بايدن يتفاعل مع الرافضين لحرب غزة في خطاب بكلية مارتن لوثر كينغ

بايدن يتفاعل مع الرافضين لحرب غزة في خطاب بكلية مارتن لوثر كينغ

19 مايو 2024
بايدن يتحدث في حفل التخرج لكلية مورهاوس (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في خطاب بكلية مورهاوس، أكد بايدن سماعه لأصوات الطلاب المعارضة للحرب في غزة، معلناً عمله نحو وقف إطلاق النار وسلام دائم بالشرق الأوسط، وسط تحديات سياسية متزايدة في عام انتخابي.
- بايدن يعد بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة كحل للسلام، في محاولة لكسب تأييد الناخبين السود، وسط تراجع دعمهم وقلق بشأن تأثير الاحتجاجات حول غزة على حملته الانتخابية.
- الاحتجاجات الطلابية تعكس انقساماً داخل الحزب الديمقراطي وتحديات بايدن في الحفاظ على دعم الناخبين السود والشباب، مع استطلاعات تشير إلى دعم قياسي محتمل لترامب من الناخبين السود في الانتخابات المقبلة.

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأحد، للطلاب في كلية مورهاوس التي درس فيها رمز حركة النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، أنه سمع أصواتهم في سياق الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب في غزة.

وبينما وقف أحد الطلاب وظهره لبايدن خلال حفل التخرج في كلية مورهاوس في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، شدد الرئيس الأميركي على أنه يعمل على مدار الساعة من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإرساء سلام دائم في الشرق الأوسط.

وقال بايدن، مرتدياً ثوب تخرج كستنائياً وأسود بألوان الجامعة المحسوبة تاريخياً على السود: "هذه واحدة من أصعب المشاكل وأكثرها تعقيداً في العالم. لا شيء سهلاً فيها". وأضاف: "أعلم أنّها تغضب وتحبط الكثير منكم، بما في ذلك عائلتي، ولكن الأهم من ذلك كله، أعلم أنها تفطر قلوبكم، إنها تفطر قلبي أيضاً".

وتسبّبت الاحتجاجات الطلابية التي تهز عدداً كبيراً من الجامعات الأميركية في مشاكل سياسية لبايدن في عام انتخابي يستعد فيه لخوض مواجهة جديدة مع سلفه الجمهوري دونالد ترامب.

وقال بايدن خلال حفل التخرج: "أنا أؤيد الاحتجاج السلمي غير العنيف. يجب أن تُسمع أصواتكم، وأعدكم بأنني أسمعها". وأضاف الرئيس الأميركي أنه يريد "وقفاً فورياً لإطلاق النار لوقف القتال وإعادة الرهائن". وشدد الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً على أنه يدفع من أجل "سلام دائم" في الشرق الأوسط من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما وصفه بأنه "الحل الوحيد".

بايدن يستقطب الناخبين السود

وقبيل خطابه، تفاعل بايدن بالتصفيق مع دعوة الطالب المتفوق في الكلية دي أنجيلو جيريميا فليتشر إلى وقف فوري لإطلاق النار في كلمة ألقاها.

والخطاب الذي ألقاه بايدن في الجامعة الأم للرمز الحقوقي مارتن لوثر كينغ جزء من سلسلة من الفعاليات التي يشارك فيها هذا الأسبوع بهدف كسب تأييد الناخبين السود، وسط استطلاعات للرأي تظهر أنّ دعمهم له يتراجع.

وكانت هناك مخاوف من أن تؤدي الاحتجاجات بشأن غزة إلى تعطيل الحفل، وهو أكبر تفاعل مباشر للرئيس مع الطلاب منذ بدء الحراك في الجامعات. ودعا بعض الطلاب في مورهاوس إلى إلغاء خطاب بايدن، وأفادت تقارير بأنّ مسؤولاً رفيعاً في البيت الأبيض التقى أخيراً بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس لترتيب الخطاب.

والتزم بايدن الصمت بداية حيال اندلاع تظاهرات مؤيدة لفلسطين وضدّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الجامعات الأميركية، قبل أنّ يعلن أنّ "النظام يجب أن يسود" في حرم الجامعات حيث تدخّلت الشرطة مراراً لفضَ الاعتصامات وتوقيف محتجين.

وتحدث في أوائل مايو/ أيار الحالي عن أهمية اتباع القانون مع الدفاع عن حرية التعبير، ثم تناول لاحقاً تهديد معاداة السامية في الجامعات. وفي المرتين، تجنب في الغالب القضية التي أثارت الاحتجاجات، وهي رأي الشبان الأميركيين في دعمه إسرائيل. لكنه قال أيضاً بوضوح إن الاحتجاجات لن تغير سياسته في الشرق الأوسط.

ويُصرّ مسؤولون في البيت الأبيض على أنّ الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأميركية على موقف إدارة جو بايدن من الحرب الإسرائيلية على غزة لن تؤثر في حجم التأييد لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، ويأتي ذلك بالرغم من استطلاعات الرأي التي تظهر أن العديد من الديمقراطيين غير راضين بشدة عن سياسة بايدن تجاه الحرب.

واندلعت تظاهرات مؤيدة لفلسطين ومعارضة لاستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة في أكثر من 60 كلية وجامعة هذا العام، وعطلت فعاليات بايدن على مستوى البلاد، ودفعت الناخبين الديمقراطيين في ولايات رئيسية إلى وضع علامة "غير ملتزم" في بطاقات الاقتراع، كذلك، أحدثت انقساماً في الحزب الديمقراطي. وكان بايدن، المعروف بقول ما يعتقده حتى عندما لا يكون ذلك مفيداً سياسياً، حذراً بشأن مسألة الاحتجاجات على غزة.

"استطلاعات مثيرة للقلق"

وتعكس هذه المعارضة القوية الصعوبات التي يواجهها المرشّح الديمقراطي في الحصول على دعم الناخبين السود والشباب في الولايات المتحدة، وهما المجموعتان اللتان ساعدتاه على هزيمة دونالد ترامب في العام 2020. وستكون المجموعتان حاسمتين مجدداً في الانتخابات الرئاسية، في سياق مساعي الديمقراطيين لمنع خصمهم الجمهوري من العودة إلى البيت الأبيض.

ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بالتعاون مع مركز سيينا، من المرجّح أن ينال ترامب 20% من أصوات السود في الانتخابات المقبلة، أي حوالي ضعف الأصوات التي حصل عليها في العام 2020. وسيكون هذا رقماً قياسياً لمرشح جمهوري، ما يعكس نفور هذه الفئة الناخبة من الخصم الديمقراطي.

وفي مسعاه لتفادي حصول ذلك، انتقد بايدن في خطاب، ألقاه في المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية في واشنطن أول من أمس الجمعة، "تطرّف" منافسه ترامب وأنصاره الذين "يهاجمون التنوّع والمساواة والشمول في جميع أنحاء الولايات المتحدة".

كذلك، التقى، الخميس، في البيت الأبيض، شخصيات وعائلات المدّعين في القضية المسمّاة "براون ضدّ مجلس التعليم في توبيكا"، التي أدّت إلى صدور حكم تاريخي من قبل المحكمة العليا في الولايات المتحدة في العام 1954 يحظر الفصل العنصري في المدارس، وهو قانون شكّل نقطة تحوّل في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.

ومن المقرّر أن يواصل الرئيس الأميركي بايدين حملته الانتخابية، اليوم الأحد، في ديترويت (شمال شرقي الولايات المتحدة) حيث سيلقي كلمة أمام جمعية الحقوق المدنية الرئيسية في البلاد "أن آي آي سي بي" (NAACP).

(فرانس برس)

المساهمون