أصدرت محكمة تركية، اليوم الثلاثاء، أحكاما بالسجن المؤبد المشدد على 4 متهمين بالانتماء لتنظيم "داعش"، وجهت لهم اتهامات بالوقوف خلف التفجير الانتحاري الذي وقع في ميدان السلطان أحمد الشهير بقلب إسطنبول، وأسفر عن مقتل 12 سائحا ألمانيا وجرح 16 آخرين من جنسيات مختلفة.
العملية، التي وقعت في 12 يناير/ كانون الثاني 2016، نفذها الانتحاري نبيل فاضل، حسب التحقيقات التركية.
وصدرت أحكام سابقة بحق المتهمين المعتقلين، نُقضت في محكمة الاستئناف لاحقا، قبل أن تعيد محكمة إسطنبول الجنائية الـ14 المحاكمة اعتبارا من 25 مارس/ آذار الماضي، وصدرت الأحكام اليوم.
وقررت المحكمة بالإجماع الحكم بالسجن المؤبد المشدد والسجن 328 عاما على المتهمين الأربعة، عطالله الحسن الميوف، وفوزي محمد علي، وخليل درويش، وأحمد الحسن.
والحكم بالمؤبد صدر في حق المتهمين على خلفية اتهامهم بـ"السعي لإزالة النظام الدستوري في البلاد"، وأحكام السجن 328 عاما نتيجة التخطيط لتنفيذ العملية، والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي القضية نفسها، حكم على متهم آخر بالسجن 6 سنوات و3 أشهر بتهمة "الانتماء لمنظمة إرهابية"، واستمرار قرار منعه من مغادرة البلاد، فيما فصلت ملفات 3 متهمين آخرين بسبب صدور قرار اعتقال بحقهم، إذ لم يتم اعتقالهم حتى الآن، وبرأت المحكمة 18 متهما نظرا لعدم كفاية الأدلة.
وكانت قرارات المحاكمة السابقة قد صدرت في نهاية يناير/ كانون الثاني من العام 2018، وحوكم في الدعوى 26 متهما. ومع انتقال القضية إلى محكمة الاستئناف، بسبب عدم وجود محام عن المتهم عطا الله الحسن، وصدور القرار بغياب ذوي الضحايا من ألمانيا والنرويج، صدر قرار العام نفسه بإعادة المحاكمة.
وكانت العملية الانتحارية قد أدت، إضافة إلى عمليات أخرى نفذها "داعش" في تلك الفترة بتركيا، إلى حالة شلل في قدوم السياح إلى تركيا، بتصاعد التهديد الأمني، ما استدعى إجراءات أمنية كبيرة داخل تركيا، ولاحقا في شمال سورية، حيث أطلق الجيش التركي أولى عملياته ضد التنظيم أطلق عليها اسم عملية "درع الفرات" في أغسطس/ آب من العام 2016.