بيدرسون من دمشق: هناك فرص لإعادة إطلاق المسار السياسي

بيدرسون من دمشق: هناك فرص لإعادة إطلاق المسار السياسي

12 ديسمبر 2021
تأتي زيارة بيدرسون بعد فشل جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

وصف المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، مباحثاته مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد في دمشق، اليوم الأحد، بـ "المهمة"، وقال إنها تطرقت إلى قضايا عدة.
وقال بيدرسون في مؤتمر صحافي عقب اللقاء "أجرينا مباحثات مهمة استمرت أكثر من ساعتين، وتطرقنا إلى تفاصيل عدة، وإلى التحديات التي تواجه سورية والوضع العسكري والاقتصادي والإنساني".
 وأضاف بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الوطن" الموالية للنظام: "بكل تأكيد ناقشنا المسار السياسي، اليوم يمكن القول إن هناك فرصة لإعادة إطلاق المسار السياسي".
وأردف: "مباحثاتنا اليوم كانت جيدة وعميقة، ولا يوجد حتى الآن موعد لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف".

انفتاح مرتبط بالوضع الإنساني

 

إلى ذلك، أشار المبعوث الأممي إلى المباحثات التي أجراها سابقا في عدد من الدول العربية، فضلا عن لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، وقال: "هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة خطوة بخطوة بهدف بناء الثقة".

بيدرسون من دمشق: هناك فرصة لإعادة إطلاق المسار السياسي

وتابع: "علينا أن نحدد ما هي الخطوات بشكل دقيق، وهذه الخطوات مرتبطة بالوضع الإنساني والاقتصادي، ولمست في مباحثاتي مع مسؤولين عرب وأميركيين وأوروبيين إمكانية للانفتاح على دمشق".

تحضيراً لجولة جديدة

وبحسب بيدرسون، لم يتم تحديد موعد الجولة القادمة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وقال إنه سيتابع لقاءات اليوم مع رئيس الوفد الحكومي إلى اللجنة الدستورية أحمد الكزبري.
 ووصل المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، إلى دمشق يوم أمس السبت لإجراء محادثات مع وزير خارجية النظام، لبحث إمكانية عقد جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الدستورية.

بيدرسون: لمست في مباحثاتي مع مسؤولين عرب وأميركيين وأوروبيين إمكانية للانفتاح على دمشق

من جانبه، هاجم وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد خلال لقائه مع بيدرسون تركيا، واتهمها بعدم الوفاء بالتزاماتها في مؤتمر أستانة.
ووصف المقداد بحسب ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية الدور التركي بـ "التخريبي" وممارساته بـ"العدوانية" و"اللاإنسانية" كما اتهمها بـ"عدم التزامها بمخرجات أستانة" وبقطع المياه عن أهالي الحسكة.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي درويش خليفة في حديث إلى "العربي الجديد"، إن بيدرسون "اعتاد القدوم إلى دمشق بعد انتهاء كل جولة دستورية، وبما أن الجولة السادسة حُكم عليها بالفشل نتيجة تعنت النظام، فمن الواضح أن زيارة بيدرسون جاءت لاستطلاع الآراء فيما إذا كان النظام لا يزال متمسكا بالعملية الدستورية".

شكوك في إمكانية الانفتاح على النظام

وحول تصريح بيدرسون عن إمكانية لانفتاح أوروبي وأميركي على دمشق خلال الفترة القادمة، اعتبر خليفة أن هذا الأمر "غير ممكن" في ظل العقوبات التي فرضتها واشنطن مؤخرا على النظام، وطلب الكونغرس من إدارة الرئيس جو بادين إعداد تقرير حول ثروة بشار الأسد خلال 60 يوما، ما يؤكد بقاء الوضع تجاه النظام على حاله، بحسب قوله.

جباوي: جاء المبعوث الأممي إلى دمشق بإيعاز من الجانب الروسي لتحديد موعد للجولة السابعة من مفاوضات اللجنة الدستورية 

وكان عضو هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، إبراهيم جباوي، قد قال في حديث سابق لـ "العربي الجديد" إن المبعوث الأممي "جاء إلى دمشق بإيعاز من الجانب الروسي، في محاولة لتحديد موعد الجولة السابعة من مفاوضات اللجنة الدستورية خلال الشهر الأول من العام المقبل". وأضاف أنه ربما ينجح لأن موسكو تريد ذلك.
واستبعد جباوي استقالة المبعوث الأممي من منصبه في المدى المنظور، بسبب رفض النظام تسهيل مهام الأمم المتحدة في سورية، في إطار العملية السياسية. ورأى أن بيدرسون تماهى كثيراً مع الموقفين الروسي والإيراني في سورية، مشيراً إلى أن وظيفة بيدرسون "مختلفة عن وظيفة أسلافه من المبعوثين الأمميين".
كما رأى جباوي أن المبعوث الأممي ليس وسيطاً بين النظام والمعارضة، بل مسهّلاً ليس أكثر للجنة الدستورية، لذلك لا أعتقد أنه سيعلن فشله ويستقيل كما فعل أسلافه (كوفي عنان، الأخضر الإبراهيمي، ستيفان دي ميستورا).