ترقّب حذر في درعا.. وخسائر النظام السوري ترتفع بريف حماة

ترقّب حذر في درعا.. وخسائر النظام السوري ترتفع بريف حماة

08 نوفمبر 2022
فلتان أمني في درعا (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

يستمر الهدوء الحذر، اليوم الثلاثاء، في درعا البلد (جنوبي سورية)، وسط ترقب من السكان لما ستؤول إليه العملية الأمنية التي تشنها فصائل محلية ضد مجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم "داعش"، في وقت ترتفع فيه خسائر النظام السوري في ريف حماة الشمالي الغربي.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن الهدوء ما زال مستمراً في منطقة درعا البلد لليوم الثاني على التوالي، مشيراً إلى أن هناك حالة من الترقب، وهناك مطالبات باستمرار العملية حتى القضاء على خلايا التنظيم.

وكانت المنطقة قد شهدت، أمس الإثنين، هدوءاً تزامن مع اجتماعات بين قياديين محليين ووجهاء من منطقة درعا البلد جرت خلاله دراسة العملية التي بدأت قبل أسبوع وأسفرت عن مقتل وجرح مدنيين ومحاصرة آخرين، إضافة إلى خسائر بشرية بين طرفي الاشتباك، فيما لم تحقق العملية تقدماً واضحاً.

على الجانب الآخر، استمرّ الفلتان الأمني في درعا حيث هاجم مجهولون قبيل منتصف الليلة الماضية بقنبلة يدوية صالة أفراح في مدينة جاسم.

وبحسب مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، فإن الصالة كانت خالية من الناس ولم يصب أحد بأذى، لافتةً إلى أنه "قبل ساعات من الهجوم عقد محافظ درعا لؤي خريطة التابع للنظام، ومسؤولون آخرون، لقاء مع وجهاء من المدينة داخل الصالة المستهدفة".

وأوضح الحوراني أن "الاجتماع كان بين وجهاء من مدينة جاسم ومسؤولين أمنيين وخدميين تابعين للنظام، بحضور محافظ درعا"، مبيناً أن "اللقاء كان لبحث طلبات السكان المتعلقة بتحسين الخدمات مثل الماء والكهرباء وصيانة الطرقات، والخدمات الطبية والخدمات المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل النفوس".

وشهدت مدينة جاسم الشهر الماضي اشتباكات عنيفة بين فصائل ومجموعات محلية أجرت تسوية مع النظام السوري من جهة وعناصر ومجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم "داعش"، جرى خلالها القضاء على الأخيرة. وتبعت ذلك عملية أمنية مشابهة في درعا البلد، إثر هجوم انتحاري أدى إلى مقتل وجرح عناصر وقياديين من مجموعة محلية مسلحة كانت سابقاً ضمن الفصائل المعارضة للنظام.

خسائر للنظام 

في غضون ذلك، قُتل 10 عناصر من قوات النظام السوري، بينهم ضباط، منذ بداية الأسبوع الجاري في هجومين من "هيئة تحرير الشام" على موقعين في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما أعلنت الأخيرة مقتل وجرح العشرات وتدمير آليات للنظام، رداً على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في مخيمات المهجرين غربي حماة.

وقالت مصادر عسكرية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن 10 "عناصر من قوات النظام السوري ينحدرون من مناطق مختلفة قتلوا منذ بداية الأسبوع الجاري خلال هجومين: الأول بطائرات مسيرة ملغمة على قاعدة للنظام في منطقة ترملا، والثاني عن طريق ثلاثة انتحاريين في محيط معسكر جورين شمال غربي حماة".

ولفتت المصادر إلى أن من بين القتلى 3 ضباط برتبة ملازم أول، وضابطاً برتبة ملازم، بينما بقية القتلى من عناصر التجنيد الإجباري الملتحقين بقوات النظام.

من جهتها، أعلنت "هيئة تحرير الشام"، في بيان، عن مقتل وجرح أكثر من 32 عنصراً من قوات النظام وتدمير 11 مدفعاً وراجمة صواريخ، وثلاث سيارات عسكرية وثلاثة مستودعات للذخيرة. وأضافت أن الموقعين الذين جرى استهدافهما هما من مواقع مرابض المدفعية التابعة للنظام والمليشيات.

قصف تركي على قسد

وكانت مخيمات في ريف إدلب الغربي قد تعرضت، الأحد الماضي، لقصف صاروخي من قوات النظام بصواريخ محملة بقنابل عنقودية، وأدى القصف إلى مقتل 9 وإصابة أكثر من 80 شخصاً بينهم أطفال ونساء.

إلى ذلك، قصف "الجيش الوطني السوري" بالمدفعية مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية"(قسد) في قرى داد عبدال، وتل الورد، بناحية رأس العين في ريف الحسكة الشمالي. كما طاول قصف مدفعي تركي مناطق تخضع لسيطرة "قسد" في ناحية زركان بريف الحسكة الشمالي الغربي. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القصف أدى إلى أضرار مادية فقط.

بدورها، شنت "قوات سورية الديمقراطية" مداهمة في مخيم تل السمان شمالي الرقة، بحثاً عن مطلوبين أمنيين، واعتقلت 3 أشخاص بتهمة التعامل مع الجيش التركي.

"تحرير الشام" تعتقل عنصراً من "الفيلق الثالث" وتضغط لإخلاء معسكر بريف عفرين

وفي جديد التوتر بين هيئة تحرير الشام و"الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض، اعتقلت الـ"هيئة"، اليوم الثلاثاء، عنصرا من "الفيلق" على معبر "الغزاوية" الفاصل بين منطقة إدلب التي تُسيطر عليها الهيئة، وبين منطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني"، وهو في طريقه إلى نقطة متقدمة على جبهات القتال ضدّ قوات النظام جنوبي محافظة إدلب.

وقالت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" في حديث لـ "العربي الجديد"، إن عناصر أمنيين من تحرير الشام اعتقلوا أمير علي الأحمد العامل ضمن صفوف "الفيلق الثالث" على معبر الغزاوية، بالقرب من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وذلك أثناء ذهابه إلى نقطة على خطوط التماس مع قوات النظام جنوبي محافظة إدلب"، وأن "الهيئة أفرجت عن الأحمد بعد احتجاز دام قرابة ثماني ساعات بعد مصادرة سلاحه الفردي".

وأشارت المصادر، إلى أن عناصر من "هيئة تحرير الشام" متنكرين بلباس فصيل "فرقة سليمان شاه"، التي يقودها محمد الجاسم (أبو عمشة)، هددوا عدة مرات القيادي العسكري أبو فيصل الحمصي العامل لدى فصائل "الفيلق الثالث" بإخلاء معسكره الواقع في منطقة جولاقان، القريبة من ناحية جنديرس بريف مدينة عفرين ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب.

ولفتت المصادر إلى أن "الهيئة طلبت من الحمصي عدة مرات الخروج من المعسكر إلى مدينة أعزاز بشكلٍ نهائي، لتبسط سيطرتها على المعسكر بغطاء من فرقة سليمان شاه"، موضحةً أن "الحمصي رفض طلب الهيئة رفضاً قاطعاً لاسيما أنه اعتزل القتال مع عناصره ضد الهيئة، والتزم الحياد ضمن معسكره، أثناء معارك الهيئة والفيلق قبل نحو ثلاثة أسابيع".

وشددت المصادر على أن عناصر أمنيين من "هيئة تحرير الشام" لا يزالون يتواجدون في منطقة "غصن الزيتون" بكثرة، وتحديداً في مدينة عفرين، ومنطقة معبطلي، وناحية جنديرس، وبلدة الباسوطة، بريف حلب الشمالي، متنكرين بلباس فصائل فرقة "سليمان شاه"، و "حركة أحرار الشام" التي ساندتها في القتال ضد فصائل "الفيلق الثالث"، بالرغم من إجراء الجيش التركي عدة دوريات مشتركة مع فصائل "هيئة ثائرون للتحرير"، هدفها طرد عناصر "تحرير الشام" المنتشرين على الحواجز ضمن منطقة "غصن الزيتون" شمالي البلاد.

من جهة أخرى، استهدفت مضادات الدروع التابعة لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" بصاروخ موجّه من نوع "تاو"، اليوم الثلاثاء، تجمعا لعناصر قوات النظام، على جبهة عنجارة بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.

وأكدت "الجبهة"، أن الاستهداف أسفر عن وقوع قتلى وجرحى ضمن صفوف قوات النظام، بالإضافة إلى استهداف نقاط عسكرية لقوات النظام بقذائف من نوع "ب 9"، على محور بلدة بسرطون غربي حلب، مُشيراة إلى أن ذلك كان رداً على ارتكاب القوات الروسية وقوات النظام مجزرة راح ضحيتها عشرة مدنيين، إثر استهدافها بصواريخ محملة بقنابل عنقودية مخيمات للنازحين غربي مدينة إدلب.

وكانت قوات النظام قد استهدفت، اليوم الثلاثاء، بقذائف الهاون، والرشاشات الثقيلة، قرى وبلدات، بحفيس، وبلنتا، ومكلبيس، والوساطة، بريف حلب الغربي، تزامن ذلك مع قصف مدفعي استهدف قرى وبلدات، فليفل، والفطيرة، وسفوهن، في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، دون ابلاغ عن وقوع إصابات بشرية.