السودانيون يتحدّون الرصاص في "مليونية الغضب": مطلبنا إسقاط الانقلاب

السودانيون يتحدّون الرصاص في "مليونية الغضب": مطلبنا إسقاط الانقلاب

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
13 نوفمبر 2021
+ الخط -

تظاهر الآلاف من السودانيين، اليوم السبت، متحدّين الرصاص، والرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، وقطع خدمة الإنترنت، وطالبوا بسقوط الانقلاب العسكري، وعودة الحكم المدني.

وتوافد السودانيون، ظهر اليوم، بكثافة إلى نقاط التجمع الرئيسية لـ"مليونية الغضب" المعلنة من قبل الأجسام النقابية ولجان المقاومة، لكن قوات الشرطة جاءت أيضاً في الموعد، وشرعت في إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة على المشاركين في شارع الستين بالخرطوم، ومنعت وصول مواكب إضافية للمنطقة. 

وتكرر ذات المشهد في الخرطوم بحري، شمال العاصمة، وأم درمان، غرب الخرطوم، والتي سقط فيها 3 شهداء بالذخيرة الحية التي أطلقتها قوات مجلس الانقلاب العسكري، طبقاً لما جاء في بيان لجنة الأطباء المركزية، التي أشارت أيضاً إلى إصابات عديدة من الذخيرة الحية، ولوحشية قوات الجيش والمليشيات، في جميع أنحاء الخرطوم، لافتة إلى أن هناك صعوبة بالغة في نقل المدنيين المصابين إلى المستشفيات.

وأعلنت لجنة الأطباء ارتفاع عدد قتلى التظاهرات في الخرطوم إلى خمسة، وإصابة عدد من الأشخاص في مناطق متفرقة بالعاصمة.

الصورة
من احتجاجات "مليونية الغضب" في السودان (محمود حجاج/الأناضول)
من احتجاجات "مليونية الغضب" في السودان (محمود حجاج/الأناضول)

ولم تمنع تلك الوحشية، التي تحدثت عنها لجنة الأطباء، المشاركين في المليونية من الانسحاب قليلاً، ثم العودة والسيطرة على نقاط التجمع والميادين من جديد، كما حدث في شارع الستين بالخرطوم، وشارع الأربعين بأم درمان، ومحطة 7 بالصحافة، وتقاطع المؤسسة ببحري، إذ عاد المتظاهرون مرددين هتافات الحرية والسلام والعدالة، وهتافات سقوط العسكر وأعوانهم، ورفعوا لافتات قماشية وصوراً لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بل أنشد بعضهم له "حمدوك حمدوك، يسلموا الجابوك، بالقوة بالذوق جايبنك يا حمدوك".

ودعت امرأة سبعينية، شاركت في المسيرة، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى سقوط قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان ومن معه، مؤكدة إصرارها على أن تكون جزءا من الحراك الثوري رغم تقدم العمر ووحشية التعامل مع التظاهرات السلمية.

أما الطفلة مثابة كمال، فقالت لـ"العربي الجديد"، إنها خرجت اليوم في مليونية 13 نوفمبر، من أجل إسقاط المجلس العسكري الانقلابي وإسقاط قائد الانقلاب ذاته، وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو. فيما أشار المواطن عبد القادر محمد، إلى أن العسكر، ومنذ استقلال السودان، حكموا البلاد ودمروها، لافتاً إلى أنهم "يقاومون حكم العسكر الجدد ويطالبون بدولة مدنية ديمقراطية".

وقالت إحدى المشاركات في التظاهرة، وتدعى عاتقة، إنها خرجت لأن الانقلابيين يحاولون سرقة ثورتهم وشكلوا قبل أيام مجلسا سياديا غير شرعي، لا يمثل الشارع، وفيه خرق واضح للوثيقة الدستورية، مشددة على أن مطالبهم كثوار هى إعادة الحكومة المدنية والعودة للمسار الديمقراطي.

الصورة
سودانيات شاركن في احتجاجات "مليونية الغضب" (محمود حجاج/الأناضول)
سودانيات شاركن في احتجاجات "مليونية الغضب" (محمود حجاج/الأناضول)

وتوافقها الرأى رفيقتها أميرة، التي شددت على أنه "لا رجعة ولا تراجع عن الحكم المدني"، وطالبت بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك". 

ووسط ألسنة اللهب من إطار أُحرق لحماية المتظاهرين ومنع وصول الشرطة والقوات الأمنية إليهم، قال أحد المتظاهرين لـ"العربي الجديد" إنه يشارك في التظاهرات لأنه لا يمكن أن يقف في "صف عملاء إسرائيل وعملاء عبد الفتاح السيسي، وصفوف من ارتكبوا جرائم الحرب ضد الشعب الأعزل"، فيما استنكر المتظاهر بكري الوحشية في التعامل من قبل قوات الانقلاب، وهو أمر قابله الثوار، حسب تقديره، بوقفة صلبة للتعبير عن أنفسهم، والمناداة بعودة الشرعية، والحكم المدني، وعلى رأسه رئيس الوزراء الشرعي عبد الله حمدوك.

وفي أول ظهور له بعد الإفراج عنه من قبل الانقلابيين، شارك وزير الثقافة والإعلام في حكومة حمدوك، حمزة بلول، في مواكب اليوم وتحدث في أحد المواكب، مؤكداً أنه لا خيار أمام أي شخص، أو جهة انقلابية، غير تسليم السلطة كاملة للشعب.

وخارج الخرطوم، اتسعت دائرة المشاركة في مليونية اليوم، وذلك في كل من مدني وبورتسودان، والأبيض، وبابنوسة، وكسلا، والقضارف، ونيالا، وعطبرة، وخشم القربة، كما خرجت الجاليات السودانية في كثير من مدن العالم.

"الحرية والتغيير" بالسودان: الأمن واجه الحراك السلمي بـ"عنف مفرط"

واتهمت "قوى إعلان الحرية والتغيير" بالسودان، السبت، القوات الأمنية بكافة تشكيلاتها بمواجهة الحراك السلمي بـ"عنف مفرط غير مبرر"، وهو ما نفته تلك القوات في وقت سابق.

وقالت القوى (المشاركة في الائتلاف الحاكم سابقا)، في بيان، إنّ "الجماهير التي خرجت إلى الشوارع قالت كلمتها المطالبة بتحقيق الدولة المدنية الكاملة، ومحاسبة الانقلابيين وقتلة الثوار السلميين".

وأضاف: "رغم سلمية الحراك إلا أن القوات الأمنية بكافة تشكيلاتها المختلفة واجهته بعنف مفرط وغير مبرر يعكس حالة التخبط والذعر التي يعاني منها قادة الانقلاب من كلمة الشارع وسطوته". وتابع: "مسارنا نحو استعادة دولتنا المدنية الديمقراطية لن يتوقف".

واشنطن تدين "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجين بالسودان

من جهتها، أدانت السفارة الأميركية بالخرطوم، "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجين في السودان، معربة عن أسفها الشديد لسقوط عدد جديد من الضحايا في مظاهرات السبت.

وقالت السفارة، في تغريدة، إنها "تعرب عن أسفها الشديد لسقوط ضحايا وجرح عشرات المواطنين السودانيين الذين تظاهروا اليوم من أجل الحرية والديمقراطية". وأضافت أنها "تدين الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن بحق المحتجين.

ذات صلة

الصورة
تحقيق تهريب السوريين

تحقيقات

للمرة الثانية يضطر السوريون إلى ترك كل ما يملكون وراء ظهورهم للنجاة بحياتهم، فراراً من حرب السودان، إذ يسلكون دروباً صحراوية شديدة الخطورة للانتقال إلى مصر
الصورة

سياسة

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 300 ألف شخص فروا من القتال على جبهة جديدة في حرب السودان مع دخول مقاتلين من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش مدينة ود مدني.
الصورة
الدار السودانية للكتب

ثقافة

تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر إحراق قوات الدعم السريع لـ"الدار السودانية للكتاب"، قبل أن يظهر تسجيل لعنصر في هذه الميليشيا، من داخل أحد أروقة الدار، لينفي الخبر بطريقة دعائية، لا تنفي ما تورّطت فيه هذه المجموعة من جرائم سابقة.
الصورة
اشتباكات السودان/أضرار في جنوب الخرطوم (رويترز)

سياسة

قالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، الثلاثاء، إن قصفاً أدى إلى مقتل 34 شخصاً، بينهم أطفال، في سوق شعبية بمدينة أم درمان السودانية.

المساهمون