استمرار احتجاجات "طفح الكيل" في السويداء ضد النظام السوري

استمرار احتجاجات "طفح الكيل" في السويداء ضد النظام السوري

30 يناير 2023
المحتجون من مختلف الفئات العمرية (العربي الجديد)
+ الخط -

واصل عشرات الناشطين، اليوم الإثنين، في السويداء جنوبي سورية، الاحتجاج للأسبوع الثامن على التوالي ضد النظام السوري، تحت عنوان "طفح الكيل"، في ظل استمرار تردي الواقع الاقتصادي والأمني في المحافظة.

وقال مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن العشرات من الناشطين نظموا وقفة صامتة في ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، مضيفة أن شعار وعنوان الوقفة اليوم "طفح الكيل".

ونقلت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أن الاحتجاجات شهدت مشاركة واضحة من النساء، حيث حافظت الاحتجاجات على سلميتها رغم محاولات النظام المستمرة لجلبها نحو العنف عن طريق إخراج مؤيدين له لاستفزاز المحتجين.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد ازداد عدد المشاركين في الاحتجاجات عن السابق ومن مختلف الفئات العمرية، مضيفة أن السويداء حاليا فيها أغلبية نسائية نظرا لفرار قسم كبير من الشبان إلى خارج سورية أو إلى خارج مناطق سيطرة النظام.

وطالب المحتجون النظام بإخراج المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين قسرا في سجونه ومعتقلاته، كما رفعوا شعارات منها "لا لحكم العائلة"، و"لا لبيع الوطن مقابل النفط"، و"نحن سوريو الانتماء والأرض لنا"، و"أحرار السويداء على عهد ثورة الحرية والكرامة"، و"نعم للدولة الوطنية نعم لسيادة القانون".

ورفع المحتجون أيضا شعارات تشير إلى سوء الواقع الخدمي، من بينها "المدارس خارج الخدمة والشارع بانتظار أطفالنا"، وأخرى سياسية من بينها "لا للمشاريع الانفصالية وتقسيم سورية".

استمرار الاحتجاجات في السويداء (العربي الجديد)

وكانت الاحتجاجات قد بدأت قبل حوالي شهرين على خلفية الواقع الاقتصادي السيئ، وما يرافقه من سوء في الخدمات المقدمة من حكومة النظام على مختلف المستويات، إضافة للواقع الأمني المتردي في ظل سيطرة النظام والفصائل المحلية.

وتطورت الاحتجاجات لاحقا للمطالبة بمحاربة الفساد، وبعد ذلك، تطورت أكثر لترفع شعارات سياسية طالبت بالحرية للمعتقلين، وتطبيق القرار الأممي 2254 المتعلق بالانتقال السياسي، ووحدة الأراضي السورية.

وأعادت الاحتجاجات محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، إلى واجهة المشهد السوري، بخاصة أن أهالي المحافظة يستفيدون من خصوصيتهم الطائفية لتنظيم احتجاجات تصل إلى حد قطع الطرق الرئيسية وإغلاق دوائر حكومية.

ويتعمّد النظام عدم التدخل أمنيا وعسكريا لردع المتظاهرين، كي يبقي الدروز السوريين على هامش الصراع في سورية، خصوصاً أن النظام لطالما حاول تصدير صورة للخارج على أنه "حامي الأقليات في سورية".