تجري السلطات الأمنية، في محافظة البصرة جنوبي العراق، تحقيقاً مع ثلاثة أشخاص تم إلقاء القبض عليهم أخيراً ينتمون لما يعرف بـ "فرقة الموت" المتهمة بتنفيذ اغتيالات طاولت ناشطين وصحافيين وسياسيين خلال السنوات الماضية، في ظل حديث عن وجود ضغوط تمارسها مليشيات مدعومة من إيران للإفراج عنهم.
وأكد عضو البرلمان عن محافظة البصرة، عبد الأمير المياحي، الأحد، أن قوات الأمن اعتقلت ثلاثة متهمين بالضلوع في عمليات اغتيال طاولت ناشطين وصحافيين وسياسيين، من بينهم محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي، موضحاً، في إيجاز صحافي، أن وكالة الاستخبارات تحقق معهم لمعرفة الجهات التي تقف خلفهم، والأسباب التي دفعتهم لزعزعة الوضع الأمني.
وأشار إلى أن المعتقلين الثلاثة اعترفوا على مجموعة أخرى تجري ملاحقتها من قبل القوات الأمنية.كما نقلت وسائل إعلام محلية عن نقابة الصحافيين في البصرة تأكيدها وجود معلومات وتسريبات تشير إلى احتمال أن يكون المتهمون الذي أعلن عن إلقاء القبض عليهم ضمن ما يعرف بـ"فرقة الموت" ضالعين بمقتل الصحافيين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي خلال تغطيتهما احتجاجات البصرة العام الماضي.
مصادر أمنية محلية في البصرة أكدت لـ "العربي الجديد" اعتقال متهمين بتنفيذ عمليات اغتيال في البصرة، موضحة أن الجهات المكلفة بالتحقيق لم تعلن تفاصيل كاملة بشأن الجهات التي تقف خلفهم بسبب حساسية ملف الاغتيالات في المحافظة.
ولفتت إلى أن قضية الاغتيالات لا تقتصر على الأحداث التي رافقت التظاهرات التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، مبينة أن البصرة تشهد خروقات أمنية منذ سنوات من بينها عمليات اغتيال وخطف وتهديد واستهداف منازل بالعبوات الناسفة.
وتحدث إسماعيل مصبح الوائلي، شقيق محافظ البصرة الأسبق الذي اغتيل من قبل مسلحين مجهولين عام 2012 محمد مصبح الوائلي، عن تفاصيل اعتقال عناصر بـ "فرقة الموت" المتهمة باغتيال شقيقه، مبيناً أن التحقيق معهم مستمر في مديرية استخبارات البصرة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الوائلي قوله إن "فرقة الموت هذه يتزعمها أحمد عبد الكريم الركابي المعروف بـ (أحمد طويسة) أو (أحمد نجاة)، نسبة لأمه، وهو شقيق (علي طويسة) الذي اغتال رئيس هيئة علماء المسلمين في البصرة وإمام جامع البصرة الكبير يوسف الحسان منتصف 2006".
وأشار الوائلي إلى أن جهاز الاستخبارات في البصرة تمكن من القبض على حمزة الحلفي، وحيدر فاضل العيداني، وهما عضوان في الفرقة المذكورة، بينما تمكن "أحمد طويسة"، وعباس هاشم، وشخص يدعى "سيد نائل" من الهروب، وهم ينتمون لمليشيا "كتائب حزب الله "العراقية، على حد قوله.
ولفت إلى أن الهاربين لجأوا إلى مقر "هيئة الحشد الشعبي" في البصرة، مبينا أن مسؤول "الحشد" بالمحافظة المدعو عمار أبو ياسر قام بإيوائهم، مشيراً إلى مسؤولية هؤلاء الأشخاص عن عمليات اغتيال شهدتها البصرة، مؤكدا أنهم اعترفوا بارتكابهم عمليات اغتيال لصحافيين في المحافظة.
وبين الوائلي أن مليشيا "كتائب حزب الله العراقية"، ومقربين من الحرس الثوري الإيراني، يمارسون ضغوطاً من أجل تغيير مجرى التحقيقات، مطالباً وزارة الداخلية بالكشف عن حقيقة "فرقة الموت" المسؤولة عن عمليات الاغتيال.