الخلاف السياسي يُفشل مجدداً انعقاد جلسة انتخاب رئيس للبرلمان العراقي

الخلاف السياسي يُفشل مجدداً انعقاد جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي

13 ديسمبر 2023
الخلافات بشأن منصب رئيس البرلمان العراقي مستمرة (Getty)
+ الخط -

فشل البرلمان العراقي للمرة الثانية على التوالي بعقد جلسة انتخاب رئيس جديد له خلفاً لمحمد الحلبوسي، الذي أُقيل بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، التي كان من المفترض أن تعقد جلسة اليوم الأربعاء.

وأكدت مصادر مطلعة أن الخلافات بشأن المرشح لرئيس البرلمان العراقي مستمرة، وحالت دون انعقاد الجلسة، مشيرة إلى أن فرص التوافق قُبيل إجراء الانتخابات المحلية المقررة يوم الاثنين المقبل، ضعيفة جداً.

وكان النائب عن "الإطار التنسيقي" ثائر الجبوري قد أكد، أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عدم وجود أي اتفاق سياسي على اسم المرشح للمنصب لوجود عدة مرشحين، وهذا الأمر يصعّب عملية الاختيار من قبل النواب، خصوصاً مع التوجهات السياسية المختلفة حتى داخل التحالف الواحد.

ووفقاً لبيان الدائرة الإعلامية في البرلمان العراقي، صدر في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء-الأربعاء، فإنه "نظراً لعدم تهيؤ الظروف لعقد جلسة البرلمان العراقي المقررة الأربعاء بسبب انشغال أعضاء البرلمان بانتخابات مجالس المحافظات، واعتذار كثير من الكتل عن حضور نوابها الجلسة، قررت رئاسة مجلس النواب تأجيل الجلسة إلى إشعار آخر"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

من جهته، أكد مصدر سياسي مطلع أن "الخلاف مستمر على المرشحين للمنصب، وأن تمسك قيادات الإطار التنسيقي وخاصة دولة القانون بترشيح النائب محمود المشهداني، هو عقدة الخلاف".

وأوضح أن "قوى الإطار تدعم المشهداني للمنصب كونه قريباً منها، وأنها لن تصوت لغيره، وهذا الأمر يحول دون إمكانية وصول أي مرشح للمنصب إلا في حال التوافق السياسي بشأنه، إذ إن عدم تصويت نواب الإطار يعني فشل التصويت، لما لهم من أغلبية عددية داخل البرلمان".

وأكد أن "الجلسة لن تنعقد إلا بعد الانتخابات المحلية، المقررة الاثنين المقبل، بسبب صعوبة التفاهم بين القوى السياسية".

المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، النائب عقيل الفتلاوي، حمّل كتل المكون السني مسؤولية عدم التوافق على مرشح واحد وحسم الملف، مبيناً، في تصريح متلفز أمس الثلاثاء، أن "التأجيل جاء لعدم وجود اتفاق سياسي داخل المكون السني، وأن حل الملف هو أن يتفق السنة على مرشح واحد للمنصب، ولحد الآن لا يوجد اتفاق لدى المكون".

وأكد أن "المنصب يحتاج أيضاً إلى توافق سياسي ويحتاج إلى وقت، ونحن كإطار تنسيقي لا مشكلة لدينا في تأخر الحسم. الآن رئيس البرلمان من مكوننا (النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي)، لكن الموضوع يحتاج إلى وقت وتفاهمات".

واستدرك أن "التأخير لا يصب بصالح العملية السياسية، لأننا نخشى من تطورات أخرى وتدخلات وتعمق الخلافات". وأضاف "لا أعتقد أن الملف سيحسم إلا بعد الانتخابات المحلية".

ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، منتصف الشهر الماضي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان العراقي، فيما أخفق مجلس النواب باختيار بديل الحلبوسي في نهاية الشهر نفسه، ما دفعه لتأجيل الاختيار إلى إشعار آخر.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، فإنّ أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس البرلمان العراقي هم: سالم العيساوي، وشعلان الكريم، وعبد الكريم عبطان، وفلاح زيدان، ومزاحم الخياط، وزياد الجنابي، ويحيى المحمدي، ومحمود المشهداني.