان أهمية "التزام إيران سلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية مساهمة الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.

فيما أعرب الجانب السعودي عن تقديره ودعمه لتطوير العلاقات بين تركيا ومصر.

وأوائل يوليو/ تموز الجاري، أعلنت تركيا ومصر في بيان مشترك، رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، في خطوة لاقت ترحيباً عربياً واسعاً.

الحرب في أوكرانيا

وبخصوص الحرب في أوكرانيا، أكد الجانبان أهمية إنهاء الحرب من خلال المفاوضات استناداً إلى القانون الدولي، وتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية.

وفي الشأن ذاته، أكد الجانبان أهمية مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود التي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي وضمان استقرار أسعار المواد الغذائية وسلاسل الإمداد.

وفي يوليو 2022، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول، اتفاقاً لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، التي توقفت مؤقتاً بعد بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/ شباط 2022.

وسمحت صفقة الحبوب لثلاثة موانئ أوكرانية بتصدير 33 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، منذ تحرك أول سفينة في 1 أغسطس/ آب 2022.

لكن موسكو أعلنت الاثنين رفضها تمديد الاتفاقية، قائلة إن "القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي أيضاً مهمة لسلسلة الغذاء العالمية".

(الأناضول)

المساهمون