إدارة ترامب تسعى إلى توريط بايدن في حروبها مع الصين

"سي أن أن": إدارة ترامب تسعى إلى توريط بايدن في حروبها مع الصين

16 نوفمبر 2020
الصين أحد أبرز تحديات السياسة الخارجية بالنسبة إلى بايدن (Getty)
+ الخط -

ذكرت شبكة "سي أن أن" نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة دونالد ترامب تنوي مواصلة سياساتها المتشددة تجاه الصين خلال الشهرين المقبلين قبل تسلُّم إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لمهامها رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال أحد المسؤولين داخل الإدارة لـ"سي أن أن" إن صقور النهج المتشدد ضد الصين داخل إدارة ترامب يعتقدون أن في وسعهم اتخاذ بعض الإجراءات في الوقت الراهن التي ستورط إدارة بايدن في الحرب مع بكين.
وأشارت الشبكة الإخبارية الأميركية إلى أنه بعد خسارة ترامب للانتخابات أمام غريمه الديمقراطي جو بايدن، فإن إدارته تسارع الخطى من أجل اتخاذ بعض الإجراءات التي تخطط لها بعدما تحررت من مخاوف انهيار اتفاق التجارة مع الصين. وأوضح المسؤولون أن المخاوف من انهيار الاتفاق دائماً عرقلت إقدامهم على تنفيذ سياساتهم بشكل سلس.
إلى ذلك أوضحت "سي أن أن" أن التعامل مع الصين سيكون أحد التحديات الأكثر تعقيداً في السياسة الخارجية بالنسبة إلى بايدن، علماً أن الأخير سبق له القول إن هناك مجالات في مصلحة الولايات المتحدة الاشتغال فيها مع بكين، بما في ذلك مواجهة التغير المناخي وملف كوريا الشمالية.
ويقول مستشارو بايدن إنه سيشتغل بشكل وثيق مع حلفاء واشنطن ضمن جبهة موحدة للتعاطي مع ملفات مثل التكنولوجيا، بما فيها شركة "هواوي" وتقنية الجيل الخامس، وسرقة حقوق الملكية الفكرية، وتوسع الصين بالبحار الآسيوية، ومحاولات قمع الديمقراطية بهونغ كونغ.

في السياق، أوردت "سي أن أن" أن وزير الدفاع المعين حديثاً، كريستوفر ميلر، أُخبِر أن يركز في عمله خلال الشهرين الباقيين من عمر إدارة ترامب على الحروب الإلكترونية وغير النظامية، وبالأخص الانتباه إلى ذلك في التعاطي مع الصين.
ويواجه بايدن إرثاً ثقيلاً من التحديات، أكان داخلياً، كانتشار وباء كورونا وتبعاته الاقتصادية والبطالة وغيرها، أم في السياسات الخارجية، بعدما ترك ترامب علاقات بلاده بالكثير من الدول الكبرى في حالة يرثى لها. وسيحتاج بايدن إلى وقت لا يستهان به لترميم جسور تلك العلاقات.
ومن المراسيم الرئاسية التي يُتوقع أن يصدرها الرئيس المنتخب، عودة انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وهو ما وعد به بايدن خلال حملته الانتخابية، وأكده بعد فوزه. قد تكون العودة إلى الاتفاقية هي الأسهل، لكن الخطوات التي تليها هي الأكثر تعقيداً، وتتطلب تجنيداً واستثمارات مالية عالية في الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، فضلاً عن إلزام الشركات الأميركية بالأهداف والقواعد المتعلقة بالتلوث البيئي، التي رفعت إدارة ترامب عدداً لا بأس به منها، وأعفت الشركات الأميركية من جزء من التزاماتها بهذا الشأن.
وذكر بايدن أنه سيقضي اليوم الأول في مكالمات هاتفية مع حلفاء لإعادة صدقية الولايات المتحدة في الخارج، بعد شعار "أميركا أولاً" الذي رفعه ترامب لمدة أربع سنوات.

وتعهد بايدن بتمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، وإخطار موسكو بنيته هذه سيكون على الأرجح إحدى أولى خطواته. وسينتهي العمل بمعاهدة "نيو ستارت" بعد 16 يوماً من تنصيب بايدن، لتُرفع بذلك كل القيود على نشر الرؤوس النووية الاستراتيجية والقاذفات والصواريخ التي تحملها، ما قد يؤجج سباقاً جديداً للتسلح.
كذلك سيتشاور بايدن "على الفور" مع حلفاء واشنطن الرئيسيين قبل اتخاذ قرار بخصوص مستقبل الرسوم الجمركية الأميركية على الصين وسياسات أخرى إزاء بكين، بحسب ما قال مستشارون.

المساهمون