بدأ الناخبون في إثيوبيا بالإدلاء بأصواتهم، اليوم الاثنين، في الانتخابات العامة والإقليمية، التي وصفها رئيس الوزراء آبي أحمد بأنها دليل على التزامه بالديمقراطية، بعد عقود من الحكم القمعي في البلد الذي يقطنه ثاني أكبر عدد للسكان في أفريقيا.
وتوافد الناخبون على مراكز الاقتراع في العاصمة قبل بدء التصويت. وقال سيساي كيبيدي (50 عاماً) بعدما أدلى بصوته "أملنا أن تتحقق التنمية على يد أولئك الذين منحناهم أصواتنا".
ويتنافس حوالي 46 حزباً سياسياً في الانتخابات العامة الإثيوبية السادسة، والتي من المتوقع أن يدلي فيها أكثر من 37.4 مليون ناخب بأصواتهم، من خلال 9 آلاف مرشح على مجلس النواب والمجالس الإقليمية، وهو أكبر عدد من المرشحين مقارنة بالانتخابات السابقة في إثيوبيا، وفقاً للمجلس الانتخابي الإثيوبي.
وقاد رئيس الوزراء، البالغ من العمر 44 عاماً، إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة منذ تعيينه من قبل الائتلاف الحاكم في عام 2018، لكن بعض نشطاء حقوق الإنسان يقولون إن المكاسب تبددت، كما يتهمون الحكومة بالضلوع في انتهاكات في الحرب التي شهدها إقليم تيغراي الإثيوبي. وتنفي الحكومة الاتهامات.
وقال آبي، الأسبوع الماضي، إن التصويت سيكون "أول محاولة لانتخابات حرة ونزيهة" في إثيوبيا، التي تضرر اقتصادها جراء وباء فيروس كورونا والصراع في تيغراي، بعدما سجل نمواً سريعا في السابق.
وقد يتجاوز صدى نتائج الانتخابات حدود إثيوبيا، فالبلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي يملك ثقلا دبلوماسيا في المنطقة المضطربة، وله قوات لحفظ السلام في الصومال والسودان وجنوب السودان، كما يعد أحد أكبر الاقتصادات الواعدة في العالم.
ويتقدم حزب "الرفاهية"، المؤسس حديثا برئاسة آبي، السباق في ساحة مزدحمة بالناخبين، معظمهم من أحزاب أصغر تقوم على أسس عرقية، وتزين اللوحات الإعلانية للحزب العاصمة أديس أبابا.
والسجين السياسي السابق برهانو نيجا هو المرشح البارز الآخر الذي يخوض الانتخابات بعيدا عن الأحزاب التي تقوم على أسس عرقية. لكن حزبه "المواطنون الإثيوبيون للعدالة الاجتماعية" واجه صعوبات لجذب الناخبين خارج المدن.
ولن تشارك كل الأحزاب في التصويت، ففي أوروميا، أكبر أقاليم إثيوبيا تعدادا للسكان، تقاطع أحزاب المعارضة الرئيسية التصويت، متهمة قوات الأمن الإقليمية بترهيبها. ولم يردّ مسؤولون على اتصالات للتعقيب.
وتسببت مشكلات في تسجيل الناخبين، واضطرابات عرقية في إرجاء التصويت في خُمس الدوائر الانتخابية. وتُجرى جولة انتخابات ثانية في سبتمبر/أيلول.
ولم تحدد السلطات موعداً للانتخابات في تيغراي، حيث تقاتل الحكومة الحزب الحاكم السابق للإقليم منذ نوفمبر/تشرين الثاني. وتقول الأمم المتحدة إن الجوع يهدد زهاء 350 ألف فرد في المنطقة.
(رويترز، العربي الجديد)