بلينكن: الكرة في ملعب حماس للموافقة على وقف إطلاق النار

بلينكن: الكرة في ملعب حماس للموافقة على وقف إطلاق النار

08 مارس 2024
بلينكن مستقبلاً فيدان في واشنطن (مراد جوك/الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، في تصريح أميركي مكرر، إنّ "الكرة في ملعب حركة حماس في ما يتّصل بالموافقة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل"، مع تضاؤل الآمال بالتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.

وغداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه عن حال الاتحاد إلى "هدنة "فورية لستة أسابيع، لإتاحة إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المدمّر والإفراج عن رهائن"، قال بلينكن إن "الأمر يتوقّف على قادة حركة حماس".

وأضاف لدى لقائه نظيره التركي هاكان فيدان في واشنطن: "الكرة في ملعبهم. نحن نعمل بجد على ذلك".

وتابع بلينكن: "لا شك لدي في أن التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا والإفراج عن رهائن سيصب في العمق في مصلحة كل المعنيين".

ويبذل وسطاء جهوداً مضنية للتوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان الذي قد يحلّ الاثنين اعتماداً على التقويم القمري.

وفي كلمة مصورة اليوم الجمعة، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجنائح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، في حديثه عن مفاوضات التهدئة، أنّ حركته تتعامل بـ"إيجابية مع الوسطاء، لكن بات من الواضح أن حكومة الاحتلال تستخدم الخداع والمراوغة"، مضيفاً أن "أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو من قطاع غزة، ولا تنازل عن ذلك".

وأمس الخميس، أعلن مسؤول رفيع في حركة حماس أن وفدها غادر القاهرة حيث كان يشارك في مباحثات بشأن هدنة في قطاع غزة، مؤكداً أن الرد الإسرائيلي الأولي "لا يلبّي الحد الأدنى مما تطلبه الحركة".

كذلك، قالت الحركة في بيان مقتضب، أمس الخميس، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل، ما يجعل من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.

وغادر الوفد القاهرة حيث جرت، منذ الأحد الماضي، مشاورات بوساطة مصرية-قطرية-أميركية للتوصل إلى هدنة في الحرب.

من جهته، وصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأوضاع في قطاع غزة بأنها متردية، وتستدعي تحركاً عاجلاً لإنهاء معاناة الأبرياء.

وأشار فيدان إلى أنّ اجتماع الآلية الاستراتيجية بين البلدين بدأت عام 2021، وأنهم سيجرون في هذا الإطار محادثات متعددة تشمل الأمن والتعاون الإقليمي والقضايا الإقليمية والتجارة والطاقة وغيرها.

وذكر أن العديد من التطورات الإقليمية المهمة تحدث بالوقت نفسه، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة.

وقال وزير الخارجية التركي: "الوضع المتردي في غزة يستدعي منا التركيز عليها. المجتمع الدولي لم يتمكن من وقف معاناة الأبرياء. الناس في غزة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية".

وأكد ضرورة العمل الجاد من قبل الولايات المتحدة وبقية الدول من أجل ضمان إعلان وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات الإنسانية لغزة من دون انقطاع.

ومن القضايا التي سيبحثها الجانبان بحسب الوزير التركي، الأوضاع في أوكرانيا والأمن في البحر الأسود وحلف شمال الأطلسي "ناتو" بعد انضمام السويد، وغيرها من المسائل الإقليمية.

بلينكن يبحث مع شكري وبن فرحان جهود إنفاذ التهدئة في غزة

في السياق، بحث بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري، اليوم الجمعة، "جهود إنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه شكري من بلينكن، بحسب ما ذكره متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد على حساب الوزارة في منصة إكس.

وقال أبو زيد: "وزير الخارجية سامح شكري يتلقى اتصالاً من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الأوضاع في غزة". مضيفا أن "الوزيرين ناقشا الجهود المشتركة لإنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة"، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

كما بحث بلينكن، اليوم الجمعة، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، الجهود المبذولة للتعامل مع تداعيات الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه بن فرحان من بلينكن وسط استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنّ "بن فرحان وبلينكن بحثا خلال الاتصال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وأضافت أن الجانبين بحثا "التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية"، من دون تفاصيل أكثر.

وتقدّر إسرائيل وجود أكثر من 125 أسيراً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بعد دعوى رفعتها عليها جنوب أفريقيا، متهمة إياها بارتكاب "إبادة جماعية" خلال حربها على القطاع.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)