الحوار التشادي: اجتماع الوسيط القطري مع المعارضة والوفد الحكومي للتمهيد لبدء المفاوضات

22 مارس 2022
وزير الدولة القطري دعا المتفاوضين إلى بذل كل جهد ممكن لإنجاح مفاوضات السلام (Getty)
+ الخط -

عقد مبعوث وزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق القحطاني، اليوم الثلاثاء، اجتماعا مع الحركات التشادية المعارضة، واجتماعا آخر مع وفد المجلس العسكري الانتقالي (الوفد الحكومي)، للبحث في دور الوساطة القطرية وأجندة التفاوض، وتحديد آلية إدارة المفاوضات والمهل التفاوضية.

وقالت مصادر في المعارضة التشادية لـ"العربي الجديد"، إن المعارضة تقدمت بطلب للمسؤول القطري أن تكون "قطر وسيطا وضامنا للمفاوضات"، حيث وافق الجانب القطري على القيام بدور الوساطة شرط موافقة كافة الأطراف التشادية في المعارضة والحكومة.

ووافقت الحركات التشادية على الشرط القطري، وينتظر موافقة الطرف الحكومي أيضا، كما تم الاتفاق في الاجتماعين على أن تحدد المعارضة التشادية والوفد الحكومي جدول أعمال المفاوضات.

وكان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي قد أكد، في كلمة بالجلسة الافتتاحية للحوار التشادي-التشادي، الأحد قبل الماضي، حرص بلاده على إنجاح المحادثات، ودعا المتفاوضين إلى بذل كل جهد ممكن لإنجاح مفاوضات السلام، وقال "إن آمال الكثيرين معلقة على هذه المباحثات، وإن شعب تشاد يستحق أن ينعم بالسلام والاستقرار والتنمية".

وعقد القحطاني سلسلة اجتماعات مع رؤساء وأعضاء 3 لجان تفاوضية شكلتها المعارضة بعد مشاورات لـ10 أيام للتفاوض مع الوفد الحكومي، حيث لم تنجح المعارضة التشادية في تشكيل وفد مشترك للتفاوض مع وفد المجلس الانتقالي العسكري كما اقترح الوسيط القطري.

ووفق مصادر في المعارضة التشادية، فإن الحركات التشادية المعارضة شكلت 3 لجان للتفاوض مع الحكومة التشادية يرأس كل لجنة شخصية من المعارضة، حيث يرأس اللجنة الأولى آدم يعقوب، واللجنة الثانية بشر أسد، فيما لم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من اسم الشخصية التي ترأس اللجنة الثالثة، وتضم اللجان الثلاث في عضويتها ما بين 14 و16 عضوا مخولين بالتفاوض مع الوفد الحكومي.

وكان رئيس جبهة الميثاق الوطني نجيب محمد عبد الرحمن قد كشف لـ"رفيق إنفو" العقبات التي تواجه المفاوضات في الدوحة، وقال: إن مجموعة (الدوحة) تضم عددا كبيرا من التنظيمات السياسية والعسكرية وحلفائها من الأحزاب والشخصيات الوطنية، الذي تعكف على تقديم مقترح لمسودة يتضمن مطالب وشروطا وضمانات تكون أرضية يمكن التحاور حولها مع الجانب الحكومي.

أما بشأن التأخير الذي أدى إلى تمديد فترة المشاورات الخاصة بالحركات، فأشار إلى صعوبة التوافق نتيجة تزايد عدد الحركات والمجموعات، مؤكدا أنهم ملتزمون بالخط العام وعدم التسرع في التحرك، بغية العودة إلى المنصة لتشكيل وفد تفاوضي مشترك، إلا أن منصة روما لم تلتزم بعدما تسرعت بالإعلان عن عضويتها.

وأوضح أن مجموعة (الدوحة) تضم ستة عشر عضوا، وهناك مجموعة أخرى ظهرت أخيرا، انشقت عن مجموعة الدوحة لاعتبارات تخص القائمين عليها، وفق تعبيره، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في طلب الجانب القطري بضرورة تقليص وفد المعارضة إلى أقصى حد ممكن من أجل الاجتماع بهم ومع الطرف الحكومي لاعتماد جدول الأعمال وتحديد موعد المفاوضات.

وانطلقت في الدوحة، الأحد قبل الماضي، المحادثات التشادية الممهدة للحوار الوطني الشامل في مايو/أيار المقبل، بمشاركة ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي ونحو 52 حركة مسلحة، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتناقش المحادثات ملفات، أبرزها رسم خريطة طريق تمهد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مع نهاية الفترة الانتقالية التي يقودها محمد ديبي، نجل الرئيس السابق إدريس ديبي.

يُذكر أن الجيش التشادي أعلن، في 20 إبريل/نيسان الماضي، عن مقتل الرئيس إدريس ديبي (68 عاماً)، متأثراً بجراح أُصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث شنَ المتمردون هجوماً لإسقاط نظامه الحاكم منذ 1990. وتوفي ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسمياً بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 إبريل الماضي. وعقب وفاته، شُكّل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد (37 عاما)، لقيادة البلاد لمدة 18 شهراً، يعقبها إجراء انتخابات. 

المساهمون