الأمم المتحدة تتجه لتمديد مهمتها بليبيا دون إبداء موقف من الانتخابات

الأمم المتحدة تتجه لتمديد مهمتها في ليبيا دون إبداء موقف من الانتخابات

27 يناير 2022
يفترض تبني النص خلال تصويت في مجلس الأمن اليوم الخميس (Getty)
+ الخط -

ذكر دبلوماسيون، لـ"فرانس برس"، أنّ مجلس الأمن الدولي مدعو إلى تمديد مهمته السياسية في ليبيا، حتى 15 سبتمبر/أيلول، من دون اتخاذ موقف جديد من الانتخابات التي أرجئت إلى أجل غير مسمى؛ بسبب الانقسامات العميقة بين أعضائه بشأن الملف الليبي.

وفي الأساس، اقترحت بريطانيا مشروع قرار لتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لسنة أخرى، ينص على ضرورة أن تتخذ السلطات الليبية "خطوات لتسهيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن".

ويدعو نص مشروع القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "وقف كل دعم" للمرتزقة في البلاد و"سحب (هم) فوراً"، معبّراً عن الأمل في "ألا تتدخل دول المنظمة في النزاع".

مع ذلك، قال دبلوماسيون إنّ عدداً كبيراً من أعضاء مجلس الأمن، أعربوا عن عدم موافقتهم على الإشارات المختلفة في النص، وكانت روسيا الأسرع والأكثر حزماً في منع الموافقة عليه.

وقالت المصادر نفسها التي طلبت عدم كشف هويتها، إنّ موسكو أرادت خصوصاً أن يؤكد النص ضرورة تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مبعوثاً جديداً، لكن لندن لم تقبل الطلب الروسي.

ورفضت الولايات المتحدة التي تقوم مواطنتها ستيفاني وليامز بمهمة مبعوثة بصفة مستشارة خاصة لغوتيريس، الطلب الروسي، كما ذكر دبلوماسي لـ"فرانس برس"، طالباً عدم الكشف عن اسمه.

وقال دبلوماسيون إنّ السلوفاكي يان كوبيتش استقال فجأة من منصب مبعوث في نوفمبر/تشرين الثاني؛ بسبب خلافات مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العملية الانتخابية.

وتم تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول أخيراً، وفشل الليبيون حتى الآن في الاتفاق على جدول زمني جديد.

وذكرت دبلوماسية أنّ لندن رأت أنّ تسوية الخلاف بين موسكو وواشنطن مستحيلة قبل انتهاء ولاية البعثة في 31 يناير/كانون الثاني، وفضّلت تبني مشروع مقتضب جداً يقتصر على تمديدها حتى سبتمبر/أيلول.

ويفترض تبني النص خلال تصويت، اليوم الخميس.

وظهرت انقسامات بين الغرب وروسيا في سبتمبر/أيلول الماضي بشأن تمديد المهمة السياسية. وهددت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) بسبب إشارة إلى انسحاب المرتزقة.

وعملت لندن على أن يُعتمَد تمديدان تقنيان لمهمة بعثة الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي إنّ الخلاف الذي تعمّق مرة أخرى هذا الأسبوع بين أعضاء الأمم المتحدة، "ليس مؤشراً جيداً" لليبيين و"لن يساعد ستيفاني وليامز" في مهمتها.

وليامز والحداد يناقشان انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا 

إلى ذلك بحثت المستشارة الأممية في ليبيا، ستيفاني وليامز، مع رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق محمد الحداد، جهود توحيد المؤسسة العسكرية. 

وأوضحت وليامز، عبر عدة تغريدات على "تويتر"، أنّ لقاءها مع الحداد تناول أيضاً سبل الدفع بقضية انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وشددت على دعم الأمم المتحدة للجهود الرامية لذلك، ورغبتها في بدء تنفيذ الاتفاقات المتعلقة برحيل المسلحين الأجانب.

وأشارت وليامز إلى أنها أطلعت الحداد على نتائج لقاءاتها وزياراتها ومشاوراتها الأخيرة مع أطراف إقليمية ودولية، معبرة عن ثنائها على "الحس الوطني" لدى الحداد، والفريق عبد الرزاق الناظوري (القائد المكلف بقيادة مليشيات خليفة حفتر) والتزامهما بالحوار والتصميم لديهما على السعي للحفاظ على استقرار البلاد، من خلال لقاءاتهما الأخيرة في مدينة سرت. 

وكان الحداد والناظوري قد التقيا في مدينة سرت، في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، و8 يناير/كانون الثاني الحالي.

وتركزت أهم المباحثات بينهما حول وضع آليات وخطوات منظمة وأساسية لتوحيد المؤسسة العسكرية "بعيداً عن كل التجاذبات السياسية"، من خلال تشكيل لجان مشتركة لهذا الغرض، إلى جانب وضع خطة شاملة لتنظيم المسلحين والتشكيلات المسلحة، بحسب المركز الإعلامي لرئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية. 

وشكلت لقاءات الحداد والناظوري، اللذين يمثلان قادة معسكري شرق وغرب ليبيا، بادرة حسن نوايا يمكن أن تدفع بجهود لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة نحو أهم أهدافها وهو توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.