سوناك وقادة بريطانيا: تأكيد دعم إسرائيل مع الاعتراف بالأزمة الإنسانية في غزة
ألقى ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، بيانًا وزاريًا اليوم حول آخر مستجدات الحرب في فلسطين، وفيه كرّر دعمه لإسرائيل وإدانته لحركة حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته يوم السبت الماضي، كما قدم تحديثًا لرد المملكة المتحدة على الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، وقال إن ستة مواطنين بريطانيين قتلوا في هجمات حماس على إسرائيل، كما اعتبر عشرة آخرين في عداد المفقودين.
ودعا سوناك، في بيانه، إلى الإفراج الفوري عن 199 شخصًا تحتجزتهم حماس رهائن. وفي حديثه أمام البرلمان، قال "أعلن اليوم أننا سنزيد مساعداتنا بمقدار الثلث، مع دعم إضافي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني... هناك أزمة إنسانية حادة تتكشف، وتجب علينا الاستجابة لها. يجب أن ندعم الشعب الفلسطيني لأنه ضحية حماس أيضًا".
من جهته، قال وزير الخارجية جيمس كليفرلي: "سيوفر هذا التمويل دعمًا حيويًا ومنقذًا للحياة للمدنيين الفلسطينيين المحاصرين في هذا الصراع والذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة".
ورداً على بيان رئيس الوزراء، ألقى زعيم حزب العمال السير كير ستارمر كلمة أمام مجلس النواب، أدان فيها الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، ووصفه بأنه "هجوم مدفوع فقط بالرغبة في إراقة الدماء". وشدد على أهمية أن يتحدث مجلس النواب بصوت واحد موحد في إدانة الإرهاب وتقديم الدعم لإسرائيل.
من جهته، أدان ستيفن فلين، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في وستمنستر، بشدة، هجوم حماس على إسرائيل، ووصفه بأنه "جريمة ضد الإنسانية". وشدد فلين على ضرورة حماية الأبرياء من المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، داعياً إلى "هزيمة حماس والعودة الآمنة للرهائن". وحث على الابتعاد عن العقاب الجماعي كما دعا إلى فتح الممرات الإنسانية وتوفير الإمدادات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
وفي خطابها في مجلس العموم، رددت تيريزا ماي وصف ريشي سوناك لهجوم حماس على إسرائيل بأنه "همجي". وأثنت على رئيس الوزراء ووزير الخارجية لدعمهما الجالية اليهودية و"حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
أمّا إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الليبراليين، فأدان بشدة هجوم حماس على إسرائيل، ووصفه بأنه "مروع للغاية" و"مثير للاشمئزاز حقًا". وأعرب عن تضامنه مع شعب إسرائيل والجالية اليهودية، وخاصة أولئك الذين يشعرون بالحزن والخوف. وحث ديفي الحكومة على حظر ممولي حماس، وتحديدا الحرس الثوري الإيراني. لكنّه أعرب عن مخاوفه بشأن الإخلاء القسري للمستشفيات في غزة، وأشار إلى موقف منظمة الصحة العالمية بشأن انتهاكها المحتمل للقانون الدولي.
وفي بيانه، سلط أفضل خان، نائب من حزب العمال، الضوء على القتل المأساوي لطفل مسلم في شيكاغو، وعزا ذلك إلى دينه والصراع الدائر في الشرق الأوسط بين حماس والإسرائيليين. وأعرب عن قلقه إزاء تزايد كراهية الإسلام وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم منذ بدء الصراع. وحث خان رئيس الوزراء على مراجعة تصريحاته بشأن الصراع وتجنب المزيد من التشهير بالفلسطينيين والمسلمين أثناء إدانة حماس. ما دفع رئيس الوزراء إلى التأكيد على تصريحاته السابقة حول الوقوف مع الجالية المسلمة البريطانية خلال هذه الفترة الصعبة، وأن المملكة المتحدة لن تتسامح مع أي شكل من أشكال الكراهية ضد المسلمين وستعمل بنشاط على القضاء عليها أينما ظهرت.
بدورها، أعربت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل عن قلقها العميق إزاء هجوم حماس على إسرائيل، مشيرة إلى أن أعضاء البرلمان يشعرون بالخوف على مستوى العالم من هذا الوضع. وأثنت على رئيس الوزراء لبيانه الحاسم، وطلبت توضيحات بشأن كيفية فتح معبر رفح بين غزة ومصر لأسباب إنسانية من دون السماح لإرهابيي حماس بالمغادرة واحتمال التسبب في مزيد من الضرر في المنطقة.
وأثار وزير الدفاع السابق ليام فوكس مخاوف بشأن الخلط بين حماس والشعب الفلسطيني، مشددًا على مخاطر هذا الخلط وعدم دقته. وسلط الضوء على اعتداءات حماس على المرتبطين بفتح ومعارضتها لحل الدولتين. وعزا فوكس تأثير طهران على حماس، مشيرا إلى أن إيران استثمرت بشكل كبير في الجماعة. وحث على إعادة النظر في سبب عمل البنوك الإيرانية والخطوط الجوية الإيرانية في لندن وهيثرو على التوالي، ولماذا لم يُحظر الحرس الثوري الإيراني. في المقابل، اتفق سوناك مع تقييم فوكس وشدد على التزام المملكة المتحدة بضمان فعالية العقوبات، بما في ذلك تلك التي تستهدف المؤسسات المالية.