تطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي الافتراضي، إلى قضايا متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية، منها الأنباء عن صفقة تبادل السجناء مع كل من واشنطن ولندن، ومباحثات فيينا النووية، والحوار مع السعودية.
صفقة التبادل
بشأن الأنباء عن توصل بلاده مع الولايات المتحدة إلى صفقة لتبادل السجناء، نفى خطيب زادة صحة هذه الأنباء قائلاً إن "لا تأكيد للأنباء" بهذا الخصوص.
وأضاف خطيب زادة في مؤتمره الصحافي، الذي تابعه "العربي الجديد"، أن قضية السجناء "كانت وما زالت على الأجندة الإيرانية، وتجرى متابعتها بعيداً عن المباحثات بشأن الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن هناك مشاريع وأفكاراً تجرى مناقشتها بشأن تبادل السجناء.
وكانت وسائل إعلام مقربة من إيران في المنطقة أفادت، أمس الأحد، بأن طهران وواشنطن توصلتا إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء وتحرير 7 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة.
كما نفى وجود "حوار حقوقي" بين إيران وبريطانيا بشأن تبادل المواطنة البريطانية نازنين زاغري راتكيف، لكنه قال إن البلدين "يجريان مباحثات بشأن القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية، والحكومة البريطانية طرحت وجهة نظرها حول مختلف القضايا، ونحن أيضاً طرحنا مواقفنا بكل شفافية وبشكل واضح".
مباحثات فيينا
وبشأن مباحثات فيينا النووية حول إحياء الاتفاق النووي وعودة الإدارة الأميركية إليه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الوفود عادت إلى عواصمها للتشاور، واللجنة المشتركة للاتفاق ستلتئم الجمعة المقبل في فيينا.
وأضاف أن المباحثات تبحث "مسودتين حول رفع العقوبات، واتخاذ الإجراءات النووية" من قبل إيران، مؤكداً أنه "عندما تصل النصوص إلى مرحلة الصياغة فذلك بحاجة إلى دقة عالية".
وأكد المسؤول الإيراني أن طهران "ليست في عجلة من أمرها، ونعمل بدقة، لكننا لن نسمح أن تصبح المفاوضات في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي مضيعة للوقت واستنزافية".
وأوضح أن ما يهم بلاده "هو تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل من دون زيادة أو نقصان، وأكدنا ذلك خلال المباحثات"، قائلاً إن "هناك تقدم جيد وملفت في مباحثات فيينا، لكن في بعض المجالات العمل يجري ببطيء".
وحول تصريحات منسوبة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، في لقاء مع رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، بأن أمام واشنطن "طريق طويل" للعودة إلى الاتفاق النووي، أكد خطيب زادة أن "سياسة إيران هي عودة الولايات المتحدة بشكل شامل إلى الاتفاق، وتنفيذها تعهداتها بموجب القرار 2231 لمجلس الأمن حرفاً حرفاً".
وشدد على أن طهران "ليست في عجلة لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، لكننا لن ندخل في لعبة الاستنزاف"، مشيراً إلى أن هذه العودة يجب أن تكون "مرة واحدة وبشكل قاطع وترفع جميع العقوبات، ويمكننا التحقق من رفعها على أرض الواقع.".
وأكد خطيب زادة "ضرورة رفع جميع العقوبات التي فرضت بعناوين مختلفة"، مشيراً إلى أن "الطرفين توصلا إلى فهم مشترك في الكثير من المجالات".
لكنه كشف عن "خلافات جادة" بشأن رفع العقوبات عن أشخاص وكيانات إيرانية، مضيفاً أن المباحثات بهذا الخصوص مستمرة.
وفرضت الإدارة الأميركية السابقة، بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، عقوبات ضد كيانات ومؤسسات وأشخاص إيرانيين، في مقدمتها "الحرس الثوري" الإيراني بعد تصنيفه "منظمة إرهابية" وقادة هذه المؤسسة العسكرية والمقربين منها.
وكانت أطراف الاتفاق النووي قد اختتمت الجولة الثالثة لمباحثاتها في فيينا السبت، وعادت الوفود إلى عواصمها للتشاور، على أن تستأنف المباحثات الجمعة المقبل.
ويشارك وفد أميركي، برئاسة المبعوث للشأن الإيراني روبرت مالي، في مباحثات فيينا من دون إجراء مفاوضات مباشرة مع الوفد الإيراني، بعد رفض طهران الدخول في أي مفاوضات مع واشنطن.
وتجري أطراف الاتفاق النووي مفاوضات منفصلة مع كل من الوفدين الإيراني والأميركي. علماً أن الوفد الأميركي يقيم في فندق آخر غير الفندق الذي يقيم فيه الوفد الإيراني.
الحوار مع السعودية
وأشار خطيب زادة إلى جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخيرة في المنطقة، نافياً أن تكون بينها وبين مباحثات فيينا "علاقة"، قائلاً "إننا في ظروف تسمح لنا بالتوصل إلى ترتيبات أمنية مشتركة مع الدول الأخرى" في المنطقة.
وفي معرض الرد على سؤال بشأن المباحثات بين إيران والسعودية، وإن كانت أدت إلى تطور لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، أشار المتحدث الإيراني إلى تصريحات سعودية أخيرة وقال إن "تغيير اللهجة والخطاب سيساعد كثيراً في خفض التوترات، لكن ما لم ينته إلى تغيير السلوك فلن يؤدي إلى نتيجة عملية جادة".
وأكد خطيب زادة استعداد طهران "للحوار مع الجيران، منهم السعودية، على أي مستوى"، مضيفاً أن الحوار بين طهران والرياض سيحقق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
ورداً على سؤال بشأن حضور دولة ثالثة في الحوار بين إيران والسعودية، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "لا تأكيد لأصل الخبر، ولذلك لا توجد توضيحات بهذا الخصوص"، لينفي بذلك وجود مثل هذا الحوار.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أدلى، الثلاثاء الماضي، بتصريحات لافتة تجاه إيران في مقابلة تلفزيونية، قائلاً إن "إيران دولة جارة، وكل ما نطمح إليه هو أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران".
وأكد بن سلمان "لا نريد وضع إيران أن يكون صعباً، بالعكس نريد إيران مزدهرة وتنمو، لدينا مصالح فيها، لديهم مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".
وأوضح ولي العهد السعودي أن "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران، سواء من برنامجها النووي أو دعمها لمليشيات خارجة عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها الباليستية".