اجتماع لحلف الأطلسي على وقع التصعيد الروسي على حدود أوكرانيا

اجتماع لحلف الأطلسي على وقع التصعيد الروسي على حدود أوكرانيا وأزمة المهاجرين

30 نوفمبر 2021
سيناقش الحلف التصدي للتعزيزات الروسية عند حدود أوكرانيا (جينتس إفوسكانس/فرانس برس)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، في ريغا، على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من أن أي "عدوان" روسي جديد على أوكرانيا سيستدعي رداً "خطراً".

وأكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللاتفي إدغارز رينكيفيكس، أن "أي تحركات تصعيدية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وللاتفيا، وأي عدوان جديد ستكون له تداعيات خطرة".

ويلتقي وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي اليوم، لمناقشة التصدي لتعزيزات عسكرية روسية عند الحدود مع أوكرانيا، وسط قلق من احتمال أن يكون الكرملين يستعد لعملية توغل.

ويأتي الاجتماع المقرّر في ريغا عاصمة لاتفيا، وسط أجواء متوترة في شرق الحلف، وفي وقت يواجه الحلفاء أزمة لاجئين تتهم دول الغرب بيلاروسيا، المدعومة من الكرملين، بتدبيرها. وتخشى دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أن تكون موسكو تخطط لعملية توغل داخل أوكرانيا بعدما اتهمت الكرملين بحشد قواته قرب الحدود.

"حشد روسي غير عادي"

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لوكالة "فرانس برس" خلال زيارة لقوات الحلف في لاتفيا "لا يوجد وضوح بشأن النوايا الروسية، إنما هناك حشد غير عادي للقوات للمرة الثانية هذا العام". وأضاف "نرى عتاداً ثقيلاً وطائرات مسيرة وأنظمة حرب إلكترونية، وعشرات آلاف الجنود الجاهزين للقتال".

ونفت موسكو، التي ضمّت القرم من أوكرانيا في 2014 وتدعم الانفصاليين في شمال أوكرانيا، بشدة أن تكون تخطط لشنّ هجوم، وحمّلت الحلف الأطلسي مسؤولية تأجيج التوتر. ويقول دبلوماسيو الحلف إن التكتل لا يزال غير متأكد من نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير أن الوزراء سيناقشون خطط طوارئ في حال قيام روسيا بغزو.

ويسعى الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، ليظهر للكرملين أنه سيتكبد تكلفة باهظة في حال تهديد أوكرانيا، لكنه لم يستفز موسكو لتقوم بعدوان جديد.

ويتوقع المسؤولون أن تتطرق المحادثات إلى تقديم دعم إضافي للجيش الأوكراني واحتمال تعزيز قوات التكتل المنتشرة على الضفة الشرقية للحلف. لكنهم يشيرون إلى أن أوكرانيا، الطامحة للانضمام للحلف، والتي سيشارك وزير خارجيتها في الاجتماع الذي يستمرّ يومين، غير مشمولة بمعاهدة الدفاع الشاملة للحلف.

وقال مسؤول أميركي كبير "لا نريد أن نترك أي شك في أذهان الناس بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة، عواقب استراتيجية على روسيا إذا اتبعت المسار الذي نخشى أن تكون تسلكه"، مضيفاً أن "المسألة تتعلق بإيجاد المؤشرات الصحيحة والموقف الردعي المناسب والذي يؤدي في الواقع إلى وقف التصعيد وليس إلى تصعيد".

الجيش الأوكراني يستعدّ لـ10 مناورات دولية كبيرة في عام 2022

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، أنه سيجري عشر مناورات دولية كبيرة في عام 2022، في ظل زيادة الأنشطة العدائية لروسيا ووكلائها، والذي أثار المخاطر من اندلاع حرب مفتوحة بين الجارتين السوفييتيتين السابقتين.

وقال الجيش الأوكراني إن ما لا يقل عن 21500 أوكراني و11 ألف جندي من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا ورومانيا ودول أخرى شريكة، سيشاركون في المناورات. وسيشارك الأوكرانيون أيضاً في 16 مناورة عسكرية خارج أوكرانيا.

تحليلات
التحديثات الحية

ملف المهاجرين حاضر على طاولة حلف شمال الأطلسي

ويأتي تصاعد القلق إزاء أوكرانيا في وقت تواجه بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تهديداً آخر من الشرق، سيكون من أبرز مواضيع النقاش في ريغا.

وتتهم تلك الدول بيلاروسيا بإرسال آلاف المهاجرين وغالبيتهم من الشرق الأوسط، إلى حدودها في "هجوم هجين" رداً على عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك.

ويرفض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تلك الاتهامات. وعبّر الحلف الأطلسي عن "تضامن" مع أعضائه في الشرق، لكنه أحجم عن التدخل المباشر، نظراً إلى أن التهديدات الراهنة لا ترقى إلى مستوى عدوان فعلي.

وناقش الرئيس البولندي أندريه دودا تعزيز قوات الحلف المنتشرة في مناطقه الشرقية، خلال اجتماع مع ستولتنبرغ الأسبوع الماضي. لكن علّق مسعى لإطلاق مشاورات طارئة بموجب المادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف، كما يبدو في الوقت الحاضر.

وخلال جولة مشتركة في منطقة البلطيق الأحد، تعهد ستولتنبرغ ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، بتعزيز التعاون للتصدي لمثل تلك التحديات.

وهدأ التوتر الحدودي قليلاً، في وقت بدأ بعض المهاجرين بالعودة إلى العراق، غير أن وارسو وفيلنيوس تصرّان على أن الأزمة لا تزال بعيدة عن نهايتها. وقال الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا "لا شك في أن نظام لوكاشينكو والقوات التي تدعمه سيواصلون اختبار (صلابة) وحدة دول الغرب وقدرتها على الردّ".

 

المساهمون