الانقسامات تتصاعد بينما يحاول بايدن ردع الهجمات على القوات الأميركية

"واشنطن بوست": الانقسامات تتصاعد بينما يحاول بايدن ردع الهجمات على القوات الأميركية

19 نوفمبر 2023
واشنطن تحاول تفادي أي مواجهة مباشرة (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تصاعد الهجمات ضد القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة يثير غضب عدد من المسؤولين داخل وزارة الدفاع (البنتاغون) المحبطين مما يعتبرونه استراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران، مضيفة أن هؤلاء المسؤولين يقرون بمحدودية الضربات الجوية التي وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على تنفيذها رداً على الهجمات، وبفشلها في وقفها.

وأوردت الصحيفة على لسان أحد هؤلاء المسؤولين، الذي رفض الإفصاح عن اسمه كما بقية المصادر، قوله "لا يوجد تعريف واحد لما نحاول ردعه"، مضيفاً "هل نحاول ردع هجمات إيرانية مثل هذه في المستقبل؟ طيب، الأمر جد واضح بأن ذلك لا يحقق أي نتيجة".

وبحسب تقرير الصحيفة المنشور اليوم الأحد، فإن الغضب العارم في المنطقة بخصوص الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، والتي خلفت آلاف الشهداء خلال الأسابيع الست الماضية، رفع منسوب المخاوف لدى بايدن ومعاونيه من أي يؤدي رد فعل مبالغ فيه على الهجمات على القوات الأميركية إلى اتساع المواجهة والحرب.

وأضافت أنه بالتوازي مع الضربات الجوية، حث المسؤولون في الإدارة الأميركية طهران، مرات عدة، الشهر الماضي، على "لجم" المليشيات الموالية لها، محذرين من أن الولايات المتحدة "لها الحق" في الرد "في الوقت والمكان اللذين تراهما مناسبين". وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تلك التحذيرات لم تلق أذانا صاغية.

ووفق الصحيفة، فإنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعرضت القوات الأميركية الموجودة في سورية والعراق لهجمات بشكل شبه يومي، وجرى استهدافها إما بالصواريخ أو بالطائرات المسيّرة، مشيرة إلى تسجيل 61 هجوما وعدد مماثل من الإصابات خلال هذه الفترة. وكشفت أن معلومات حصلت عليها من البنتاغون تشير إلى استهداف 10 قواعد توجد فيها القوات الأميركية في العراق وسورية.

ورداً على ذلك، تقول الصحيفة إن بايدن سمح بتنفيذ ثلاث ضربات جوية، كلها في شرق سورية. وأوردت نقلا عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع أنه قُدّمت خيارات إضافية للرئيس الأميركي تتجاوز ما جرى القيام به حتى اليوم. وأضافت عن المصدر نفسه تأكيده وجود تشكيك متزايد بشأن الاستراتيجية التي تعتمد عليها واشنطن في الوقت الراهن.

وقالت مديرة "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" الأميركي كريستين أبي زيد للمشرعين، الأربعاء، إنه على الرغم من الهجمات المتواصلة على القوات الأميركية، فإن إيران ووكلاءها "يحاولون السير على خط رفيع في المنطقة". وأضافت أنه يبدو أن هناك جهوداً متناسقة لتفادي "أفعال مكشوفة تهدد بتوجههم نحو صراع مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، بينما يقومون بجبي الثمن من خلال تفعيل الهجمات المضادة للولايات المتحدة والمضادة لإسرائيل".

وانضمت في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق أن نُشرَت في البحر الأبيض المتوسط في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الماضي.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أعلن، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنّ إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط، يأتي في إطار "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس"، في إشارة إلى "طوفان الأقصى".

ويعتبر الهدف من نشر الحاملتين وسفنهما دعم الاحتلال الإسرائيلي، وأن تكون بمثابة رادع يضمن عدم اتساع نطاق الصراع، خصوصاً مع الجهات الموالية لإيران.