العراق: ترويج فصائل مقربة من إيران لتنظيم مسلّح جديد "لا وجود له"

العراق: ترويج فصائل مقربة من إيران لتنظيم مسلّح جديد "لا وجود له"

23 يناير 2022
جهات سياسية عراقية روجت لولادة جماعة أو مليشيات (سنية) (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تواصل وسائل ومنصات إعلام مختلفة تابعة لفصائل مسلحة حليفة لإيران الترويج لولادة تنظيم مسلح جديد في العراق أطلقت عليه اسم "أشباح الصحراء"، وقالت إنه يرتبط بإحدى الرئاسات العراقية الثلاث، ومدعوم من قبل الولايات المتحدة، في إشارة منها إلى رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي.

الإعلان الأول عن التنظيم كان عبر إعلان لمليشيات "كتائب حزب الله"، الجمعة، على لسان المسؤول الأمني، أبو علي العسكري، حيث قال إن إحدى الرئاسات الثلاث، بالتعاون مع أحد شيوخ العشائر، أسست ما وصفه بـ"جيش إجرامي".

وأضاف أبو علي العسكري أن "جزءاً منه دخل العاصمة بغداد"، داعياً "الحشد الشعبي"، ومن قال عنها "المقاومة العراقية"، إلى "التصدي المباشر بمداهمة وطرد هؤلاء الأشرار والبدء من بغداد".

وجاء الحديث عن التنظيم بالتوازي مع حالة التأهب الأمنية التي تعيشها البلاد، مع تصاعد اعتداءات تنظيم "داعش" في مناطق شمال وشمال شرقيّ العراق، إضافة إلى المواجهات التي تتواصل في مدينة الحسكة السورية على الحدود الشمالية الغربية للعراق مع محافظة نينوى، بين مسلحي تنظيم "داعش" وقوات "قسد".

وروجت وسائل إعلام تابعة لما يعرف في العراق بـ"الفصائل الولائية"، في إشارة إلى ارتباطها بإيران، أن التنظيم الجديد "مرتبط بمؤامرة أميركية تهدف إلى ضرب الاستقرار العراقي من جديد".

وأمس السبت، قال زعيم مليشيات "كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، في تغريدة على "تويتر"، إن "الوضع الأمني في سنجار والصحراء الغربية ومناطق الفراغ بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل والأنبار خطير جداً".

وأضاف أن "التهديدات المحدقة بتلك المناطق ليست تدفقات فردية، بل مخطط مدروس وضاغط يبدأ من أحداث الحسكة في سورية، وينتهي بأروقة التجاذبات السياسية في العراق، جهوزية الرد حاضرة".

لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رد على هذه المزاعم ببيان مطول هاجم فيه الفصائل التي تروج لهذا التنظيم، وقال إنها تقوم بـ"تضخيم الأمر ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أوساط الشعب العراقي، فيكون بنظرهم حامي الأرض والعرض".

فيما هاجم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي مروجي هذا التنظيم بوصفهم "زمرة مرتزقة"، وقال إن "سياسة التهويل الدعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد"، مبيناً أن "أحداث عام 2014 كانت درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيداً. "داعش" لن يعود، وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله، فلا مكان ولا مأوى لهم في عراقٍ سيد آمن مقتدر مزدهر".

وبدت حكومة مصطفى الكاظمي أنها تتفق مع نفي وجود أي تنظيم جديد في الساحة العراقية، إذ غرَّد المستشار السياسي للكاظمي، الصحافي مشرق عباس، بالقول إن "مجموعة من فلول "داعش" الهاربين المتخفين في الكهوف لا يهزون أمن العراق وثقة قواتنا البطلة، ولن ينالوا من مدننا الآمنة مهما حاولوا، ومن يحاول أن يهز الأمن فهو من يريد إرعاب الناس ببياناته وتصريحاته غير المهنية، إما أن يكون هو مرعوباً وذلك شأنه، وإما أن له أهدافاً على حساب الوطن، وذلك شأننا".

 وحول ذلك، قال قائد عسكري عراقي رفيع في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الترويج لتنظيم مسلح يدعى "أشباح الصحراء" ضمن "انعكاسات الأزمة السياسية بالبلاد ولا وجود له".

وأضاف القائد العسكري، طالباً عدم ذكر اسمه، أن "الخطر في ترويج مثل تلك الإشاعات هو استعداد طرف سياسي لحشر الملف الأمني في الأزمة الحالية بين القوى السياسية".

وأكد أن "مصدر تلك الإشاعات وسائل إعلام مملوكة لفصائل مسلحة هدفها امتلاك أوراق ضغط على بعض الأطراف السياسية التي توجه اتهامات لها، وكذلك على الحكومة".

وأكد قائلاً: "نطمئن المواطنين إلى أنه لا وجود لأي تهديد أمني على المدن الغربية والشمالية، والجيش العراقي يفرض سيطرته مع باقي التشكيلات الأمنية بتمكن".

تقارير عربية
التحديثات الحية

لكن القيادي في تيار "الحكمة" محمد اللكاش، قال إن "تنظيم "داعش" عاد لتنشيط عملياته من خلال التجنيد وتقوية عناصره، وهو أمر يستدعي التدخل الحكومي العاجل".

وبين اللكاش، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، والتطورات الأمنية في الحسكة السورية، ومحاولة تسلل العشرات من عناصر "داعش" الأجانب، أدت إلى تشكيل جبهات عسكرية جديدة على غرار قوات "الصحوات" مدعومة أميركياً، دون استشارة الحكومة العراقية، وهي مدعومة من جهات سياسية معروفة".

وهو ما نفاه رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، حميد الهايس، قائلاً إن "جهات سياسية معروفة روجت لولادة جماعة أو مليشيات (سنية) مدعومة أميركياً لتأجيج الوضع الطائفي البلاد".

واعتبر الهايس، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "المناطق الصحراوية في الأنبار تخضع للمتابعة الأمنية من قبل الجيش العراقي، إضافة إلى قوات "الحشد الشعبي" والعشائري، وليس هناك حاجة لتشكيل قوة عسكرية جديدة".

بدوره، رأى الباحث السياسي، كتاب الميزان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الفصائل المسلحة التابعة للإطار التنسيقي تصنع حالياً بروباغندا إعلامية لتعبئة العراقيين بالضد من الحكومة المقبلة التي قد تتشكل من دون مشاركة القوى الخاسرة، بالتالي فإن هذه الفصائل والأحزاب تستخدم الإعلام والسلاح في سبيل التلويح بتهديد السلم المجتمعي عبر الترويج لأخبار كاذبة، مثل ولادة مليشيات "أشباح الصحراء"".

المساهمون