قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إن روسيا مستعدة للدخول في محادثات مع أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا بشأن مستقبل أوكرانيا، بينما تحدث الرئيس الأوكراني عن تحقيق بلاده انتصاراً وصفه بالكبير في البحر الأسود، معرباً عن رفضه أي تفاوض مع "روسيا المتغطرسة".
وقال بوتين، الذي أرسل قوات إلى أوكرانيا في عام 2022، مراراً إنه مستعد للحديث عن السلام، على الرغم من أن المسؤولين الغربيين يقولون إنه ينتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني قبل أن يبذل جهداً حقيقياً.
وقال بوتين خلال اجتماع لقادة الدفاع في موسكو: "في أوكرانيا، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية".
وأوضح في اجتماع لوزارة الدفاع حضره كبار القادة العسكريين بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف وألكسندر بورتنيكوف مدير جهاز الأمن الاتحادي: "لن نتخلى عما نملكه"، مضيفاً أن روسيا لا تنوي القتال مع أوروبا.
وقال بوتين إن القوات الروسية تمتلك الآن زمام المبادرة في ساحة المعركة، مضيفاً: "لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة" لكنه أوضح أن روسيا بحاجة إلى تحسين الاتصالات العسكرية والاستطلاع والاستهداف وقدرات الأقمار الصناعية.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن جيش بلاده حقق "انتصاراً كبيراً" على روسيا في البحر الأسود عبر إقامة ممر بحري منذ أغسطس/آب بهدف تصدير السلع الأوكرانية رغم تهديدات موسكو.
وأكد خلال مؤتمر صحافي سنوي في كييف أن القوات الأوكرانية حققت "انتصاراً كبيراً جداً في البحر الأسود"، مضيفاً أن "هذا الأمر يشكل جزءاً من عمليتنا في الجنوب".
من جهة أخرى، أكد الرئيس الأوكراني أن الولايات المتحدة "لن تخون" بلاده، رغم القلق المتزايد من تراجع المساعدة الغربية لكييف في وجه الغزو الروسي. وقال، "أنا واثق بأن الولايات المتحدة لن تخوننا"، مشدداً على أن واشنطن "ستفي" بوعودها.
وأعلن زيلينسكي أن أوكرانيا ستحصل على "عدة" أنظمة دفاع جوي أميركية جديدة من طراز باتريوت للمساعدة في التصدي للهجمات الروسية، وقال: "لن أكشف العدد لكن سيتم إرسال العديد من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا لحماية بلادنا خلال الشتاء".
وأشار إلى أن جيشه الذي يواجه صعوبات في العثور على متطوعين، اقترح تعبئة "450 ألفاً إلى 500 ألف شخص" لمواصلة التصدي للغزو الروسي، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قراراً بعد.
وفيما أعرب عن رفض بلاده أي تفاوض مع "روسيا المتغطرسة"، نبه زيلينسكي إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد يكون لها "تأثير قوي" على الحرب في أوكرانيا، وذلك قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال: "إذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أياً كان، مختلفة حيال أوكرانيا، أكثر فتوراً، أو أكثر اقتصاداً، اعتقد أن هذه المؤشرات سيكون لها تأثير قوي جداً على مجريات الحرب"، لافتاً إلى أن ترامب في حال فوزه سيتبنى "على الأرجح سياسة مختلفة".
بوتين: صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع
وعلى صعيد التسلح الروسي، قال بوتين إن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، وأن روسيا ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عالٍ.
من جانبه، قال شويغو إن إنتاج روسيا من الدبابات تضاعف منذ فبراير شباط 2022 بمقدار 5.6 أمثال والطائرات المسيرة بمقدار 16.8 مثلا وقذائف المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
وأضاف أن روسيا استقطبت 490 ألف جندي بطريقي التعاقد والتطوع في عام 2023. وفي العام المقبل، ستحاول روسيا زيادة عدد الجنود المتعاقد معهم إلى 745 ألفا.
وتابع أن القوات الروسية زرعت حقول ألغام على مساحة 7000 كيلومتر مربع في أوكرانيا بعضها بعرض يصل إلى 600 متر إلى جانب 1.5 مليون حاجز مضاد للدبابات وألفين كيلومتر من الخنادق المانعة لحركة الدبابات.
وقال بوتين إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "غير مقبولة بالنسبة لروسيا في غضون 10 سنوات ولا في خلال 20 سنة".
(رويترز، فرانس برس)