المستوطنون يهاجمون قرى الضفة لليوم الثاني ويغلقون طرقاً رئيسية

المستوطنون يهاجمون قرى الضفة لليوم الثاني ويغلقون مداخل وطرقاً رئيسية

13 ابريل 2024
آثار هجوم المستوطنين على قرية المغير شمال شرق رام الله 13 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لليوم الثاني، استمرت هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية بالضفة الغربية، مغلقين مداخل 12 قرية وطرق رئيسية، بعد يوم دامٍ في قرية المغير أسفر عن استشهاد شاب وإصابة العشرات.
- تحت حماية الجيش، أغلق المستوطنون مدخل قرية ترمسعيا، مدعين فقدان مستوطن قاصر، وسط تحقيقات حول مقتله على خلفية قومية، بقيادة تنظيم "شبيبة التلال" الإرهابي.
- الهجمات أدت لحرق 30 منزلًا و60 مركبة بقرية المغير، وحذر وزير الأمن الإسرائيلي من هجمات انتقامية، بينما دعت القوى الوطنية والإسلامية برام الله للتصدي للاعتداءات والحفاظ على استنفار دائم.

المستوطنون فصلوا مدينة رام الله عن شرقها

قرية المغير تتعرض للحصار

إغلاق مداخل عدة قرى في الضفة

واصل المستوطنون، لليوم الثاني، هجمات إرهابية على قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأغلقوا مداخل 12 قرية وطرقا رئيسية تربط بين مدينة رام الله وشرقها، وذلك بعد يوم دامٍ شهدته قرية المغير، بفعل هجوم أكثر من 1000 مستوطن على منازلها وممتلكاتها، ما أسفر عن استشهاد شاب وإصابة العشرات، عدا عن حرق عشرات المركبات والمنازل.

واحتشد المستوطنون، صباح اليوم السبت، على مداخل قرى ترمسعيا وسلواد ودير دبوان وبيتين، شرقي محافظة رام الله وشمال شرقيها، وسط الضفة الغربية، قبل إغلاق طريقي جسر يبرود وجسر دير دبوان اللذين يعدان منفذين رئيسيين بين مدينة رام الله وشرقها، إضافة إلى إغلاق الشارع الرئيسي الذي يصل شمال الضفة الغربية بوسطها، والمعروف بطريق نابلس رام الله.

كما أغلق المستوطنون، في ظل وجود قوات جيش الاحتلال، مدخل قرية ترمسعيا التي تعرضت لهجوم دامٍ في الصيف الماضي. وزعم المستوطنون فقدان مستوطن قاصر كان يرعى الأغنام قرب قرية المغير شمال شرق رام الله منذ ساعات صباح أمس الجمعة، وعلى إثره شنوا حملة هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين. وفي وقت لاحق اليوم السبت أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية العثور على جثة المفقود قرب بلدة المغير، لافتة إلى أن التحقيقات تجري في احتمال مقتله على "خلفية قومية".

تنظيم "شبيبة التلال" الإرهابي يقود الهجمات

وتتمركز في شرق الضفة النسبة الأكبر من الجماعات الاستيطانية المسماة "شبيبة/فتية التلال" بعد طردها عشرات التجمعات والقرى البدوية الفلسطينية، خلال حملة إرهاب انطلقت منذ سنوات وتكثفت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث يعتقد فلسطينيون تحدثوا لـ"العربي الجديد" أن هذه الجماعات الاستيطانية المتطرفة استغلت انشغال العالم بالحرب لتنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي بحق تجمعات البادية الفلسطينية على طول الحزام الشرقي للضفة.

ويقيم التنظيم الاستيطاني بؤرا استيطانية مغلفة بحياة بدائية في المنطقة التي استولى عليها، وهي مساحة جبلية واسعة. ويقتني أفراده قطعان أبقار وأغنام، جزء كبير منها سرقوه من الفلسطينيين، ويجنِّد فتية صغاراً للرعي في أراضي الفلسطينيين وتخريب حقولهم الزراعية.

وتشكل سلسلة بؤرة الاستيطان التي تقيمها هذه الجماعات خط تماس مباشر مع قرى شرق محافظة رام الله وجنوب نابلس (برقة، دير دبوان، رمون، الطيبة، دير جرير، كفر مالك، المغير، خربة أبو فلاح، ترمسعيا، دوما، قصرة).

وتتركز هجمات المستوطنين منذ ساعات ظهر الجمعة على هذه القرى، لكن قرية المغير تعرضت للهجوم الأعنف بحكم قربها من الشارع الاستيطاني المسمى "ألون"، الذي تنتشر على طوله بؤر المستوطنين.

وأكد نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم، لـ"العربي الجديد"، أن نحو 1500 مستوطن شاركوا في الهجوم الدموي على القرية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، كان 500 منهم يقفون على أطراف القرية، ونحو ألف مستوطن جاؤوا بأكثر من مائتي سيارة وهاجموا منازل القرية وممتلكاتها.

وأوضح أبو نعيم أنه بالإضافة إلى استشهاد الشاب أبو عليا وإصابة آخرين، نتج عن الهجوم حرق نحو 30 منزلاً ونحو 60 مركبة و7 مزارع ومئات الأشجار بشكل كلي، فيما تضررت منازل ومركبات أخرى.

ولا تزال القرية تتعرض للحصار لليوم الثاني بفعل إغلاق المستوطنين عدة طرق هذا الصباح. وقال أبو نعيم لـ"العربي الجديد" إن جثمان الشهيد أبو عليا لا يزال في ثلاجات مجمع فلسطين الطبي بسبب عدم تمكن عائلته من نقله إلى القرية لتشييعه، موضحاً أن أهالي القرية أخرجوا الجثمان من المستشفى ووصلوا إلى مداخل مدينة رام الله، إلا انهم فوجئوا بتجمعات المستوطنين على بعد مئات الأمتار.

وتابع أبو نعيم أن المستوطنين أغلقوا مداخل القرية الثلاثة الرئيسية، السبت، ولذلك قررنا إعادة جثمان الشهيد مرة ثانية إلى المستشفى وتأجيل تشييعه إلى الغد، حتى لا يتعرض الجثمان والمشيعيون إلى اعتداءات المستوطنين.

وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تجمعات كبيرة للمستوطنين على مداخل قرى المغير وأبو فلاح وسلواد والمزرعة الشرقية ويبرود وسنجل ودير دبوان وكفر مالك ودير جرير ورمون وبيتين.

وفي السياق ذاته، واصل المستوطنون الإرهابيون، صباح اليوم، الهجوم الذي بدأ مساء أمس على قرية دوما جنوبي نابلس.

وقال رئيس مجلس قروي دوما دوابشة، لـ"العربي الجديد"، إن القرية تتعرض منذ الأمس لهجوم كبير من قطعان المستوطنين، الذين وصلوا لأول مرة إلى وسط القرية تقريبا من دون مرافقة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمل على حمايتهم عادة، واعتدوا على المواطنين وممتلكاتهم.

وأوضح دوابشة، لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من ثلاثين مستوطنا، وبعضهم يحمل السلاح، اقتحموا القرية من جهة مدرسة دوما الثانوية جنوبا وداهموا منزلين مأهولين وفتشوهما بادعاء البحث عن المستوطن المفقود. ولاحقا، انتشر مستوطنون يقدر عددهم بـ200 مسلح بالعصي والقضبان الحديدية داخل القرية، واستولوا على منازل وحولوها إلى مراكز للتحقيق مع الأهالي، وعملوا على احتجاز بعض الشبان واستجوبوهم ميدانيا.

وفي خطوة أخرى، قال دوابشة إن المستوطنين نصبوا خياما في خربة المراجم شرق القرية، لتكون على ما يبدو غرفة عمليات وطوارئ لمتابعة ملف المستوطن المفقود، كما يدعون.

من جهته، قال الناشط في مقاومة الاستيطان عزات دوابشة إن الهجوم الحالي يعد الأعنف والأكثر جرأة للمستوطنين، الذين هاجموا القرية من دون الاعتماد على جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي عادة ما يرافقهم لتوفير الحماية لهم.

وتابع: "عندما اقتربنا منهم، سمعتهم يتحدثون وينسقون عبر أجهزة لاسلكية مع مجموعات أخرى تهاجم بلدات وقرى مجاورة، ما يدلل على أن ما يجري مدروس تماما وليس مجرد عمل عشوائي للبحث عن المستوطن المفقود".

وأكد أن المستوطنين استغلوا حادثة اختفاء المستوطن التي نشكك في حقيقتها للهجوم على المئات في الريف الفلسطيني وتدمير مقدراته، "والأخطر هو عزلهم القرى عن بعضها وقطع الطرق الرئيسية والفرعية الواصلة بينها، للاستفراد بكل منطقة على حدة".

غالانت يحذر من هجمات انتقامية

إلى ذلك، حذر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من وقوع هجمات انتقامية بعد العثور على المستوطن مقتولاً. وقال على "إكس": "دعوا قوات الأمن تتصرف بسرعة في مطاردة الإرهابيين - فالأعمال الانتقامية ستجعل من الصعب على مقاتلينا أداء مهمتهم - ينبغي ألا يلجأ أحد إلى تنفيذ القانون بنفسه".

مقدمة سلسلة دموية

من جانبها، قالت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله في بيان، اليوم السبت، إن "ما يجري من اعتداءات على قرانا وبلداتنا امتداد لحرب الإبادة والتطهير العرقي"، داعية إلى "التصدي بشكل جماعي وواسع لهذه الاعتداءات الفاشية لجيش الاحتلال ومستوطنيه، والحفاظ على حالة استنفار ويقظة دائمة ومتواصلة لإفشال المخططات الخبيثة الهادفة لاقتلاع شعبنا من أرضه".

وأضاف البيان: "ما يجري ربما يكون مقدمة لسلسلة أكثر دموية واتساعا من السابق، استمرارا للاعتداء على حوارة وترمسعيا وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية".

وطالبت القوى باستخدام مكبرات المساجد ودعوة القرى المجاورة لأي منطقة يُعتدى عليها "ليهب الجميع في وحدة ميدانية واحدة لمنع تنفيذ مجازر بحق شعبنا".

المساهمون