أيّ انتخاباتٍ للتونسيين هذا العام؟

أيّ انتخاباتٍ للتونسيين هذا العام؟

08 ابريل 2024
يبدو أن سعيّد يريد أن يضمن ولاية رئاسية جديدة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الانتخابات الرئاسية في تونس تواجه غموضًا كبيرًا قبل أشهر من موعدها المتوقع في خريف العام الحالي، مع عدم وضوح الشروط أو القوانين التي ستحكمها.
- الرئيس قيس سعيّد يشدد على ضرورة أن يكون المرشحون مستقلين عن أي تأثيرات خارجية، معلنًا عزمه على تطهير البلاد من الفساد ومحاربة محاولات إسقاط الدولة.
- المعارضة تواجه تحديات كبيرة في التفاعل مع توجهات سعيّد الجديدة، خاصة مع تجاهله لمطالبها بتغيير هيئة الانتخابات وإطلاق سراح المعتقلين، مما يضعها أمام ضرورة تحديد استراتيجيتها مبكرًا.

أصبحت الانتخابات الرئاسية المنتظرة خريف العام الحالي في تونس في حكم المجهول، لا أحد يعرف، قبل أشهر قليلة، متى ستنتظم تحديداً، وبأي شروط وفي أي مناخ سياسي، ووفق أي قانون؟ وكلما اقتربنا من الموعد المنتظر (يفترض بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول)، زاد الغموض بشأن هذا الاستحقاق الذي تعلّق عليه المعارضة آمالاً كبيرة، وكذلك الرئيس قيس سعيّد الذي يريد أن يضمن ولاية جديدة وينهي وجع الرأس نهائياً. ولكن سعيّد يبدو أنه يريد وضع شروط جديدة، بغاية إقصاء منافسين محتملين.

يوم السبت الماضي، في مناسبة إحياء الذكرى الـ24 لرحيل الرئيس الحبيب بورقيبة، أكد سعيّد في محافظة المنستير أنه "لا يمكن الترشّح من قلب مجموعات ترتمي في أحضان الخارج"، مشدّداً على أن "المرشح يجب أن يكون مزكّى من التونسيين منتخبا من قبل التونسيين وحدهم وليس من قبل أي جهة أخرى". وتابع: "ليعرف الكثيرون أن السلطة ليست طموحاً وكراسي وأريكة كما يتوهّمون، بل هي مسؤولية". وأكد أنه "ثابتٌ على العهد من أجل تطهير البلاد من الذين عاثوا فيها فسادا في كل مكان، ولن يتم التراجع إلى الوراء". وقال سعيّد إن "تونس تخوض حرب بقاء أو فناء ضد من أرادوا إسقاط الدولة بعد 14 يناير/كانون الثاني 2011 وتفجيرها من الداخل". وأضاف أن "التونسيين والتونسيات أظهروا وعيا غير مسبوق بهذه المؤامرة التي تُحاك ضدهم". وتابع: "الغريب أن من قاطع الانتخابات التشريعية نجده اليوم يتهافت على الرئاسيّة".

ويتوجّه قيس سعيّد بهذا الكلام إلى جهاتٍ معلومة وواضحة، جبهة الخلاص وبقية المعارضة الذين قاطعوا الانتخابات التشريعية، وكذلك بقيّة المرشّحين المحتملين، ومنهم بشكل واضح منذر الزنايدي، الوزير الأسبق قبل الثورة الموجود حالياً خارج تونس، وكل من يمكن أن يكون صاحب شُبهة في "الارتماء في أحضان الخارج" كما يقول الرئيس.

كيف سيترجم سعيّد هذا الكلام قبل أشهر من الانتخابات؟ وهل سيضع قوانين جديدة تعكس هذا التوجّه، أم أن هيئة الانتخابات التي عيّنها ستتكفل بالمهمة؟ هذا فكر سعيّد، وهو واضح وصريح ومباشر، كعادته. ولكن السؤال الذي يُطرح على المعارضة اليوم هو كيف ستتفاعل مع تأكيد سعيّد المتجدّد أنه لا يعيرها أي اهتمام ولا مطالبها بإطلاق سراح المعتقلين وتغيير هيئة الانتخابات وغيرها من الشروط التي تضعها لتخوض هذه الانتخابات؟ تضع المعارضة آمالها في إمكانية إنتاج وضع جديد باستخدام الضغط، ولكن السنوات الأخيرة أثبتت أن سعيّد لا يتفاعل مع الضغط، وعليها أن تحسم أمرها مبكّراً.