السودان: مقتل 16 شخصاً بتجدد الاشتباكات في مركز ولاية جنوب دارفور

السودان: مقتل 16 شخصاً بتجدد الاشتباكات في مركز ولاية جنوب دارفور

22 يوليو 2023
خلّفت الاشتباكات بين الجانبين أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم من المدنيين (Getty)
+ الخط -

أعلنت "هيئة محامي دارفور"، اليوم السبت، مقتل 16 شخصا في مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، إثر تجدد الاشتباكات، مساء الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

وذكرت الهيئة في بيان لها، أن المعارك في نيالا "تدار على رؤوس المواطنين، حيث الإطلاق العشوائي للنار بالشوارع والمنازل والقتل برصاصات القناصة، وهذا ما أدى لسقوط 16 شخصا على الأقل، يوم أمس الجمعة".

وتعد مدينة نيالا واحدة من النقاط الساخنة في القتال بين الطرفين، وتدخل بوقت من الأوقات، زعماء قبائل أقنعوا الطرفين بتقاسم السيطرة على المدينة مع وقف القتال، إلا أن ذلك الاتفاق لم يصمد طويلا وانهار كليا خلال الأيام الماضية.

وأوضحت "هيئة محامي دارفور"، أن عدداً من أحياء المدينة تأثرت بالقتال أمس، مثل الوحدة وكرري جنوب نيالا، مبينة أن أسرة كاملة لم ينج منها إلا شخص واحد.

وحذرت الهيئة من استمرار الأوضاع "لأنها ستدخل ولاية جنوب دارفور ومدينة نيالا في حالة فوضى شاملة قد لا تستقر بعدها على المدى القريب"، كما حذرت من توسع نطاق ظاهرة الانفلاتات الأمنية.

ولفتت إلى أنه "تم إخلاء أحياء وسط المدينة ونزح سكانها إلى مناطق جنوب نيالا، وانتقلت المعارك بين الطرفين إلى أماكن انتقال النازحين الفارين من المعارك". وطالبت الهيئة الطرفين بالوقف الفوري للحرب.

في غضون ذلك، قصف طيران الجيش السوداني نقاطاً لتمركز قوات الدعم السريع بمنطقتي المسعودية والباقير بولاية الجزيرة وعلى الحدود مع العاصمة الخرطوم.

وطبقا لشهود عيان، فإن طائرات الجيش "دمرت 13 من العربات العسكرية الخاصة بالدعم السريع التي تسيطر على المعبر بين الخرطوم والجزيرة منذ بدء الحرب بمنتصف إبريل/ نيسان الماضي".

كما نفذ الجيش ضربات قوية تجاه تمركز قوات "الدعم السريع" في حيّي العُشرة وجبرة في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.

كما أفاد الشهود بأن مدينة بحري، شمالي الخرطوم، شهدت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في منطقة الكدرو ومحيط جسر الحلفايا، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وطبقا للشهود، فإن مدينة أم درمان، غربي العاصمة، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع تحليق للطيران الحربي.

وأبلغ شهود عيان أيضاً "العربي الجديد"، أن الطيران الحربي واصل تحليقه في سماء الخرطوم، مع توقعات باشتداد القتال بالمناطق القريبة من سلاح المدرعات بحي الشجرة، جنوب الخرطوم.

من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان لها، اليوم السبت، أن "15 ضابطا في صفوف الجيش و527 من الرتب الأخرى، أعلنوا انضمامهم للدعم السريع من داخل الفرقة 20 بمدينة الضغين بولاية شرق دارفور".

وأوضح البيان أن "الانضمام جاء استجابة لدعوة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد الدعم لشرفاء الجيش للانضمام للدعم السريع".

في المقابل، أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، أنّ هناك تضخيماً في أعداد ضباطه المنضمين إلى قوات الدعم السريع.

وقال متحدث الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان نقلته "الأناضول"، "هنالك تضخيم في العدد مبالغة كعادة المليشيا (الدعم السريع)".

وأضاف: "هم بضعة ضباط تم استيعابهم في أوقات سابقة ضمن الترتيبات الأمنية (لاتفاق السلام في جوبا مع الحركات المسلحة في أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، عدا ضابط واحد (يتبع للجيش)".

وأردف أنّ "28 جندياً وضابط صف جميعهم من أبناء المنطقة سقطوا في محك التربية العسكرية التي تتسامى عن الانتماءات الجهوية الضيقة".

وصباح السبت، أعلن الجيش السوداني الاستمرار في توجيه الضربات لقوات الدعم السريع "للقضاء على كل البؤر" التي تتمركز فيها في كافة أنحاء البلاد.

وذكر المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان، أن "قواتنا مستمرة في توجيه ضربات للعدو حتى القضاء على كل البؤر التي يتمركز بها في كافة أنحاء البلاد".

وأضاف: "استقطب التمرد أعدادا من المجرمين الهاربين من السجون واستخدامهم كمقاتلين لتنفيذ عمليات إجرامية مصاحبة".

وتابع: "بدأ العدو باستخدام الأطفال في عملياته العدائية، والذين تتراوح أعمارهم ما دون 15 سنة، في انتهاك واضح للقانون الدولي والإنساني".

ويتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

وخلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

المساهمون