برهم صالح: الغزو الأميركي كان يمثل لعراقيين خيارا وحيدا لإسقاط صدام

برهم صالح: الغزو الأميركي كان بالنسبة لعراقيين الخيار الوحيد لإسقاط نظام صدام حسين

14 سبتمبر 2023
برهم صالح خلال مشاركته في أعمال مؤتمر جامعة جورج تاون في قطر (جامعة جورج تاون)
+ الخط -

اعتبر الرئيس العراقي السابق برهم صالح أن الحرب التي أطاحت بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين "ما زالت مستمرة"، وأن هذه الحرب "لم تكن الخيار المفضل لعراقيين للإطاحة بالنظام الديكتاتوري السابق، لكنها بالنسبة لكثير من العراقيين كانت الخيار الوحيد لإزالة ذلك الكابوس".

وقال صالح، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر جامعة جورج تاون في قطر، اليوم الخميس، والذي يعقد تحت عنوان "غزو العراق: تأملات إقليمية"، بمناسبة مرور عقدين على الغزو الأميركي: "كانت هناك فرصة بعد الإطاحة بالنظام السابق ليعالج العراق جراحه ويبدأ رحلة التعافي وبناء المؤسسات والدولة، لكن هذه التوقعات لم يتم تحقيقها".

واعترف الرئيس العراقي السابق أن النظام الحالي في العراق "يواجه مشكلة الشرعية، بعد تناقص عدد المقترعين في الانتخابات"، ولفت إلى أن عملية الانتقال في السلطة "كانت صعبة، ووصلت معها البلاد إلى حافة الهاوية، وإلى الاقتتال الداخلي، وصاحبتها عمليات انتقام".

وأضاف في هذا السياق: "كانت هناك تدخلات مباشرة وغير مباشرة من العديد من الدول في الشأن"، مضيفا أنه "من المؤسف أن العراق لم يحقق التوقعات في عملية الانتقال السياسي التي حصلت".

لكن صالح اعتبر أن العراق لم يعد مصدر تهديد لجيرانه بعد الإطاحة بالنظام السابق، وهو "يواجه تحديات كبيرة، ويحتاج إلى عملية إصلاح اقتصادية عميقة، وإلى مواجهة ما يعتبر الأزمة الأخطر، والمتمثلة بالتغير المناخي، فهو واحد من 5 بلدان يواجه التغيرات المناخية التي ستؤثر على ملايين العراقيين".

ولم يعارض صالح في معرض حديثه عن النظام السياسي في العراق، التحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، بحيث يُنتخب الرئيس أو رئيس الوزراء من الشعب، ومنح الرئيس صلاحيات تنفيذية. وقال إن الأكراد "لا يريدون نظاما رئاسيا في بغداد حتى لا يأتي العراق دكتاتور جديد، وحتى الشيعة أيضا لا يريدون ذلك، مع أنهم يتوقون لدولة قوية وقيادة قوية".

ودعا الرئيس العراقي السابق إلى "حوار وطني شامل بين جميع مكونات الشعب العراقي، يجيب عن جميع أسئلة الشارع العراقي، ويحدد من هو المواطن وما هي حقوقه، ونحن نحتاج إلى دولة قوية وحكومة قوية لخوض مثل هذا الحوار".

ومضى قائلاً: "لدينا في العراق الآن مشكلة تتعلق بالشرعية، وعدد المواطنين الذين يشاركون في الانتخابات يقل كل مرة، والشباب في العراق يواجهون مشكلة، بل مشاكل كبيرة، وهم يطالبون بحوار حقيقي يجري في جميع مناطق العراق، ويريدون العيش بسلام والتمتع بموارد البلاد، والتكامل الاقتصادي مع دول الجوار".

ويتيح المؤتمر، الذي تستمر أعماله حتى السبت المقبل، مساحة لتبادل وجهات نظر بين الخبراء والأكاديميين والأساتذة والمتخصصين في الشأن العراقي، منهم أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورج تاون في قطر، وصانعو السياسات، والصحافيون، وصانعو الأفلام، والجمهور العام.

 وستقام غدا الجمعة ندوة نقاشية عامة بعنوان "تصورات الأمن الإقليمي بعد الغزو الأميركي للعراق"، تلقي الضوء على الديناميكيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحالية في العراق.

وتتناول المناقشات الحركات والأنشطة الشبابية في العراق، وعلاقات العراق مع الجيران الإقليميين الرئيسيين، بالإضافة إلى وجهات النظر من قطر والكويت.

أما اليوم الأخير من المؤتمر فيناقش العقبات التي تواجه الأجيال القادمة، مثل ظهور "داعش"، ودور المرأة في العراق، والحكم الرشيد الشامل، وإدارة الموارد الطبيعية. كما ستقام ندوة ختامية عن السياسات الخارجية للولايات المتحدة تجاه المنطقة.

المساهمون