استشهاد فلسطيني باشتباك مسلح في القدس ومقتل إسرائيلي وإصابة 4 آخرين

استشهاد فلسطيني باشتباك مسلح في البلدة القديمة بالقدس ومقتل إسرائيلي وإصابة 4 آخرين

21 نوفمبر 2021
أغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة القديمة في القدس عقب العملية (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

استُشهد فلسطيني، صباح اليوم الأحد، خلال اشتباك مسلّح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة في القدس المحتلة، بحسب ما ذكرت الشرطة الإسرائيلية.

وبحسب شرطة الاحتلال، فإن إسرائيلياً قتل وأصيب آخرون، بعضهم بإصابات بالغة، جراء عمليتي إطلاق نار وطعن قرب باب السلسلة.

وقال المفتش العام لشرطة الاحتلال إن العملية أسفرت عن إصابة 5 إسرائيليين، اثنان منهم أصيبا بجراح بالغة، فيما قتل إسرائيلي في العملية متأثراً بجراحه.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابات المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس، قبل أن تعيد فتحها في وقت لاحق.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية، إن العملية نفّذها فلسطينيان، أحدهما مسلح بمسدس والآخر بسكين، مشيرة إلى أن الاثنين قاما بعملية مزدوجة، تخللها إطلاق نار وعملية طعن.

وأضافت الإذاعة أن أحد منفذي العملية استُشهد بإطلاق النار عليه، في حين تمكّن الآخر من الفرار.

وذكرت إحدى دوريات الاحتلال أن أحد منفذي العملية كان قد تنكّر بزي اليهود الحريديم، فيما استخدم سلاح "كارلو" محلي الصنع.

وأوضحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن أحد منفذي العملية في الأربعينيات من عمره، من سكان مخيم شعفاط في القدس المحتلة.

وكانت مصادر محلية قد أفادت بسماع صوت إطلاق نار كثيف في البلدة القديمة من القدس بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، ليتبيّن لاحقاً أنه اشتباك مسلّح.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" انتشار جنود الاحتلال بشكل كثيف جنوبي البلدة القديمة في القدس ومحيطها، فيما احتُجِز العديد من الشبان ودُقِّق في هوياتهم.

من جهة ثانية، أكد عدد من التجار الفلسطينيين في مكان الحادث في البلدة القديمة، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أرغمتهم على إغلاق محالهم، كذلك أُغلِق كامل المنطقة في حيّ السلسلة بالبلدة القديمة من القدس، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى حائط البراق.

الاحتلال الإسرائيلي يدّعي أن عملية القدس جرى التخطيط لها مسبقاً

إلى ذلك، كشفت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن وزير الأمن الداخلي لحكومة الاحتلال عومر بارليف، أن منفذ عملية باب السلسلة في البلدة القديمة من القدس المحتلة هو الشاب فادي أبو شخيدم، من سكان مخيم شعفاط شمالي القدس، مشيرة إلى أن زوجته وابنه قد سافرا إلى خارج البلاد قبل ثلاثة أيام.

وقال عومر بارليف إن العملية، كما يبدو، تم التخطيط لها مسبقاً، مشيراً إلى أن منفذ العملية ينتمي إلى حركة "حماس".

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، خلال محادثة له مع وزير الأمن الداخلي، عن رفع حالة التأهب في القدس ومحيطها لمنع عمليات إضافية.

وادعت الإذاعة الإسرائيلية أن منفذ العملية فادي أبو شخيدم، الذي استشهد بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال خلال الاشتباك، معروف بنشاطه في حركة "حماس"، مشيرة إلى أنه كان يعطي دروساً في المسجد الأقصى.

"حماس" تنعى منفذ عملية القدس الشهيد أبو شخيدم

من جهتها، نعت حركة "حماس" في مخيم شعفاط الشهيد فادي أبو شخيدم، مشيرة إلى أنه "أمضى حياته في القدس بين دعوة وجهاد، كما تشهد له أرجاء المدينة وجنبات المسجد الأقصى".

وأوضحت الحركة أن "رسالة العملية البطولية تحمل التحذير للعدو المجرم وحكومته بوقف الاعتداءات على أرضنا ومقدساتنا، وأن حالة التغول التي تمارسها ضد المسجد الأقصى وسلوان والشيخ جراح وغيرها ستدفع ثمنها". وأكدت أن "خيار المقاومة الشاملة بأشكالها كافة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، هو القادر على لجم العدو ووقف عدوانه".

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى "الاستمرار في الرباط في المسجد الأقصى المبارك، والتصدي لمحاولات الاحتلال المستمرة لتدنيس ساحاته".

من هو الشهيد أبو شخيدم؟

من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الشهيد أبو شخيدم هو أسير محرّر من سجون الاحتلال، وحاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، ويعمل مربّياً ومدرساً لمادة التربية الإسلامية في مدرسة الراشدية، كما يعدّ من روّاد وشيوخ المسجد الأقصى وخطيباً لعدد من المساجد في مدينة القدس، عدا عن أنه أحد وجهاء وأعلام مخيم شعفاط.

ويبلغ الشهيد 42 عاماً، وهو أب لأسرة مكوّنة من 4 أشخاص.

وفي أعقاب العملية، دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها إلى البلدة القديمة ومحيطها، وقامت بأعمال تمشيط واسعة في المنطقة الجنوبية للمدينة المقدسة، بادعاء البحث عن شاب ثانٍ كان برفقة الشهيد.

وأيضاً، اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة الراشدية التي كان يعمل فيها الشهيد أبو شخيدم، كما استدعت شقيقه حسام للتحقيق.

وأشارت مصادر إلى أن الشهيد يملك عدة محال تجارية في مخيم شعفاط.

وأعاد الشهيد قبل يومين نشر منشور سابق له على "فيسبوك" قبل سبع سنوات، وعلّق عليه: "تمر السنوات وتتأكد الكلمات".

قوات الاحتلال تقتحم مخيم شعفاط وتعتقل أفراداً من عائلة الشهيد

إلى ذلك، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر الأحد، من منزل عائلة الشهيد فادي في مخيم شعفاط شمال القدس، بعدما اعتقلت عدداً من أفراد العائلة، بينهم طفله عبد الله، وابنته آية، وشقيقه شادي وابن أخيه أحمد، وفق ما أكدته مصادر عائلية لـ"العربي الجديد". 

وبينت المصادر أن الطفل عبد الله، ابن الشهيد، لم يتجاوز عمره ثمانية أعوام، مشيرة إلى أنه جرى نقل الطفل إلى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس. ولا يعلم عبد الله بعد عن استشهاد والده. 

واعتدت قوات الاحتلال على الطواقم الصحافية قبيل انسحابها، ومنعتهم من الوجود في محيط المنزل، وحاولت مصادرة أجهزة الهواتف، كما حدث مع الصحافية براءة أبو رموز؛ بينما اعتدت بالدفع على الصحافيتين ريناد الشريف وميسة أبو غزالة.

من جهته، أفاد شبلي السويطي، خال الشهيد فادي أبو شخيدم، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال التي انسحبت من داخل منزل الشهيد ألحقت أضراراً فادحة جداً في أربعة منازل تعود لأشقاء وأقرباء الشهيد عدا اعتدائها عليه وعلى نجله وأشقاء وشقيقة الشهيد؛ في حين استدعت للتحقيق والدة الشهيد المسنة والمريضة.
ولفت السويطي إلى أن قوات الاحتلال التي اشتبكت مع شبان مخيم شعفاط انسحبت من هناك، وهي تطلق قنابل الغاز بكثافة في محيط البناية، حيث منزل الشهيد.
وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، ظهر الأحد، مخيم شعفاط شمالي القدس، فيما داهمت عناصر من المخابرات والوحدات الخاصة منزل الشهيد فادي أبو شخيدم منفذ عملية القدس.

وأفاد شبلي السويطي، خال الشهيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت البناية التي كان يقطنها الشهيد وبعض أقاربه، حيث شرعت في استجواب سكان البناية.

وأكد السويطي أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز شقيقي الشهيد وسام وشادي بعد استدعائهما للتحقيق، فيما أشار إلى اعتداء جنود الاحتلال على أحد أبناء الشهيد.

بدوره، أفاد المحامي مدحت ديبة، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من أقارب الشهيد، من بينهم نساء وأطفال، فيما تستمر عملية الاستجواب وجمع المعلومات من أفراد العائلة.

وأكد المحامي أن زوجة الشهيد موجودة حالياً في الأردن، في حين أن أبناءه ما زالوا عند أقربائهم، باستثناء واحد منهم يدرس في تركيا.