توقع قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني انهياراً كبيراً للحزب في الانتخابات النيابية المسبقة المقررة قبل نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل، ودعا إلى سحب الحزب من المشاركة في هذه الانتخابات، استجابة لمطالب الشعب بحل جبهة التحرير، الحزب الحاكم منذ الاستقلال.
ووجّه عضو مجلس الأمة عن الحزب محمود قيساري نداء إلى كوادر ومناضلي حزب جبهة التحرير بعدم إقحام الحزب في الانتخابات تخوفا من الانهيار الكبير في النتائج، بعد أن كان الحزب يحوز الأغلبية في البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، وذلك على خلفية الرفض الشعبي والسياسي له منذ بدء الحراك الشعبي في فبراير/شباط عام 2019، إذ تصرّ المظاهرات على مطلب حل الحزب واسترجاع رمزه (جبهة التحرير الوطني) ملكا تاريخيا مشتركا لكل الجزائريين، لكونها الجبهة التي قادت ثورة التحرير، ولا ينبغي أن تتحول إلى علامة للاستغلال السياسي.
وأكد قيساري، الذي كان ترشح لرئاسة مجلس الأمة في الانتخابات الأخيرة، في النداء الذي وجهه إلى مجموع كوادر الحزب، أنه يتعين على قيادة الحزب "سحب الحزب من المنافسة السياسية، على الأقل للمحطة القادمة، وإعطاء الشعب الجزائري فرصة حقيقية للتغيير من دون جبهة التحرير، كما رغب (الشعب) وعبّر وسيعبر عن ذلك مرارا، لتمكينه من خوض هذه التجربة السياسية فعليا".
ويعتقد قيساري أنه "وتجنبا للمهاترات التي تصاحب الحملات الانتخابية عادة، وخصوصا في ظرف غير عادي كالذي تعيشه الجزائر تحديدا، نرى ضرورة التراجع خطوة إلى الوراء على الأقل وبشكل طوعي وإرادي عن الاستحقاقات القادمة وعدم المشاركة بأية قوائم تحمل شعار الحزب".
وتوقع القيادي ذاته أن الحزب سيمنى بنتائج كارثية تهدد وجوده السياسي في الساحة في حال أصر على المشاركة "في ظل القيادة الحالية للحزب، وفي ظل الرفض الشعبي الواسع الذي نلمسه يوميا، ومن خلال القراءة المستشرفة للواقع السياسي، وبسبب الاستفزاز الذي تقوم به قيادة الحزب لعموم الشعب الجزائري وبتصريحات وأفعال غير مقبولة"، مشيرا إلى أن تلك النتائج قد "تهدد بشكل حقيقي ومباشر بقاء الحزب برمته".
واقترح قيساري، الذي عنون بيانه بـ"عاش من عرف قدره"، في مقابل ذلك، أن تتفرغ قيادات الحزب إلى إعادة بنائه وتأطيره وتنظيمه من جديد، على قواعد تستبعد من وصفهم بـ"الوصولين والانتهازيين".
وتأتي هذه الدعوة الجديدة لسحب حزب جبهة التحرير الوطني من الساحة السياسية ضمن سلسلة دعوات من قيادات في الحزب قدمت استقالتها وطالبت بإعادة رمز الحزب للشعب. وفي إبريل/نيسان 2019، وقع 14 من قيادات الحزب، بينهم الكاتب محمد بوعزارة، على بيان يدعو إلى حله، كما طالبت منظمة المجاهدين (كبرى مرجعيات ثورة التحرير) بوقف استغلال رمز (جبهة التحرير) وإجبار الحزب على تغيير التسمية.