استمرار الخلافات الداخلية الإسرائيلية بشأن الصفقة مع "حماس" ووقف الحرب على غزة

26 مايو 2024
قيادات أمنية واستخباراتية إسرائيلية تدعم التقدم في صفقة مع حماس، 5 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل ترفض وقف الحرب على غزة كجزء من صفقة مع حماس، رغم دعم كبار المسؤولين الأمنيين للصفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، والمفاوضات مستمرة في مراحلها الأولية.
- القيادات الأمنية الإسرائيلية تدعم التقدم بالصفقة، لكن هناك توقعات بإمكانية استئناف القتال، مع وجود 125 محتجزاً إسرائيلياً في غزة.
- التحليلات الصحفية تنتقد إهدار إسرائيل للوقت في المفاوضات مع حماس، مما منح حماس الأفضلية، وتضع إسرائيل أمام خيار صعب بين الصفقة أو استمرار الحرب.

إسرائيل لن توافق على وقف الحرب على غزة مقابل التوصّل إلى صفقة

من المنتظر أن تتجدد المفاوضات الأسبوع المقبل

بحسب معطيات إسرائيلية يوجد في قطاع غزة 125 محتجزاً إسرائيلياً

تواصل إسرائيل تعنّتها بشأن عدم وقف الحرب على غزة كجزء من محاولة التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس في مفاوضات من خلال الوسطاء. وعلى الرغم من التقديرات بأن المفاوضات ستُستأنف في غضون أيام، أفادت إذاعة "ريشت بيت العبرية" اليوم الأحد، بأن مسؤولين سياسيين إسرائيليين كباراً لم تسمهّم، أكّدوا أن إسرائيل لن توافق على وقف الحرب على غزة مقابل التوصّل إلى صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين.

وتابعت الإذاعة بأن هذا الموقف مخالف لرأي عدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، الذين يبدون استعداداً لخطوة من هذا النوع في ظل ضرورة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، من وجهة نظرهم. ونقلت الإذاعة عن مصدر مسؤول مطّلع على تفاصيل المفاوضات المتوقّعة، أن المحادثات توجد في مرحلة أوليّة جداً، ولاحقاً سيتضح إن كان هناك أساس لاستمرارها. ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها، قولها إن من المنتظر أن تتجدد المفاوضات، الأسبوع المقبل، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيصل وفد إسرائيلي إلى هناك، بالإضافة إلى وفد حركة حماس.

وذكرت الإذاعة أن مختلف القيادات الأمنية الإسرائيلية، من رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، إلى رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد بارنيع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ووزير الأمن يوآف غالانت، والوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت، أعربوا جميعاً عن دعمهم للتقدّم بالصفقة، ويرون أنها ضرورية في هذه الفترة، كما يعتقد عدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية بأنه حتى لو تم الاتفاق على مقترح لوقف الحرب، فإن إسرائيل قادرة على استئناف إطلاق النار عند الحاجة بعد عدة أشهر.

وبحسب معطيات إسرائيلية، يوجد في قطاع غزة 125 محتجزاً إسرائيلياً من بينهم 86 على قيد الحياة، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، في حين أن 39 في عداد القتلى. ونقلت وكالة "رويترز"، يوم السبت، عن مسؤول وصفته بالمطلع، قوله إنه تقرر استئناف مفاوضات الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في القطاع، فيما نفى مسؤول من حركة حماس في تصريح لـ"رويترز" صحة التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن استئناف محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة الثلاثاء، قائلاً: "لا تاريخ محدد بعد".

وفي صحيفة هآرتس، كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل اليوم الأحد، أن الحكومة الإسرائيلية أهدرت وقتاً ثميناً على مدار أشهر، كان لديها أفضلية معيّنة خلالها، في موقفها على حماس بشأن المفاوضات، إلا أن الصورة تغيّرت وتشعر حركة حماس الآن بأن لا سبب لديها لتعجيل المفاوضات، وبالتالي تضع عراقيل إضافية، كما يدعي، مضيفاً أنه "بغضّ النظر عن عدد المحتجزين الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة والذين يمكن شملهم في المرحلة الأولى من الصفقة، فإن حماس تصر على موقفها في إنهاء الحرب، كذلك قد تضيف الحركة طلبات أخرى لاحقاً، طالما تشعر بأن لديها أفضلية". وذكر الكاتب أن "المزيد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يقولون إن إسرائيل وصلت إلى مفترق طرق وعليها الحسم الذي لا يمكن أن تهرب منه، فإما صفقة وإما استمرار الحرب ولا وجود لطريق وسط".

من جهته، كتب الصحافي المختص في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي رونين برغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، أن إسرائيل ستواصل عدم القيام بأي شيء من أجل استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مضيفاً أنه لو كان أي أحد قد همس بأنه بعد ثمانية أشهر ستبقى حركة حماس تحتجز عشرات الجنود والمجندات والمواطنين الإسرائيليين "لاعتقدنا أنه قد سقط على رأسه، ولكن الآن واضح للجميع أن الدولة تخلت عن المختطفات والمختطفين لصالح استمرار الحرب". ونقل الكاتب عن مصادر قطرية لم يسمّها قوله: "المسؤولون في حماس مقتنعون بأنه بعد الصفقة الإنسانية، ستعود إسرائيل إلى القتال".

المساهمون