إسرائيل توقف التفاوض وتتوعد بعقوبات ضد المصالحة

إسرائيل توقف التفاوض وتتوعد بعقوبات ضد المصالحة

24 ابريل 2014
هنية وعزام الأحمد بعد توقيع المصالحة (سعيد الخطيب/getty)
+ الخط -

قررت الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، بعد جلسة طارئة عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، دامت ست ساعات، وبالإجماع، وقف مفاوضات السلام مع حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة "حماس"، واتخاذ عقوبات، لم تحددها بعد، ضدّ السلطة الفلسطينية.

وقالت الحكومة في بيان: إن حكومة إسرائيل ترفض إجراء مفاوضات مع حكومة فلسطينية تعتمد على "حماس"، المنظمة الإرهابية، التي تدعو إلى إبادة إسرائيل. وقررت أن "ترد على الخطوات أحادية الجانب التي اتخذتها السلطة الفلسطينية، بسلسلة خطوات".

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس الحكومة العبرية، بنيامين نتنياهو، قوله إنه "بدلاً من اختيار السلام، فقد اختار أبو مازن، التحالف مع منظمة إرهابية قاتلة، تدعو الى إبادة إسرائيل. لقد تحالف أبو مازن، مع منظمة يدعو ميثاقها المسلمين إلى محاربة اليهود وقتلهم. لقد أطلقت "حماس" أكثر من 10000 صاروخ وقذيفة في اتجاه إسرائيل (فلسطين المحتلة)، وهي لم تتوقف للحظة عن عمليات إرهابية ضد إسرائيل. هذا الحلف بين أبو مازن، و"حماس" وُقع في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تبذل جهودها لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين إلى الأمام".

ولم تتأخر تعقيبات باقي وزراء حكومة، نتنياهو، على البيان الحكومي. وقال زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت: إن المجلس الوزاري المصغر اتخذ قراراً متزناً وصحيحاً على ضوء الوضع الجديد الذي نشأ. إنني أريد رئيس الحكومة الذي اهتم بالمحافظة على المصالح الصحيحة لكرامتنا القومية، وأمن مواطني إسرائيل. فلا مفاوضات مع القتلة.

وعلى الرغم من أن موقف حكومة نتنياهو، وتصريحاته لم تكن مفاجئة، غير أن موقع "يديعوت أحرونوت"، نقل عن مصدر سياسي رفيع المستوى، قوله: إن المجلس الوزاري المصغر لم يتخذ قراراً بحل السلطة الفلسطينية بعد، لكنه قرر وقف المحادثات واتخاذ خطوات ستؤلم الفلسطينيين اقتصادياً، مضيفاً "لقد حذرناهم الى غاية الآن بفرض عقوبات اقتصادية والآن سنطبق هذه التحذيرات.

وأضاف هذا المصدر أنه "إضافة إلى وقف المحادثات مع السلطة الفلسطينية وشن عقوبات اقتصادية، سوف تشن إسرائيل حرباً إعلامية ضد التحالف بين حماس، وفتح".

 وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية، مدير عام منتدى الكرمل البروفيسور، نديم روحانا، لـ"العربي الجديد": إن إسرائيل بمصالحة أو من دونها تملك برنامجاً سياسيّاً، لا نعرف تفاصيله تماماً، ولكنه يقوم بالأساس على مواصلة الاستيطان، وفرض الأمر الواقع، وتقسيم الضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وأضاف "يستغل نتنياهو، عملياً المصالحة لمواصلة برنامجه، وتكرار مقولة، أن لا شريك فلسطيني".

وأكد روحانا، بأنه "عندما لم تكن هناك مصالحة، ادعت إسرائيل أن أبو مازن، لا يمثل الفلسطينيين كافة"، مشيراً الى أن حكومة نتنياهو، ستعمل على "تحريض الكونغرس الأميركي الآن ضد إدارة أوباما، لتفادي أي ضغوط أميركية على حكومة إسرائيل. على قاعدة أن التنازل لعباس، سيكون لمصلحة "حماس"، وبالتالي ضد إسرائيل"، مضيفاً أن "هذا سيكون سلاح نتنياهو، ليس فقط في الولايات المتحدة، وإنما أيضاً في الدول الأوروبية".

على الجانب الفلسطيني، أكد المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، لـ"العربي الجديد"، بأن قرار نتنياهو، يدل على أن "بيان غزة" للمصالحة، خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن المعطل الحقيقي الذي كان يحول من دون تطبيق المصالحة هو الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت إلى أن الرد على قرارات نتنياهو، يكون بالعمل الفوري على تطبيق ما اتفق عليه بين "حماس" و"فتح" والمضي قدماً في المصالحة، مؤكداً بأن المصالحة إنجاز وطني فلسطيني يجب التمسك بها، والعمل على تطبيقها وتعزيزها. وأشار إلى أن الوحدة الوطنية، ستمكن الفلسطينيين جميعاً من مواجهة التحديات الإسرائيلية، والتغلب على كل العراقيل.

من جهته، انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، ردة الفعل الإسرائيلية الرافضة للمصالحة الفلسطينية. وقال في بيان: إن نتنياهو، وحكومته كانوا يستعملون الانقسام الفلسطيني كعذر لعدم تطبيق السلام. الآن يريدون استخدام المصالحة الفلسطينية كذريعة للغاية ذاتها. هذا سخيف جداً. التفسير المنطقي الوحيد، هو أن حكومة نتنياهو، لا تريد السلام.

وأشار الى أنه "خلال التسعة أشهر الماضية من المفاوضات، فإن حكومة نتنياهو، قد زادت البناء الاستيطاني، هدم البيوت، القتل، الاعتقالات والاقتحامات العسكرية. ورفض نتنياهو، تقديم خريطة تظهر لنا، أين هي حدود دولة إسرائيل".

 وتابع "كلام نتنياهو هو، إما السلام مع "حماس" أو السلام مع اسرائيل. الأمر هو: إما تكملة بناء مستوطناتكم، الاستعمار والأبارتيد أو دولتان ديمقراطيتان لهما سيادتهما تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمن على حدود 1967. أنتم اخترتم المسار الأول، نحن اخترنا الثاني".

وأكد أن "المصالحة الوطنية أمر حتمي لتحقيق سلام عادل ودائم. نحن نأمل أن نطوي بنجاح هذا الفصل المظلم من تاريخنا".

المساهمون