العراق: الكاظمي يحضّر تكتلاً لخوض الانتخابات المبكرة

العراق: الكاظمي يحضّر تكتلاً لخوض الانتخابات المبكرة

04 نوفمبر 2020
كتلة الكاظمي الانتخابية ستضم ناشطين في التظاهرات (خالد محمد/فرانس برس)
+ الخط -

يتحرك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتشكيل كتلة سياسية خاصة به، لخوض الانتخابات المبكرة المؤمل إجراؤها مطلع يونيو/ حزيران 2021، تضم سياسيين وناشطين برزوا في تظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بحسب ما يؤكده مقربون من الكاظمي. في هذا الوقت، تبدي قوى سياسية مخاوف من استغلال الكاظمي منصبه لتحقيق مكاسب انتخابية، وسط اتهامات له بخرق التفاهم الذي تم على أساسه منحه الثقة في البرلمان.
ووفقاً لمصدر مقرب من الكاظمي فإن الأيام الماضية شهدت اجتماعات مكثفة بين الأخير وفريقه السياسي، لإنضاج مشروع تشكيل تكتل سياسي للمشاركة في الانتخابات المبكرة، كتكتل مدني مستقل، يقوده الشباب بنحو 90 في المائة من عدد الأعضاء. وتم تداول أسماء عدة لهذا التكتل من بينها "المرحلة"، و"بداية"، لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق النهائي على أي من تلك الأسماء، حتى يتم البدء بإجراءات تسجيله لدى دائرة الأحزاب في مفوضية الانتخابات.

اتهمت جودت الكاظمي بأنه يستغل منصبه وصلاحياته لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية

وبين المصدر أن "كتلة الكاظمي الانتخابية، ستضم ناشطين بارزين كان لهم دور في تظاهرات تشرين الأول، إضافة إلى فريق الكاظمي السياسي، وهم في الغالب صحافيون وإعلاميون وأكاديميون. وتم عقد عدة اجتماعات لمناقشة جذب وجوه جديدة للتكتل المقرر أن يخوض الانتخابات المقبلة، ومنافسة الأحزاب التقليدية في معاقلها الرئيسية، خصوصاً بغداد وجنوب البلاد". وأكد أن الكاظمي قد يكون المُشرف والمؤسس للكتلة الجديدة، أو الموجه لها، وليس شرطاً أن يرشح نفسه في الانتخابات.

وفي الوقت الذي اعتذر فيه مكتب رئيس الحكومة، منذ الأحد الماضي، عن التعليق على تلك المعلومات، أكدت النائبة عن ائتلاف "النصر" ندى شاكر جودت، في حديث مع "العربي الجديد"، وجود ما سمته "شرط"، تم أخذه على الكاظمي قبل الموافقة عليه لتولي منصب رئاسة الوزراء، وهو ألا يدخل بالانتخابات المقبلة بأي شكل من الأشكال ولا يشكل حزباً، وأن الكاظمي وافق على ذلك. وقالت "على ضوء موافقة الكاظمي على شرط عدم ترشحه للانتخابات تم منحه الثقة. ونحن الآن نستغرب من معلومات تتحدّث عن أنه يعمل حالياً على تشكيل كتلة انتخابية خاصة به". واتهمت الكاظمي بأنه يستغل منصبه وصلاحياته لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية، و"لهذا قام بالتوجه نحو ساحات التظاهرات والناشطين، ووظف الكثير منهم بهدف كسبهم وكسب أصواتهم وأصوات القواعد الجماهيرية لهؤلاء الناشطين".
وقالت جودت إن "الكاظمي، منذ انطلاق تظاهرات تشرين الأول 2019، كانت له مجاميع خاصة، داخل تلك التظاهرات". وأضافت أن "رئيس الوزراء مشغول حالياً في تشكيل كتلته الانتخابية، أكثر مما هو مشغول في حل أزمات العراق، وخصوصاً الأزمة الاقتصادية، التي بدأت تؤثر بشكل كبير مباشر على المواطنين".

القوى السياسية المتنفذة حالياً لن تبقى تتفرج على الكاظمي
 

في المقابل، أعلن القيادي في تحالف "الفتح" غضنفر البطيخ أنه لا يوجد قانون يمنع مشاركة رئيس الوزراء بالانتخابات، لكن كان هناك اتفاق سياسي بمنع أي رئيس وزراء يترأس هذه الحكومة من المشاركة في الانتخابات. وبين، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مخاوف سياسية من استخدام الكاظمي لمنصبه لأهداف انتخابية، خصوصاً بعد قيامه بتعيين الكثير من الناشطين كمستشارين له، بهدف كسبهم، وحتى يكونوا من المروجين له ولكتلته في الانتخابات المقبلة. وهذا الاستخدام للمنصب سيجعل التنافس الانتخابي غير عادل وغير نزيه".
وقال المحلل السياسي العراقي محمد التميمي، لـ"العربي الجديد"، إنه "وفق المعطيات فإن الكاظمي وكتلته الانتخابية سيكونون مؤثرين في المرحلة السياسية المستقبلية، ومن المنافسين خلال الانتخابات، خصوصاً في المدن ذات الأغلبية الشيعية". وبين التميمي أن "الكاظمي وكتلته الانتخابية ربما يحصلون على ما يقارب 20 مقعداً في البرلمان الجديد، خصوصاً أن غالبية تلك الشخصيات، ستكون من الشباب والتي كان لها دور في ثورة تشرين (الأول). ويعمل الكاظمي حالياً على جمع أكبر عدد من ممكن من الناشطين لجعلهم واجهة انتخابية له ولكتلته". وأضاف أن "القوى السياسية المتنفذة حالياً لن تبقى تتفرج على الكاظمي، وسيكون لها تحرك آخر، نحو كسب وجوه من المتظاهرين والناشطين، حتى يكونوا في واجهة تلك القوى. كما أن بعض القوى عملت على تشكيل كتلة رديفة من الشباب، كمحاولة لكسب أصوات جديدة لها".

المساهمون