الجامعة العربية تدعو إلى موقف دولي حازم تجاه عمليات القتل والتهجير اليومي الإسرائيلية

29 أكتوبر 2020
الذكرى 64 لمذبحة كفر قاسم (نضال اشتية/الأناضول)
+ الخط -

دعت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن لاتخاذ موقف حازم تجاه عمليات القتل والتهجير اليومي والتصدي للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية اليوم، في الذكرى 64 لمذبحة كفر قاسم، إنه "يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الرادعة التي من شأنها وقف الانتهاكات المتواصلة من خلال تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني"، والعمل على "إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية الكاملة عن جميع المجازر والمذابح التي ارتكبتها على مدى تاريخها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والعمل من أجل التوصل لحل شاملٍ عادلٍ قائم على دولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".

وأضاف البيان أن "تلك الذكرى التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1956 ضد أهالي قرية "كفر قاسم" وقرى عربية أخرى مجاورة لها، وذلك عندما أصدر قائد المنطقة الوسطى الإسرائيلية "تسفي تسور"، أوامره بإطلاق النار على المئات من الأهالي وهم عائدون إلى القرية من أعمالهم بدعوى خرقهم حظر التجول الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون إبلاغهم مسبقاً بتوقيت ذلك الحظر".

وأوضح أنه "جرى ترتيب مسرح أحداث تلك الجريمة النكراء لتبدو كنتيجة طبيعيّة لمخالفة الأوامر من قبل أهالي القرى، وقد أدت تلك المذبحة البشعة إلى ارتقاء 49 شهيداً من المدنيين خلال ساعة واحدة، كان من بينهم 9 نساء و17 طفلاً دون الثامنة عشرة، منهم 5 أطفال دون العاشرة وجرح 18 آخرين، وقد أصاب إطلاق النار الكثيف داخل القرية كل بيت تقريباً".

وأكدت الجامعة العربية أن "عملية كفر قاسم كانت منظمة وعن سابق نية وإصرار لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والأمة العربية قاطبة، تمثلت في عملية إبادة لمدنيين عُزَّل ومُورست بكل تجرد من أدنى قيم الإنسانية".

وأضاف أنه "بالرغم من انقضاء كل تلك الأعوام على هذه المذبحة البشعة، إلا أنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حيث لا تزال تلك العمليات المنظمة الهادفة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وكسر عزيمته قائمة وتتوالى حتى اليوم، وذلك بعمليات استهداف الحقوق والأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال استيطان مكثف، وضم واسع لأراضي الضفة الغربية، وتهويد مستمر ومتواصل لمدينة القدس، وتطهير عرقي عنصري وسنِّ قوانين عنصرية تستهدف الوجود الفلسطيني في أرضه التاريخية".

ووجهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذه المناسبة "تحية إعزاز وتقدير" لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، و"للذين ارتقوا منهم شهداء جراء عدوان إسرائيلي غاشم مستمر ومتصاعد، كما تدين جميع الممارسات الإسرائيلية العنصرية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والانتهاك الممنهج لحقوقهم الوطنية والإنسانية".

وأكدت الجامعة العربية رفضها وإدانتها لـ"جميع المخططات والانتهاكات الإسرائيلية من استيطان، وضم، وفصل عنصري"، مشددة على دعمها الكامل لـ"موقف ونضال وصمود الشعب الفلسطيني وقيادته في التصدي لهذه المخططات الاستعمارية وإسقاطها من أجل استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".