إيران: لا تغيير في موقفنا من أسلحة الدمار الشامل

إيران: لا تغيير في موقفنا من أسلحة الدمار الشامل

20 يوليو 2022
كنعاني يؤكد "سلمية" برنامج إيران النووي (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، أنه "لم يحصل تغيير في موقف إيران من أسلحة الدمار الشامل"، وذلك تعليقاً على ما صرح به كمال خرازي، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، حول كون طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك.

وأضاف كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن التقنية النووية لبلاده "سلمية بالكامل، وهي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قائلاً إن الوكالة "أكدت مراراً سلمية البرنامج النووي الإيراني".

وكان خرازي، الذي يترأس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قد قال في تصريحات صحافية، الأحد، إن طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك.

وتنفي إيران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إنّ برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

وأبرمت طهران اتفاقاً مع ست قوى كبرى في 2015 قيدت بموجبه برنامجها النووي، لجعل حصولها على سلاح أصعب مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران، ما دفع طهران إلى البدء بانتهاك القيود النووية الواردة في الاتفاق بعد حوالى عام.

وكان المفاوضون على وشك التوصل إلى اتفاق جديد في مارس/آذار، لكن المحادثات انهارت إلى حد كبير، بسبب رفض الولايات المتحدة مطلب طهران بأن ترفع واشنطن "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب، بدعوى أن هذا المطلب خارج نطاق إحياء الاتفاق.

المفاوضات النووية

وبشأن تطورات الاتفاق النووي والمفاوضات النووية المتعثرة، قال كنعاني إن مفاوضات الدوحة غير المباشرة بين طهران وواشنطن أواخر الشهر الماضي "فتحت الطريق أمام المفاوضات"، واصفاً إياها بأنها كانت "جيدة". 

وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد بحثا استمرار المفاوضات في مباحثاتهما الهاتفية، مساء الإثنين الماضي.  

وانتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الموقف الأميركي من المفاوضات النووية، قائلاً إن الإدارة الأميركية "تؤكد من جهة على استمرار المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه لا تريد دفع أثمان العودة إلى الاتفاق". وأضاف أن "أرضية التوصل لاتفاق في المستقبل القريب متوفرة"، مؤكداً أن طهران تطلب "ضمانات جادة قابلة للتحقق منها" من الولايات المتحدة الأميركية.  

اجتماع طهران

وتطرق المتحدث الإيراني إلى اجتماع أستانة الثلاثي أمس الثلاثاء في طهران بمشاركة رؤساء إيران وتركيا وروسيا، واصفاً الاجتماع بأنه كان "بنّاءً"، قائلاً إن "أي عمل عسكري في شمالي سورية سيفاقم الأزمة والوضع الإنساني السوري"، داعياً تركيا إلى "احترام السيادة السورية". 

وأكد كنعاني ضرورة إنهاء الولايات المتحدة وجودها في سورية ووقف دعمها "الجماعات الانفصالية"، مضيفاً أنها أنهت وجودها العسكري في أجزاء من الأرض السورية، وقال إن مسار أستانة "أفضل عملية لحل المشكلة السورية".

الحوار الإيراني السعودي

وشدد المتحدث ذاته على أن المفاوضات الإيرانية السعودية "إيجابية وماضية إلى الأمام"، معرباً عن أمله في عقد الجولة القادمة من الحوار بين الطرفين في بغداد على "مستوى مناسب". 

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أمله في التوصل إلى نتيجة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، مضيفاً أن دول المنطقة "ليست بحاجة إلى تحالفات مصطنعة وواهية ومنظومات الدفاع الجوي الفاشلة"، مع حديث عن أن هذه الدول ليست بصدد مواجهة طهران في إطار السياسات الأميركية.  

وقال إن المحاولات الأميركية والإسرائيلية لتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة "قد فشلت". 

وفي إشارة إلى الزيارات المكثفة للمسؤولين في الدول الجارة لإيران إلى طهران خلال الآونة الأخيرة، قال كنعاني إن بلاده تتبنى دبلوماسية نشطة، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية تركز على التعاون مع الشرق وآسيا. 

وفي السياق، أضاف أن الحكومة الإيرانية الجديدة تركز على العلاقات مع الجيران والمنطقة، مؤكداً أن إيران لا تسعى إلى تشكيل تحالفات واصطفافات ضد أي دولة وطرف في المنطقة.