قال رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، إنه بدأ الإجراءات والمشاورات اللازمة لتشكيل حكومته بالتواصل مع كل الأطراف الليبية، متعهداً بأن تكون حكومته ترجمة للمشاركة السياسية والشراكة الوطنية مع كافة الأطراف.
وأوضح باشاغا، في كلمة بثها على حسابه في فيسبوك الأحد؛ "شهِدنا توافقاً تاريخياً بين مجلسي النواب والأعلى ساهم في رأبِ الصدع ولمّ شمل كل الليبيين شرقاً وغرباً وجنوباً، وتم تتويج هذه الجهود بقرار وطني شجاع بتعديلاتٍ دستورية تحدِدُ الآليات والآجال بشأن العملية الانتخابية وتشكيل حكومة ليبية".
وشدد على أهمية إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، مضيفاً: "ولأجلِ الشفافية وضمانِ المصداقية أُجدد إعلاني صراحةً تعهدي والتزامي بعدمِ الترشح للانتخابات الرئاسيةِ المقبلة".
ولفت باشاغا إلى أنه تلقى اتصالات بالتهنئة من العديد من الدول، مشيراً إلى أنها أبدت دعمها لقرار تشكيل حكومة جديدة من قبل مجلس النواب بالتوافق مع مجلس الدولة. ولفت إلى حرص تلك الدول على احترام السيادة الليبية في إدارة شؤون الدولة.
وفيما أكد باشاغا على استمراره في تشكيل الحكومة لتقديمها لمجلس النواب في المدة المحددة له لمنحها الثقة، قال: "أطمئن جميع الليبيين أن عملية التسليم والاستلام ستتم وفق الآلياتِ القانونية والدستورية وبالطرق السلمية، ولن تكون هناك أية عوائق بإذن الله".
وعبّر عن ثقته بإيمان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة بـ"الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة"، لافتاً إلى أن الدبيبة "ينادي دوما لا للحروب وهو شخصية مدنية محترمة".
وفي إشارة لبدء تواصله مع الأطراف الليبية، أكد أنه تواصل مع "رئيس المجلس الرئاسي ونوابه، ومع القياداتِ العسكرية والأمنية"، مؤكداً على "تجاوبهم الكبير إزاء تقارب وتوافق السلطة التشريعية وانطلاق عهد جديد ليست فيه فتنة ولا فرقة".
وشدد على أن عملية التسليم من حكومة الوحدة الوطنية ستكون سلمية، مضيفاً: "سنوات عجاف قد رحلت دون رجعة، وبشائر الخير والسلام قد هلت والقادم أفضل، وسنطوي جراحنا إلى الأبد وسنكون معا يدا بيد شركاء في الوطن".
وإثر اختيار مجلس النواب فتحي باشاغا، الخميس الماضي، رئيسا جديدا للحكومة، وتكليفه بتشكيلها في غضون أسبوعين، قال الدبيبة إنه "لا يزال يمارس عمله وفقًا للمدد الزمنية المنصوص عليها في خارطة الطريق المعتمدة من قبل ملتقى الحوار السياسي"، واصفا قرارات مجلس النواب بشأن انتهاء ولاية حكومته، بـ"العبث والمهزلة والتزوير".
وخلال لقائه بالمستشارة الأممية، ستيفاني وليامز، أمس الأحد، أكد الدبيبة على ضرورة استكمال تنفيذ خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي لـ"تهيئة الظروف المناسبة لعقد انتخابات وطنية وإجراء استفتاء على الدستور خلال هذا العام".
وأوضح أنه ناقش خلال المدة الماضية مع فاعلين سياسيين والعديد من الأطراف المختلفة، "وضع خطة بإطار زمني محدد لإنجاز الاستحقاقات الوطنية التي تضمنتها خارطة الطريق المعتمدة في ملتقى الحوار السياسي".
وكان الدبيبة وجّه شكره، في تغريدة على حسابه الخاص على "تويتر"، لـ"تفاعل شعبي واسع داعم للانتخابات ورافض للتمديد"، وقال: "قطار الانتخابات انطلق ولن يتوقف إلا بسلطة شرعية منتخبة، استمروا في رفع الصوت عاليًا، لا للتمديد .. نعم للانتخابات".