اختتام جلسة المباحثات حول الاتفاق النووي في فيينا وسط تفاؤل... ولكن

17 ابريل 2021
المباحثات تتواصل على مستوى الخبراء (جو كلامار/ فرانس برس)
+ الخط -

انتهى اجتماع أطراف الاتفاق النووي المتمثلة في مجموعة 1+4 وإيران في فيينا، اليوم السبت، واتفق المجتمعون على مواصلة المشاورات والحوارات الفنية للتوصل إلى حلول لإنقاذ الاتفاق النووي.  
وأورد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، عبر قناته على "التليغرام" أن المشاركين في مباحثات اليوم اتفقوا على مواصلة الحوارات الثنائية ومتعددة الأطراف والمشاورات الفنية على مستوى الخبراء خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه إذا كانت هناك حاجة ستنعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي على مستوى مساعدي وزراء الخارجية خلال الفترة المقبلة.
وانعقد الاجتماع على مستوى مساعدي وزراء الخارجية للدول الأعضاء بالاتفاق النووي استكمالا للجولة الثالثة للمباحثات على هذا المستوى، التي بدأت الخميس الماضي.  
وأجرى المفاوضون خلال اجتماع اليوم تقييما لمسار المفاوضات النووية بجولاتها الثلاثة وتقارير فرق العمل بشأن العقوبات الأميركية والخطوات النووية الإيرانية التي يجب أن تتخذ.
كما قال عراقجي للتلفزيون الإيراني إن المشاركين أجروا اليوم "نقاشا جيدا"، مشيرا إلى أن هناك "تفاهم جديد أخذ يتشكل وهناك اشتراك في وجهات النظر حول الغاية النهائية".  
وأوضح أن "المسار الذي يجب أن يُسلك أصبح أكثر وضوحا لكنه ليس سهلا والخلافات مازالت قائمة وبعضها جادة ويجب تقليلها خلال المفاوضات القادمة"، مؤكدا أن بلاده أكدت أنها لا تريد أن يتم إطالة أمد المفاوضات حتى تصبح "استنزافية".  
وبيّن المسؤول الإيراني أن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة يمكن للأطراف العمل على إعداد نص مشترك حول المجالات التي فيها تقاطع في وجهات النظر"، لافتا إلى أن "الوفد الإيراني عرض نصوصا في مجال رفع العقوبات والخطوات النووية ونحن نعتقد أن هذه النصوص يمكنها أن تشكل أساسا للمفاوضات للوصول إلى الاتفاق النهائي".  
وأكد عراقجي أن "النصوص الإيرانية توضح المسيرة وتلبي مطالب الطرفين في رفع العقوبات وعودة إيران إلى تنفيذ تعهداتها"، مبينا أن "الوقت قد حان لإعداد نص أقله حول المشتركات". 

من جهته، قال رئيس جلسة اليوم المدير السياسي للاتحاد الأوروبي، أندريكه مورا، إن المجتمعين أجروا "تقييما بعد محادثات مكثفة"، متحدثا عن "إحراز تقدم في مهمة ليست سهلة". 
وأضاف مورا في تغريدته على "تويتر" أن هناك حاجة للعمل أكثر تفصيلا لتحقيق هدف عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وتنفيذها بالكامل.  

بدوره، قال المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، بعد الاجتماع إن أطراف الاتفاق النووي "أعربوا عن رضاهم للتقدم الحاصل" خلال اجتماع اللجنة المشتركة.  
وقال إن المشاركين أكدوا على مواصلة المباحثات بغية "إنجاحها في أسرع وقت ممكن"، مشيرا في تغريدة عبر "تويتر" إلى تكليف مجموعات العمل على مستوى الخبراء حول رفع العقوبات والأنشطة النووية لمواصلة مباحثاتها اليوم مساءا وغدا الأحد والأسبوع المقبل "لعدم إهدار الوقت وتحقق المزيد من التقدم في المفاوضات". 

ويتضح من تصريحات المبعوثين الإيراني والروسي أن رؤساء الوفود سيعودون إلى بلدانهم على أن يواصل الخبراء اجتماعاتهم خلال الأيام المقبلة لمناقشة الملفات.  
وكان "العربي الجديد" قد نقل ظهر اليوم عن مصادر إيرانية مطلعة بأن أطراف الاتفاق النووي على الأغلب ستتخذ قرارا خلال اجتماعها اليوم بعودة رؤساء الوفود إلى بلدانهم مع استمرار المباحثات على مستوى الخبراء. 
ومن جهة أخرى، تحدث سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانغ تشون، لوسائل الإعلام بعد اجتماع اليوم، عن موافقة جميع الأطراف على التسريع في جهودها خلال الأيام المقبلة عبر "الخوض في مفاوضات أكثر شمولا وأكثر تفصيلا".

وقال وانغ إن باقي أطراف الاتفاق، وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيران، استأنفت "العمل المثمر والبناء" خلال اليومين الماضيين، مضيفا "نأمل في الأيام القليلة المقبلة أن تبدأ اللجنة المشتركة على الفور التفاوض حول صيغة محددة لرفع العقوبات".
 وتشترط إيران رفعاً كاملاً وشاملاً لجميع العقوبات التي فرضت عليها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، مع إمكانية التحقق من رفعها عمليا قبل العودة إلى التزاماتها النووية التي أوقفتها خلال السنوات الماضية.
لكن حتى اليوم لم تظهر الإدارة الأميركية استعدادها لتلبية هذا المطلب الإيراني، أي رفع جميع العقوبات، لكن ثمة تسريبات إعلامية تشير إلى وجود استعداد لديها لتخفيف العقوبات مقابل عودة إيران إلى التزاماتها النووية.