الشرطة الإيرانية تعتقل مشاركين في تجمع للاحتجاج على انحسار منسوب بحيرة أورومية

17 يوليو 2022
الشرطة الإيرانية تفرق محتجين رفعوا شعارات ضد السلطات (Getty)
+ الخط -

أعلنت الشرطة الإيرانية القبض على مشاركين في تجمع احتجاجي، أمس السبت، في مدينة أورومية، مركز محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي البلاد، على خلفية انحسار منسوب بحيرة كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط.

وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي، أمس السبت، مقاطع مصورة حول تجمع احتجاجي في مدينة أورومية الإيرانية للمطالبة بتحسين وضع بحيرة أورومية المالحة بعد انحسار حاد في منسوب مياهها.

وتظهر الفيديوهات رفع المحتجين شعارات ضد السلطات، فضلا عن قيام الشرطة بتفريق المحتجين.

واليوم الأحد، أعلن قائد الشرطة في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران رحيم جهانبخش، وفق الموقع الإعلامي للشرطة الإيرانية، عن اعتقال "عناصر شريرة معارضة"، متهما إياها بأنها "تهدف فقط إلى تخريب الممتلكات العامة والإخلال بالأمن".

واتهم جهانبخش مستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي بـ"نشر أنباء تثير التوتر للتشويش على هدوء المواطنين"، حسب قوله.

وأكد أنه تم تفويت الفرصة "على الانتهازيين على الرغم من جهود مقيتة للحاقدين وقنوات المعارضة لزيادة التوتر"، على حد تعبيره.

واتهم قائد الشرطة في محافظة أذربيجان الغربية الإيرانية منظمة "مجاهدي خلق"، المصنفة في إيران "حركةً إرهابيةً"، بنشر دعوات افتراضية لحث المواطنين على "الفوضى وتنظيم تجمعات غير قانونية حول جفاف بحيرة أورومية".

وتُعَدّ بحيرة أورومية أكبر البحيرات في الشرق الأوسط وسادس أكبر البحيرات المالحة حول العالم، وتقع على بعد 20 كيلومتراً شرق مدينة أورومية، عاصمة محافظة أذربيجان الغربية.

وحسب الدراسات الجيولوجية التي أعدّها العلماء استناداً إلى رواسب البحيرة، فقد قُدّر عمرها بنحو 13 ألف عام، وتحتضن 102 جزيرة صغيرة وكبيرة، فيما تزخر البيئة المحيطة بها اليوم بنحو 550 فئة نباتية.

يُذكر أنّ مساحة بحيرة أورومية نفسها، حتى تسعينيات القرن الماضي، كانت تُقدّر بخمسة آلاف و200 كيلومتر مربّع، وكانت تفيض بالمياه لتصل حدودها أحياناً إلى الطرقات المحيطة بها، لكنّ منسوب المياه فيها راح يتراجع منذ عام 1998، ليبلغ نحو ثمانية أمتار في خلال العقدَين الأخيرَين، أي بمعدّل 40 سنتيمتراً سنوياً. بالتالي، تقلّصت مساحتها لتبلغ نحو ألف و770 كيلومتراً مربّعاً.

وحسب بيانات عالمية، جفّت حتى عام 2015 نحو 70 في المائة من مساحتها التاريخية. أمّا حجم مياه البحيرة، فقد انخفض خلال العقدَين الأخيرَين ليصل إلى مليار و120 مليون متر مكعّب. ومنذ سنوات، تحوّل جفاف بحيرة أورومية إلى قضيّة رأي عام في إيران وسط انتقادات لطريقة تعامل السلطات مع المشكلة.

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق رحيمي، اليوم، أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أصدر أمرا بالعفو وتخفيف العقوبة عن ألفين و272 سجينا إيرانيا بمناسبة عيدي "الأضحى" و"الغدير" (عيد الإمامة لدى الطائفة الشيعية). 

وأضاف رحيمي، وفق التلفزيون الإيراني، أن من بين من شملهم العفو 43 محكوما بالإعدام و21 محكوما على خلفية "القضايا الأمنية"، من دون الكشف عن تفاصيل أحكام هؤلاء.

وشهدت إيران خلال السنوات الأخيرة احتجاجات متعددة بسبب قضايا البيئة، مثل أزمة المياه في مدن إيرانية وتردي الوضع المعيشي العام، كان أكبرها حجما خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، فضلا عن تجمعات احتجاجية نقابية خلال هذه السنوات للعمال والمعلمين والمزارعين والمتقاعدين.

وما زالت بعض هذه التجمعات النقابية مستمرة، حيث تشهد البلاد هذه الأيام احتجاجات للمتقاعدين في مدن إيرانية للمطالبة برفع رواتبهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

وتشهد إيران وضعا اقتصاديا صعبا منذ عام 2018، بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية ومشددة عليها طاولت جميع مفاصلها الاقتصادية، لكن مراقبين يرون أن سوء إدارة اقتصاد البلاد فاقم تأثير العقوبات الأميركية.

وفيما يتفاقم الوضع الاقتصادي في إيران، تتعثر المفاوضات النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي عبر رفع العقوبات الأميركية وعودة طهران إلى التزاماتها النووية.

المساهمون