البارزاني يحصل على ضمانات إيرانية بعدم تكرار قصف مناطق إقليم كردستان

البارزاني يحصل على ضمانات إيرانية بعدم تكرار قصف مناطق إقليم كردستان

10 مايو 2024
من لقاء رئيس إقليم كردستان بالرئيس الإيراني، 6 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نيجيرفان البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، حصل على ضمانات من إيران بعدم تكرار القصف ضد الإقليم خلال زيارته لطهران، التي شملت لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة الأمن والاتفاقيات الأمنية.
- هناك شكوك حول مصداقية الضمانات الإيرانية، مع تأكيد المحللين وأعضاء الأحزاب الكردية على أن الخلافات السياسية أو الأمنية قد تؤدي إلى استئناف القصف كوسيلة ضغط.
- الزيارة تلقت تقييماً إيجابياً من بعض الأطراف الكردية كخطوة نحو تحسين العلاقات، لكن الوضع يبقى معلقاً على التطورات السياسية والأمنية، مع التأكيد على أن الضمانات قد تتأثر بالتغيرات.

قال أعضاء في أحزاب كردية نافذة في إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني حصل خلال زيارته الأخيرة إلى طهران على ضمانات بعدم تكرار عمليات القصف الإيرانية، ومنع قيام الفصائل المسلحة المدعومة من إيران باستهداف الإقليم عبر الطيران المسيّر، فيما شكك مراقبون بمصداقية تلك الضمانات.

ووصل البارزاني، الأحد الماضي، إلى طهران وبدأ لقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد آخر من المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني وآخرين. وجاءت زيارة رئيس إقليم كردستان العراق في ظل توتر العلاقات بين إيران والإقليم في الآونة الأخيرة، على خلفية تعرض عاصمته أربيل لهجمات من الحرس الثوري الإيراني، الذي قال إنها استهدفت "مركز تجسس" للموساد الإسرائيلي، وسط نفي بغداد وأربيل لذلك.

وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم وفاء محمد كريم، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة نيجيرفان البارزاني إلى طهران جاءت بدعوة رسمية من قبل المرشد علي خامنئي".

وبين كريم أن "الزيارة كان هدفها الأساسي أمني، والتأكيد على استمرار تفعيل الاتفاق الأمني الأخير ما بين إيران والعراق بخصوص الأحزاب الإيرانية المعارضة، والتأكيد على إبعاد تلك الأحزاب عن الشريط الحدودي وعدم تأثر هذه الاتفاقية بأي اتفاق أمني جديد مع تركيا أو الولايات المتحدة الأميركية، خاصة بملف حزب العمال الكردستاني".

وأضاف أن "رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني طلب من القيادة الإيرانية إيقاف أي عمليات قصف إيرانية جديدة ضد الإقليم، وكذلك إيقاف قصف الفصائل العراقية المدعومة من إيران". كما قدم البارزاني، حسب المصدر ذاته، أدلة تؤكد عدم وجود أي مقرّات إسرائيلية داخل إقليم كردستان، والتأكيد على حسم أي خلاف عبر الحوارات السياسية والدبلوماسية وعدم اللجوء إلى العمل العسكري الذي يوتر الأوضاع ويزيدها تعقيدا.

وأكد كريم أن "البارزاني حصل على ضمانات من قبل القيادة الإيرانية بعدم تكرار أي قصف إيراني تجاه إقليم كردستان، لكن هذه الضمانات والوعود ربما لا تنفذ بشكل حقيقي من قبل الجانب الإيراني، فهم ربما بأي خلاف سياسي أو أمني أو حتى اقتصادي، سيعاودون عمليات القصف كوسيلة ضغط إيرانية تجاه الإقليم، وربما القصف يكون من إيران بشكل مباشر أو من خلال أذرعها المسلحة في العراق".

وختم عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني قوله بأن "زيارة البارزاني إلى إيران بصورة عامة كانت مفيدة وناجحة، خاصة أن إيران تتدخل بشكل كبير بالملف العراقي، ولهذا طهران دخلت على خط الأزمة ما بين بغداد وأربيل من أجل تقريب وجهات النظر، خاصة في الملف المالي والنفطي".

من جهته، قال أحمد الهركي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم في محافظة السليمانية، ثاني مدن الإقليم، لـ"العربي الجديد"، إنه "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن الملف الأمني كان حاضرا بشكل أساسي خلال حوارات رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني مع القيادة الإيرانية، وكانت هناك تطمينات وضمانات متبادلة بأن الإقليم لن يشكل تهديدا لإيران".

وأضاف الهركي أن "هناك ضمانات إيرانية بعدم تكرار قصف الإقليم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل بعض الفصائل القريبة من إيران".

وأوضح أن "عدم تكرار القصف الإيراني لأراضي إقليم كردستان أمر مرتبط بالتطورات السياسية والأمنية، رغم وجود ضمانات متبادلة، لكن لا يوجد شيء ثابت في السياسة، فالأمر يعتمد على التطورات سواء في إيران أو العراق".

"لا ضمانات إيرانية حقيقية" تجاه إقليم كردستان

في المقابل، قال المحلل السياسي الكردي محمد زنكنة، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة رئيس إقليم كردستان إلى إيران كان مخططا لها منذ سنة 2020، لكن جائحة كورونا والتوترات التي حصلت ما بين الجانب الإيراني والإقليم كانت مانعة لتنفيذ هذه الزيارة، خاصة أن الحوار مع طهران قضية مهمة ومطلوبة، إذ إن هناك حدودا طويلة تجمع بين الإقليم وإيران، وهناك تعمّد لسوء الفهم من قبل طهران، بشأن وجود الأحزاب الإيرانية المعارضة داخل أراضي الإقليم".

وبين زنكنة أنه "لا توجد أي ضمانات حقيقية من قبل إيران، حتى لو بيّن الجانب الإيراني أنه سيكون متمسكا بعلاقة حسن الجوار مع إقليم كردستان، فالكثير من الحوارات والمفاوضات والاجتماعات حصلت ما بين طهران والإقليم خلال الفترات الماضية، وكانت فيها ضمانات بعدم تكرار أي هجوم إيراني على إقليم كردستان، ولم يكن هناك أي التزام إيراني بهذه الضمانات والوعود".

وأضاف أن "الأزمات الداخلية الإيرانية دائما هي التي تصدر إلى العراق وخاصة إقليم كردستان، ولهذا أي أزمة إيرانية داخلية سوف تعمل إيران على تصدير هذه الأزمة عبر قصف الإقليم من أجل إلهاء الجمهور الإيراني والرأي العام العالمي، والحجة معروفة وهي وجود إسرائيليين في الإقليم".

وختم القول: "وهذا يؤكد التناقض الإيراني، فكيف لدولة تتهم الإقليم بالتعاون مع إسرائيل أن تستقبل رئيس الإقليم بهذه الحفاوة، ووصف الإعلام الإيراني البارزاني بأنه سفير السلام من الإقليم إلى إيران".

المساهمون