النظام السوري يواصل التحشيد للانتخابات وسط رفض شعبي

النظام السوري يواصل التحشيد للانتخابات وسط رفض شعبي

23 مايو 2021
توحي وسائل إعلام النظام بوجود ارتياح وترحيب شعبي بالانتخابات (Getty)
+ الخط -

قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري القيام بها الأربعاء المقبل، تكثف أجهزة النظام الحكومية والإعلامية والمليشياوية تحركاتها في الداخل السوري، بهدف التحشيد لرئيس النظام بشار الأسد، بكل وسائل الترغيب والترهيب، في حين تتواصل مظاهر رفض هذه الانتخابات في العديد من المناطق السورية.

وفي سياق هذا التحشيد، وصل رئيس حكومة النظام حسين عرنوس، اليوم الأحد، إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد، على رأس وفد حكومي يضم وزراء الإدارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان والداخلية والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والسياحة والاتصالات، والتقانة، والاقتصاد، والمالية.

وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن عرنوس والوفد الحكومي التقيا ممثلين عن الفعاليات الأهلية والدينية والرسمية في المحافظة.

وكانت محافظة السويداء قد شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، عملية تشويه لعدة صور تعود لرئيس النظام بشار لأسد، وسط أجواء متوترة، حيث يخشى النظام خروج مظاهرات مناهضة له أو قيام إحدى الفصائل المحلية بمنع فتح المراكز الانتخابية، ما دفع به لتكثيف الاتصالات مع القيادات المجتمعية والفصائل للتهدئة.

 وفي محافظة درعا المجاورة، انتشرت ملصقات ومناشير ورقية تدعو لمقاطعة الانتخابات على جدران بلدية مليحة العطش، وجدران مسجد أبو بكر الصديق، وعند الكراج الواقع على الطريق العام غربي البلدة.

وظهرت اليوم كتابات جديدة على حيطان درعا البلد، منها "العبيد يرضخون والأحرار يرفضون"، "حاربوك وعارفين أبوك"، "لا استقرار للبلد بوجود الأسد". كما ظهرت كتابات أخرى بحسب صور نشرها "تجمع أحرار حوران" على جدران بلدية مليحة العطش، وجدران مسجد أبو بكر الصديق، وعند الكراج الواقع على الطريق العام غربي البلدة، منها: "لا انتخابات لمجرم الشام"، و"من يسعى لجلب الصندوق إلى البلدة فليحذر".

ظهرت اليوم كتابات جديدة على حيطان درعا البلد منها "العبيد يرضخون والأحرار يرفضون"

وفي الـ13 من الشهر الحالي، انتشرت في بلدة المزيريب، غربي درعا، ملصقات ومناشير ورقية تدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات، وقبلها بيومين، شهدت كل من مدن وبلدات جاسم وأم ولد وعدوان وتسيل بريف درعا منشورات مماثلة ورفضاً لهذه العملية. كما انتشرت، في 30 إبريل/ نيسان الماضي، منشورات ورقية في شوارع بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، تحذر من المشاركة في انتخابات النظام ومسيراته المؤيدة.

وكانت روسيا دعت إلى مسيرات مؤيدة في درعا، لا سيما في مدينة بصرى الشام، لدعم وتثبيت نظام الأسد، إلا أن هذه الدعوات قوبلت بالرفض والتحذير لمن يخرج فيها.

من جهتها، تواصل وسائل إعلام النظام إفراد معظم وقتها وصفحاتها لمسألة الانتخابات، موحية بوجود ارتياح شعبي لها وترحيب بها، مع رصد عشرات الفعاليات التي تقول إنها تجرى في مختلف المحافظات السورية ابتهاجا بالانتخابات.

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن نحو 7 آلاف رياضي من جميع المحافظات شاركوا في "مسير المحبة لدعم الاستحقاق الرئاسي"، الذي انطلق من أمام مدينة الجلاء الرياضية على طريق المزة وصولاً حتى ساحة الأمويين وسط دمشق.

كما ذكرت الوكالة أن مسجد الشيخ محمود الحامد، أكبر مساجد حماة، شهد تجمعاً لأرباب الشعائر الدينية بحضور وزير الأوقاف لدى النظام محمد عبد الستار السيد، حيث "شددوا على ضرورة المشاركة الواسعة بالانتخابات لتأكيد استقلالية القرار الوطني وسيادة سورية".

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأربعاء المقبل، فيما ترفض المعارضة السورية ودول غربية الاعتراف بشرعية الانتخابات، لعدم استيفائها معايير الاستقلالية والنزاهة تحت إشراف الأمم المتحدة.

ويشترك في الانتخابات، إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد، كل من عضو "مجلس الشعب" السابق عبد الله سلوم عبد الله، ورئيس "المنظمة العربية السورية لحقوق الإنسان" وأمين عام "الجبهة الديمقراطية" محمود أحمد مرعي.

المساهمون