أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين، ضرورة وقف العنف والهجمات ضد عمال الإغاثة والبنية التحتية المدنية والإمدادات الإنسانية في السودان، فيما شهدت مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" رغم هدنة معلنة.
وقال غوتيريس خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية بالسودان، الذي انطلق عن بعد برئاسة السعودية: "أحث طرفي الصراع على الالتزام بتعهداتهما بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لحماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني"، قبل أن يضيف: "أناشد أطراف النزاع وحكومات البلدان المجاورة أن تبذل قصارى جهدها لتمكين عمال الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين، سواء داخل السودان أو عبر الحدود".
كما أعرب عن قلقه إزاء التقارير التي تحدثت عن هجمات على أساس الهويات العرقية، قائلا: "إنني قلق بشكل خاص من التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي والعنف على أساس الجنس، والبعد العرقي للعنف في مدينة الجنينة (غرب)".
وأضاف أن الهجمات الموجهة ضد المدنيين على أساس هوياتهم العرقية "يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، مشيراً إلى أنه في أكثر من شهرين بقليل، أُجبر مليونا شخص على ترك منازلهم بحثًا عن ملاذ داخل السودان وخارجه، مؤكدا أن الدعم الحالي لا يلبي الاحتياجات.
وشدد على أن "تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في السودان وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لا يفي بحجم حالة الطوارئ هذه"، لافتاً إلى أنه "من الثلاثة مليارات دولار المطلوبة، تم تمويل أقل من 17 بالمئة حتى الآن".
وختم بالقول: "إنني أناشدكم جميعا اليوم توفير التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والدعم للأشخاص الذين يعيشون في أصعب الظروف وأخطرها".
في 13 يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت الخارجية السعودية أنها ستترأس بشكل مشترك مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، وتشترك السعودية في هذا المؤتمر مع قطر ومصر وألمانيا والأمم المتحدة، إضافة للاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
إلى ذلك، تجددت اشتباكات عنيفة، اليوم، بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ صباح الأحد، لمدة 72 ساعة.
وقال شهود عيان لوكالة "الأناضول" إن "اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت، عصر اليوم الاثنين، بين الجيش والدعم السريع بمنطقة الفتيحاب، جنوبي أم درمان".
وأكد ناشطون بلجان المقاومة في المدينة، في بيان، "اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بمنطقة الفتيحاب بين الجيش والدعم السريع".
والأحد، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم هدوءا حذرا مع بدء هدنة، تستمر 72 ساعة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، أعلنتها السعودية والولايات المتحدة، مساء السبت.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، بينما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
(الأناضول، العربي الجديد)