تركيا تتسلم رسمياً الموافقة الأميركية على صفقة مقاتلات "إف 16"

تركيا تتسلم رسمياً الموافقة الأميركية على صفقة مقاتلات "إف 16"

29 فبراير 2024
ينتظر أن تصل الصفقة إلى 23 مليار دولار (Getty)
+ الخط -

أعلنت تركيا، الخميس، أنها تسلّمت خطاب الموافقة الرسمية على بيع مقاتلات "إف 16" من قبل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تلقي مسودة عرض للصفقة.

وفي مؤتمر صحافي عُقِد في وزارة الدفاع التركية، تحدث مستشار الصحافة والعلاقات العامة زكي أكتورك عن مرحلة شراء الطائرات الأميركية المقاتلة بعد موافقة الكونغرس.

وأوضح المتحدث أن "مسودة العرض وخطاب القبول اللذين أرسلتهما الولايات المتحدة بشأن طلب شراء 40 طائرة جديدة من طراز "إف 16" بلوك 70، وتحديث 79 مقاتلة "إف 16"، وتجهيزاتها من الذخيرة والمواد والمعدات وصلت إلى الوزارة، وبدأت الأقسام المعنية مراجعتها وإجراء التقييمات اللازمة".

وفي السياق، عرقل مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس أيضا، محاولة لوقف بيع طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" ومعدات تحديث لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، وهي صفقة وافقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ووصلت نتيجة التصويت إلى 61 صوتاً مقابل 10 ضد مشروع قرار قدمه السناتور الجمهوري راند بول لرفض الصفقة.

ويأتي إعلان وصول الخطاب الأميركي إلى أنقرة في ظل تسارع العلاقات التركية الأميركية منذ بداية العام الجاري، وقد بدأت هذه التطورات مع موافقة تركيا على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الشهر الماضي، مما أدى إلى تقدم في ملف الصفقات المشتركة بين البلدين.

وفي تصريحاته قبل أيام، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تركيز البلاد حالياً على مقاتلات "إف 16" في الاجتماعات مع أعضاء مجلس الشيوخ، حيث جرت مناقشة الخطوات المستقبلية المتعلقة بها.

وكانت مرحلة شراء المقاتلات قد بدأت قبل أكثر من عام، لكنها توقفت بسبب التطورات الدولية. وقبل ذلك، منعت الولايات المتحدة تركيا من استلام مقاتلات "إف 35" بسبب اقتنائها صواريخ "إس-400" الروسية. ونتيجة لذلك، دفعت تركيا مبلغاً قدره 1.4 مليار دولار كجزء من ثمن المقاتلات، لكن الصفقة لم تكتمل. وبناءً على هذا الوضع، قررت تركيا تعديل خططها لشراء مقاتلات "إف 16" من الولايات المتحدة، مع التزامها بتطوير المقاتلة المحلية "قان" من الجيل الخامس.

وربط الجانب الأميركي موضوع المقاتلات بموافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف ناتو، حيث صادق البرلمان التركي في 23 يناير/كانون الثاني على هذا الانضمام، وبعدها بثلاثة أيام أبلغت الإدارة الأميركية الكونغرس بطلب تركيا شراء المقاتلات.

وتتضمن المرحلة التالية من الصفقة وصول خطاب الموافقة ومسودة العرض، الأمر الذي تم بالفعل، وتجري مراجعتها من قبل اللجان المختصة. ومن المتوقع أن يُوضع جدول زمني بعد انتهاء التدقيق وتحديد حزمة المطالب والذخيرة والمعدات والمواد المطلوبة والرد عليها. وينتظر أن تصل الصفقة إلى 23 مليار دولار. 

وبعد تسلّم خطابات العرض والقبول، ينتظر أن يعقد الوفد المكون من رئاسة الصناعات الدفاعية ووزارة الدفاع الوطني وشركة تاي للصناعات الدفاعية الوطنية التركية، اجتماعاً مع الشركة المصنعة للمقاتلات، وهي شركة لوكهيد مارتن، لمناقشة التفاصيل الفنية والتسلّم.

ونظراً لكثافة خط الإنتاج لدى الشركة المصنعة، من المتوقع، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام التركية، أن يجري تسلّم أول طائرة مقاتلة "إف 16" إلى تركيا بعد مرور فترة تقدر بخمس سنوات. ومع استكمال عمليات التسلّم، سيكون لدى تركيا 119 طائرة مقاتلة من الجيل الرابع والنصف.

وقبل نحو أسبوعين، أفاد مصدر في وزارة الدفاع التركية وسائل الإعلام بأنه "بعد مراجعة خطابات العرض والقبول من قبل وزارة الدفاع والمختصين والانتهاء من جميع تفاصيل الصفقة مع السلطات الأميركية، من المتوقع أن يبدأ تنفيذ الجدول الزمني في يونيو/ حزيران ويمتد إلى يوليو/ تموز المقبل".

وتشير التصريحات التركية إلى أن أنقرة لم تعد تصر على الحصول على مقاتلات "إف 35" من الجيل الخامس، بسبب المواقف السياسية للولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، ستعمل على تعزيز قدراتها الجوية من خلال مقاتلات "إف 16" والمقاتلات بدون طيار التي تمتلكها. وما زالت عمليات الاختبار جارية للمقاتلة التركية "قان" من الجيل الخامس.

وقبل بضعة أيام، حلقت المقاتلة التركية بأول رحلة تجريبية، ومن المتوقع أن تستمر عمليات الاختبار والإنتاج. وأعلن الرئيس التركي أن هذه المقاتلات ستُدمج في الجيش بحلول عام 2028 بعد بدء عمليات الإنتاج المتسلسل.