السودان: حصول "الدعم السريع" على طائرات مسيرة يثير تساؤلات

السودان: حصول "الدعم السريع" على طائرات مسيرة يثير تساؤلات

14 يونيو 2023
أسفر القتال في السودان عن مقتل أكثر من 1800 شخص (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول عسكري سوداني، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، إن قوات الدعم السريع استخدمت في هجومها الثلاثاء على سلاح المدرعات في الجيش السوداني، طائرات بدون طيار ما يثير شكوكا بشأن كيفية حصولهم عليها. 

في المقابل، أكدّ مصدر من قوات الدعم السريع لـ"فرانس برس": "حصلنا عليها من مراكز الجيش التي سيطرنا عليها".

ويرى خبير عسكري أن هذا التطور "سيكون له أثر على سير الحرب"، متوقعا أن تكون قوات الدعم السريع "حصلت عليها من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية" في جنوب الخرطوم.

معارك طاحنة تتركّز في الخرطوم وفي إقليم دارفور

تدور منذ 15 إبريل/ نيسان معارك طاحنة تتركّز في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين من النزاعات الدامية في عهد الرئيس السابق عمر البشير، كما حوّلت الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية والمسيرات، العديد من أجزاء البلاد إلى مناطق "منكوبة".

وقصفت طائرات حربية الأربعاء مدينة الأبيض في جنوب السودان، وفق شهود، مع انتهاء الشهر الثاني من النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، غداة تحذير الأمم المتحدة من حصول "جرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور.

وذكر شهود في مدينة الأبيض جنوب الخرطوم الأربعاء لوكالة فرانس برس أن طائرات تابعة للجيش نفذت "غارات جوية للمرة الأولى في محيط الأبيض"، عاصمة ولاية كردفان والواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب الخرطوم والتي تطوقها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.

وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا من العاصمة بسبب العنف وأكثر من 475 ألفا لجأوا إلى البلدان المجاورة.

جلب المزيد من اللاعبين الإقليميين لدعم المحادثات

بينما تخوض الفصائل المتحاربة في السودان هدنة وراء أخرى، ظهرت محدودية النفوذ الذي تحظى به الولايات المتحدة والسعودية وقوى أجنبية أخرى في إنهاء الصراع المستمر منذ شهرين والذي يفاقم وضعا كارثيا تعيشه البلاد.

ولا يبدو أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية محاصران بما يكفي حتى يأخذا محادثات وقف إطلاق النار في مدينة جدة السعودية على محمل الجد، وهو ما يلقي الدبلوماسيون باللوم فيه جزئيا على القوى المتنافسة في المنطقة والتي يتحالف كل منها مع طرف مختلف في الصراع.

وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن جلب المزيد من اللاعبين الإقليميين لدعم المحادثات، مثل مصر، التي ترى الجيش أفضل رهان على الاستقرار في البلد المجاور، والإمارات، التي دعمت قائد قوات الدعم السريع في السابق، قد يكون مهما لإحراز تقدم.

وقال مجدي الجزولي المحلل في معهد الأخدود العظيم، لـ"رويترز": "لن يتفاوض أحد بجدية حتى يشعر بأن التوازن العسكري لم يعد قابلا للتغير... الديناميكية الداخلية لهذه الحرب تتعدى بعض الشيء مسألة النفوذ الذي يمكن لطرف خارجي أن يمارسه فعلا".

وكشف دبلوماسي مقيم في القاهرة أن هناك منتدى جديدا بقيادة الاتحاد الأفريقي يهدف إلى إشراك دول عربية وأفريقية في العملية، بما في ذلك مصر والإمارات، لكن ليس واضحا ما إذا كان أي من البلدين مستعدا لممارسة ضغوط حقيقية.

وإضافة إلى مبادرات السلام المتداخلة، قال الرئيس الكيني أمس الثلاثاء إن مجموعة أفريقية أخرى داخل ذلك المنتدى، هي الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، تعتزم مقابلة قائد "الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال الأيام العشرة المقبلة في محاولة لوقف الحرب.

وقال محمد المختار، وهو مستشار كبير لحميدتي، إن قوات الدعم السريع تدعم عمليتي جدة والاتحاد الأفريقي، وإنه ينبغي توسيعهما لتشملا الأطراف المدنية من أجل الوصول إلى "حل شامل".

وأضاف المختار في تصريح لـ"رويترز" أن البرهان لا يمكن أن يكون جزءا من أي سلطة مستقبلية في السودان وأن حميدتي، الذي ذكر أنه مع قواته في ساحة المعركة، لن يكون له دور سياسي، لكنه سيواصل قيادة قوات الدعم السريع.

ولم يرد الجيش على الفور على أسئلة وجهت إليه.