- اجتماعات وزراء الخارجية العرب قبل القمة شهدت خلافات حول عدة ملفات لكن بتوافق واسع حول القضية الفلسطينية وضرورة الدعم العربي الموحد.
- القمة تتضمن مشروع قرارات لوقف إطلاق النار في غزة، رفض التهجير القسري للفلسطينيين، وتقديم الإغاثة، مع مبادرة بحرينية لقمة دولية للسلام والدعوة لآليات فاعلة للتعامل مع القضايا العربية.
يجتمع القادة والزعماء العرب، في القمة العربية في البحرين المنعقدة في العاصمة المنامة، اليوم الخميس، والتي تناقش العديد من القضايا والملفات، يتصدرها الملف الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما تبحث القمة العربية الـ33 ملفات أزمات أخرى، بينها الأوضاع في سورية ولبنان واليمن والسودان، وغيرها. وبحسب مصادر من داخل الجامعة، فإنه بالرغم من بعض الخلافات بين الدول، فإنّ من المتوقع أن يكون التمثيل في معظمه "رفيع المستوى"، وهو ما أكّده الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماعات القمة العربية في البحرين أول من أمس الأربعاء، قائلاً إن "أكثر من ثلثي القادة سيكونون موجودين"، وحتى الدول التي لن يحضر قادتها "سيكون تمثيلها رفيع المستوى".
مصادر: خلافات حول بعض الملفات، لا سيما السودان وليبيا ولبنان
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن اجتماعات وزراء الخارجية العرب، والتي سبقت انعقاد القمة العربية في البحرين اليوم، شهدت "خلافات حول بعض الملفات، لا سيما السودان وليبيا ولبنان". ولفتت إلى أن الخلافات شملت حتى "بعض تفاصيل جدول الأعمال الأخرى، ومنها الأوضاع في غزة، والمرتبطة بالصياغة النهائية للبيان الختامي للقمة، والذي سيصدر تحت مسمى إعلان البحرين، إذ ستدرج فيه كل البنود التي تم التوافق عليها". وقالت المصادر إن "التوافقات حول القضية الفلسطينية أكبر بكثير من الخلافات حول بعض الأمور السياسية المرتبطة برؤية كل دولة لأسلوب وطريقة الحل". وأضافت أنه تم الاتفاق على "مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية، خصوصاً مع استمرار العدوان على قطاع غزة، وسقوط آلاف الضحايا، ورفض الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة إلى صوت المجتمع الدولي، وهو ما يتطلّب موقفاً عربياً قوياً موحداً".
القمة العربية في البحرين
كذلك كشفت المصادر عن ملامح مشروع القرارات التي من المنتظر أن تصدر عن القمة العربية في البحرين اليوم، وعلى رأسها "التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة باعتباره أولوية قصوى، بالإضافة إلى رفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم". كذلك يتضمّن "العمل على إغاثة سكان القطاع، ورفض العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، والسعي لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعزيز حل الدولتين، وتبنّي مصطلح الإبادة الجماعية عند وصف ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في القطاع".
ويشمل مشروع القرارات أيضاً "دعوة مجلس الأمن الدولي إلى التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (يقدم توصيات أو يلجأ إلى تنفيذ عمل غير عسكري أو عسكري لحفظ السلم والأمن الدوليين)، خصوصاً أنه لا يستجيب لقرارات محكمة العدل الدولية بشأن وقف إطلاق النار، ورفض وضع غزة تحت أي إدارة غير فلسطينية". من جهة أخرى قالت المصادر إنه من المتوقع أن تتقدّم مملكة البحرين بمبادرة لعقد قمة دولية للسلام في المنامة.
مختار الغباشي: المطلوب من القمة العربية في البحرين هو أن يدرك حكامنا أن العالم العربي في خطر
وفي هذا الصدد قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن القمة العربية في البحرين "تعقد في وقت حرج للغاية، يشهد واقع العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، وصل إلى مدى غير مسبوق". وأضاف أن القمة تأتي "وسط الجدل الدائر ما بين إسرائيل ومصر حول معبر رفح، والصفقة التي وقّعها الرئيس الأميركي جو بايدن، بمدد عسكري لإسرائيل، تتعدى مليار و700 مليون دولار، تشمل طلقات دبابات وعربات مصفحة ومجنزرات وغيرها، في وقت يستجدي فيه العالم العربي لإدخال شاحنة مساعدات تحتوي على طعام لسكان القطاع غزة". ورأى الغباشي أن "المطلوب من القمة العربية في البحرين هو أن يدرك حكامنا أن العالم العربي في خطر، ويجب عليهم إيجاد آلية فاعلة على الأرض للتعامل بشأن القضايا العربية".
ثمانية بنود رئيسية
ويتضمن جدول أعمال القمة العربية في البحرين ثمانية بنود رئيسية، تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية، ومجالات التعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية. كما يبحث عدداً من القضايا الطارئة، في مقدمتها وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى جانب ملفات أخرى إقليمية مثل الوضع في البحر الأحمر، والتطورات في لبنان وسورية، وكذلك النزاع في السودان.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أوائل الرؤساء الذين وصلوا إلى البحرين، أمس، للمشاركة في الدورة الـ33 من القمة العربية في البحرين. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، إن "مشاركة السيسي في القمة، تأتي في إطار حرص مصر على التنسيق مع الأشقاء العرب وتوحيد المواقف والصف، وذلك في ضوء المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية، والتحديات الكبيرة التي تواجهها على مختلف المستويات". وأضاف أن القمة "ستُناقش باستفاضة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجهود حلحلة الأزمة الحالية لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وحماية القطاع من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها، والتي تتفاقم حالياً في ضوء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، بما يستدعي موقفاً واضحاً رافضاً لهذا التحرك من المجتمع الدولي".