إيران تعدم شخصاً ثانياً في ما يتعلق بالاحتجاجات المناهضة للحكومة

إيران تعدم شخصاً ثانياً في ما يتعلق بالاحتجاجات المناهضة للحكومة

12 ديسمبر 2022
كانت إيران قد أعلنت الخميس إعدام محسن شكاري بعدما اتُهم بطعن حارس أمن بسكين (Getty)
+ الخط -

ذكرت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران، أن طهران أعدمت رجلاً شنقاً وبشكل علني، اليوم الإثنين، بعد إدانته بقتل اثنين من أفراد قوات الأمن في ثاني عملية إعدام مرتبطة باحتجاجات مناهضة للحكومة خلال أقل من أسبوع.

وقالت "ميزان" إن "ماجد رضا رهنورد أعدم شنقاً علناً في مدينة مشهد (الشيعية المقدسة) هذا الصباح.. وكان قد حُكم عليه بالإعدام بعد اتهامه بقتل اثنين من قوات الأمن طعناً".

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي رجلا يطارد آخر في شارع ثم يقف فوقه، ويطعنه بعدما سقط أمام دراجة نارية متوقفة. كما ظهر نفس الرجل وهو يطعن شخصاً آخر بعد ذلك مباشرة.

ثم فر المهاجم الذي زعم التلفزيون الرسمي أنه رهنورد. ولم يفصح تقرير "ميزان" عن دافع الهجوم المزعوم، فيما اتهم التقرير رهنورد بمحاولة الفرار إلى دولة أجنبية عندما تم القبض عليه.

وذكرت "ميزان" أن القتيلين ينتميان لقوات "الباسيج" الإيرانية، والتي تضم متطوعين شبه عسكريين يتبعون الحرس الثوري. وانتشرت قوات "الباسيج" في المدن الكبرى، وهاجمت واحتجزت متظاهرين قاوموهم في كثير من الحالات.

وأدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها إعدام إيران رجلا آخر، هو محسن شكاري، أدين يوم الخميس بطعن حارس أمن بسكين وقطع أحد شوارع طهران. وذكرت جماعات حقوقية أن شكاري تعرض للتعذيب وأجبر على الاعتراف بما قام به.

وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى إعدام ما لا يقل عن 21 شخصا، في ما وصفتها بأنها "محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران".

وتمثل الاحتجاجات، التي اندلعت في شتى أنحاء إيران بعد وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في مقر للشرطة في 16 سبتمبر/أيلول، أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. 

ولقي نحو 488 شخصا حتفهم منذ بدء المظاهرات، بحسب نشطاء في المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان التي تراقب الاحتجاجات، فيما احتجزت السلطات 18200 متظاهر آخرين.

وزيرة خارجية ألمانيا: الإعدامات "محاولة سافرة لترهيب" المحتجين

قالت وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيروبك، الإثنين، إن الإعدامات الأخيرة في إيران "محاولة سافرة لترهيب" المحتجين.

وأوضحت بيربوك قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "هذه الإعدامات محاولة سافرة لترهيب الشعب ليس لنهيه عن ارتكاب جرائم بل لعدم التعبير عن آرائه في الشارع، لأنه يريد ببساطة العيش بحرية".

وفيما يتوقع فرض عقوبات أوروبية على إيران، قالت بيربوك: "عبر حزمة العقوبات هذه، استهدفنا تحديدا المسؤولين عن هذه الإعدامات والمسؤولين عن هذا العنف ضد الأبرياء".

وأضافت: "هؤلاء هم خصوصاً الحرس الثوري، لكن هناك أيضا أولئك الذين يحاولون ترهيب أو معاقبة الناس بشكل أكبر عبر تسجيلات مصوّرة تم إعدادها بالإكراه".

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات مشددة على إيران

إلى ذلك، يعتزم الاتحاد الأوروبي المصادقة على حزمة عقوبات شديدة للغاية ضد إيران.

جاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريحات صحافية، الإثنين، قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وأشار إلى أن مسألة فرض عقوبات ضد إيران وروسيا مطروحة على جدول أعمال وزراء الخارجية، وقال: "سنصادق على حزمة عقوبات شديدة للغاية ضد إيران".

كما أكد إدانة الاتحاد توريد إيران أسلحة لروسيا وإعدام شخصين أخيرًا. وأضاف بوريل: "على إيران أن تفهم أن الاتحاد الأوروبي يدينهم بشدة ويقف إلى جانب النساء الإيرانيات اللواتي يدعمن المظاهرات السلمية".

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر سابقًا فرض عقوبات على 40 شخصية و7 مؤسسات إيرانية، على خلفية معاملة الشرطة للمظاهرات في جميع أنحاء البلاد عقب وفاة الشابة مهسا أميني.

(رويترز، أسوشييتد برس، الأناضول، فرانس برس)