الأسير المحرر عمر البرغوثي: الاحتلال حذرني من خوض الانتخابات

المناضل الفلسطيني عمر البرغوثي: الاحتلال حذرني من خوض الانتخابات التشريعية القادمة

25 يناير 2021
يأتي تهديد البرغوثي بعد استدعاء مخابرات الاحتلال له للتحقيق (فيسبوك)
+ الخط -

حذرت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر المناضل الفلسطيني عمر البرغوثي (أبو عاصف)، البالغ من العمر (67 عاماً)، من قرية كوبر، شمال غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، من الترشح للانتخابات التشريعية الفلسطينية المنوي تنظيمها في 22 مايو/ أيار 2020.

ويأتي تهديد البرغوثي بعد استدعاء مخابرات الاحتلال له للتحقيق، حيث توجه أمس، الأحد، إلى معتقل عوفر بعد استدعائه.

ويأتي الاستدعاء بعد 18 عشر يوماً من الإفراج عنه بعد قضائه تسعة أشهر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال البرغوثي لـ"العربي الجديد"، إن ضابط المخابرات أبلغه بأن الاحتلال لن يسمح له بالترشح للانتخابات، مضيفاً: "لقد حذروني، وقالوا لي صحيح أنك كبير في السن ومريض، لكنك أخطر علينا ممن يحمل السلاح ويطلق النار ويقتل جندياً، أنت لست ناشطاً بحركة حماس، لكن أنت حماس بنفسها، وترشحك يعني عودتك للسجن".

وأشار البرغوثي إلى أن "الاحتلال يريد أن يقول دائماً لكل منا إنه موجود وإنه السيد، ولكن خابوا وخسروا".

ويأتي هذا التحذير على الرغم من أن للبرغوثي وجهة نظر حول إجراء الانتخابات تحت الاحتلال، لكن الرسالة، كما قال، لغيره ممن ينوون الترشح.

وكما روى "أبو عاصف"، تساءل المحقق الإسرائيلي أثناء التحقيق عن سبب قوته، فقال له: "لمَ أنت قوي دائماً ولا تضعف؟ فأجبته بأن حبلي مع الله فكيف أضعف؟"، وأضاف "أبو عاصف" أنه رفض طيلة المقابلة شرب الشاي الذي أحضره المحقق، وحين سأله الأخير عن السبب أجابه بأنه إذا شرب من ذلك الشاي فعليه أن يقدم للضابط مثله في حال قدم إلى منزله، "وأنت غير مرحب بك، وليس بيننا لغة الضيافة، لا أريد أن أشرب لكيلا أقدم لك الشاي في بيتي، ولأكون صادقاً في الحالتين، لا توجد لغة ضيافة بيني وبينك".

وحول إجراء الانتخابات، قال البرغوثي: "إن لي وجهة نظر"، مرجحاً أنها لن تجرى بنسبة 90%، "وإذا تم إجراؤها فإما أن تفوز حركة حماس ويتدخل الاحتلال لاعتقال أعضاء التشريعي (في إشارة لاعتقال الاحتلال نواب حركة حماس بعد فوزها في انتخابات العام 2006)، وتبقى شرعية الانتخابات لمن لم يفوزوا، ليحكمونا باسم الديمقراطية ويظلمونا ويمارسوا الفساد، وإما ألا تفوز الحركة فيأخذ الآخرون الشرعية، حيث لا شرعية الآن لأحد سواء المجلس التشريعي أو الرئيس".

ووصف البرغوثي بأسف ما يجري بأنه مناورة من حركة "فتح" على حركة "حماس"، ومن حركة "حماس" على حركة "فتح"، قائلاً: "إن الظروف دفعت الطرفين لذلك".

ورفض "أبو عاصف" البرغوثي الانتخابات تحت الاحتلال قائلاً: "إن كنا نريد الاهتمام بالاقتصاد والتعليم والصحة، فالفاسد لا يصلح لها، هناك كثير ممن يريد ترشيح نفسه تجب محاكمتهم، وإن كانت الانتخابات من أجل المقاومة، فالمقاومة لا تأتي بانتخابات وترشيحات ظاهرة فوق الطاولة تحت بصر الاحتلال".

واعتُقل البرغوثي أول مرة في عام 1978، وحكم عليه الاحتلال في حينه بالسجن المؤبد، ولاحقاً أُفرج عنه في عملية تبادل عام 1985، وأعاد اعتقاله عشرات المرات، غالبيتها اعتقالات إدارية (بلا تهمة)، وهو شقيق الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة ومجموعها 40 عاماً، وكان قد أفرج عن شقيقه نائل في صفقة تبادل وفاء الأحرار (صفقة شاليط) في العام 2011، وأعيد اعتقاله في العام 2014 مع عشرات من محرري الصفقة.

و"أبو عاصف" والد الشهيد صالح البرغوثي الذي أعدمه الاحتلال عام 2018، شمال رام الله، ووالد الأسير عاصم الذي حُكم بالسّجن المؤبد أربع مرات، بتهمة تنفيذ عمليتي إطلاق نار في شرق رام الله عام 2018.

وخلال العام 2018 اعتقل الاحتلال جميع أفراد عائلة البرغوثي في الفترة نفسها، من بينهم زوجته سهير البرغوثي، وتعرضت العائلة لتحقيق وظروف اعتقال قاسية في الزنازين، وهدم الاحتلال منزلي ابنيه الشهيد صالح والأسير عاصم في العام 2019.

واعتقل الاحتلال "أبو عاصف" آخر مرة في مارس/ آذار 2020، على الرغم من أن جائحة كورونا كانت في بدايتها، وكان يعاني من مشاكل في القلب ومشاكل صحية أخرى مزمنة، حيث أجرى خلال العامين الماضيين، عمليات جراحية عدة، وأُصيب بضعف في عضلة القلب، وكان بحاجة إلى رعاية صحية خاصة.